عصابة العسكر لا يهمها إلا المليارات..السيسي يقتل المصريين بالمبيدات المسرطنة

- ‎فيتقارير

 

 

مع غياب الدور الرقابي لحكومة الانقلاب انتشرت المبيدات المسرطنة التي يستخدمها بعض المزارعين، لتسريع عملية نضوج الثمار والفواكه، وهذا تسبب في إصابة ملايين المصريين بالأمراض خاصة السرطانات والكبد والكلى.

 

ورغم صدور قرارات منذ الثمانينات والتسعينات بمنع دخول 120 مبيدا إلى مصر؛ إلا أنه يتم دخولها في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي عن طريق عمليات التهريب .

 

وتتحمل مسئولية هذه الجريمة لجنة المبيدات التابعة لوزارة زراعة  الانقلاب، والتي لم تعد تقوم بدورها في التأكد من عدم دخول هذه المبيدات بناء على تحليل المعمل المركزي للمبيدات وتجامل الشركات والتجار على حساب الشعب المصري ، مؤكدة أن مصر واجهت أزمات متعددة على مدار السنوات الماضية .

 

كان عدد من دول العالم قد رفض استيراد المحاصيل من مصر مثل البطاطس لاحتوائها على نسب من بودرة DDT المسماة بـ«أكسيد الموت» المستخدمة لحفظ البطاطس، لما تسببه من أضرار مثل الإجهاض والعيوب الخلقية واختلال الجهاز المناعي، وإصابة الغدد الصماء ومختلف أنواع السرطانات، كما تم رفض محاصيل من الفواكه مثل الفراولة والموز لوجود نسبة من غاز البرومو ميثيل الذي يتم رشه على المحاصيل.

 

مخاطر صحية

 

من جانبه قال الدكتور محمود محمد عمرو، مؤسس ومستشار المركز القومي للسموم وأستاذ الطب المهني والبيئي والأمراض الصدرية بقصر العيني: إن “المبيدات سلاح ذو حدين، ينتج عنه تعرض الإنسان لمخاطر صحية جسيمة نتيجة الاستعمال العشوائي لها، محذرا من أن الجهل بأساليب الاستخدام الأمثل لها وطرق الوقاية من أضرارها ليس مضرا بالمزارع وحده، بل بعامة الناس”.

 

وأكد د. عمرو في تصريحات صحفية على مقولة «إن الوقاية خيرٌ من العلاج»، مطالبا المزارع بتوخي الحذر أثناء التعامل مع المبيدات، والتعقيم باستخدام المطهرات.

 

وأضاف، المزارع أو العامل بمصنع للمبيدات يصطحب آثارها معه إلى بيته، وبالتالي تكون أسرته عُرضة للأذى حال عدم غسل الملابس جيدا، مشددا على ضرورة أن تخضع المبيدات لرقابة كاملة من أجهزة دولة العسكر.

 

وأشار د. عمرو إلى التأثيرات الصحية للمبيدات السامة، مؤكدا أنها تضر الكبد، حيث تحد من وظائفه وتعسّر من عملية الهضم، كما أنها تضر بالكُلى والجهاز التنفسي، مسببة أزمات ربوية متكررة والتهابات شُعبية، نتيجة التعرض المباشر لها.

 

وكشف أنه تم منع بعض المبيدات المسرطنة في كل دول العالم عدا الهند والصين، وبالتالي يتم تهريبها إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا أنه في الثمانينات والتسعينات تم منع 120 مبيدا من دخول مصر؛ لأنه ثبت وجود بعض التأثيرات المسرطنة بها، والآن عمليات التهريب تسمح بدخول العديد منها .

 

وطالب د. عمرو بتحليل الفاكهة والخضراوات في السوق المحلية ، أسوة بما يحدث مع الصادرات، التي تخضع للجنة المبيدات للتأكد من خلوها تماما من المبيدات بناء على تحليل المعمل المركزي للمبيدات التابع لوزارة زراعة  الانقلاب .

 

مواد مسرطنة

 

وقالت الدكتورة أمل السفطي، رئيس قسم الطب المهني والبيئي بكلية طب قصر العيني: إن “هناك أسمدة تحتوى على النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وهي المواد التي يحتاجها النبات للنمو الصحي، وهناك أيضا أسمدة عضوية مثل المجمعة من بقايا الأطعمة أو سماد الحيوانات، مطالبة بضرورة الاستخدام المتوازن للأسمدة، وتحديد احتياجات النباتات بشكل دقيق واستخدامها بشكل متوازن لتجنب تلوث البيئة”.

 

وأكدت د. أمل في تصريحات صحفية أن المبيدات تلعب دورا حيويا في الحفاظ على المحاصيل من التلف الناجم عن الآفات والأمراض، لكن يؤدي استخدام كميات كبيرة منها إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، كما يؤدي إلى حدوث مقاومة لدى الآفات ويجعلها أكثر صعوبة في المكافحة، مشيرة إلى أن هناك قائمة كبيرة من المبيدات المسرطنة، والتي تزيد من احتمالات إصابة الإنسان بالسرطان عند التعرض لها بشكل مستمر، مثل الكلور العضوي، الكريوزوت، والسلفولات، في حين أن البعض الآخر لا سيما الكلور العضوي DDT والكلوردان والليندين، هي محفزات للأورام.

 

وأضافت أن العديد من المنظمات العالمية صنفت مركبات الزرنيخ والمبيدات الحشرية المستخدمة مهنيا على أنها مواد مسرطنة، بالإضافة إلى مبيدات الفسفور العضوية مثل المالاثيون والباراثيون المستعملة كمبيدات حشرية، والهرمونات التي تتحكم في نمو النباتات ومن أشهرها تلك المستخدمة مع محصول الطماطم، والمبيدات العضوية المحتوية على الكلور مثل الديلدرين واللألدرين والبيفينيلات، وهي مادة مضادة للصدأ وتم تصنيعها كمبيد ووجدت آثارها بالتربة والمياه.

 

أكسيد الموت

 

وشددت د. أمل  على ضرورة اختيار أنواع المبيدات المستخدمة من منطلق الاهتمام بصحة المواطن المصري والثروة الزراعية، مؤكدة أن مصر واجهت أزمات متعددة على مدار السنوات الماضية من رفض المحاصيل مثل البطاطس لاحتوائها على نسب من بودرة DDT المسماة أيضا بـ«أكسيد الموت» المستخدمة لحفظ البطاطس، لما تسببه من أضرار مثل الإجهاض والعيوب الخلقية واختلال الجهاز المناعي، وإصابة الغدد الصماء ومختلف أنواع السرطانات، كما تم رفض محاصيل من الفواكه مثل الفراولة والموز لوجود نسبة من غاز البرومو ميثيل الذي يتم رشه على المحاصيل.

 

وأوضحت أن الدراسات الوبائية – على الرغم من تناقضها في بعض الأحيان – ربطت بين مبيدات الأعشاب التي تحتوى على حمض الفينوكسي مع ساركوما الأنسجة الرخوة (STS) وسرطان الغدد الليمفاوية الخبيثة، حيث ترتبط المبيدات الحشرية الكلورية العضوية بـSTS، وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين (NHL)، وسرطان الدم، وسرطانات الرئة والثدي.

 

وطالبت د. أمل بوضع تشريعات وتوجيهات بيئية للحماية من الممارسات غير المسئولة في استيراد واستخدام المبيدات المسرطنة ، وكذلك الاهتمام بتبني ممارسات زراعية مستدامة، حيث إن تقنيات الزراعة البيولوجية يمكن أن تساهم في الحد من الاستخدام الكثيف للمبيدات وبالتالي تقليل التعرض المحتمل للمواد المسرطنة.

 

مرض الكبد

 

وقال الدكتور إيهاب صالح، إخصائي الباطنة العامة والكبد والجهاز الهضمي: إن “المبيدات والمواد الكيميائية يمتصها الجسم عن طريق الكبد، فيعمل على تكسيرها فتتفاعل بدورها مع النسيج الخلوي للكبد وتحدث الإصابة بمرض الكبد الدهني «Fatty liver disease» بصورة كبيرة، وقد تسبب الإصابة بتليف الكبد، والأورام الكبدية المنتشرة في مناطق عديدة بمصر”.

 

ونصح د. صالح في تصريحات صحفية بضرورة إجراء فحوصات وكشف دوري ومتابعة مستمرة، للوقاية من المبيدات المسرطنة.