قال البروفيسور سامي العريان: “نعم الأثمان كبيرة جدا، ولكن نتيجتها في نهاية الصراع إن شاء الله، سيكون تفكيك الكيان العنصري والتحرير ولشهدائنا الخلود والجنان”.
العدو انكسر
وخلص الأكاديمي المقيم بالولايات المتحدة إلى أن “انكسار العدو على المدى الاستراتيجي حدث، وستكون له عواقب كبيرة جدا عليهم، رغم الخذلان والتضحيات”.
وأكد أننا “ننتقل الآن إلى مرحلة جديدة للصراع، ولا بد من أن نكون مستعدين لها،ومسلحين بالوعي والثبات والصبر الاستراتيجي وعدم الخضوع لضغوط آنية أو نضعف وتخور نفسياتنا من التضحيات الكبيرة التي يدفعها شعبنا البطل”.
رؤية على جانبين
وكشف “العريان” عبر إكس @SamiAlArian في استعراض رؤية عامة ل10 شهور من الصراع بدأت فجر 7 أكتوبر، أن الرؤية للأوضاع يجب أن تكون على جانبين لا لجانب واحد.
وفي مقال نشره عبر حسابه بعنوان “السابع من اكتوبر فجر جديد” قال: “يبدو لي أن البعض منا ينظر إلى هذه المعركة فقط من جانب واحد وهو جانبنا، فيرى خسائر ومعاناة وخذلان وأوراق تُفقَد الخ، ولكن هذه في اعتقادي نظرة قاصرة وغير مكتملة”.
وأكد أنه “يجب النظر إلى هذه المعركة من الجانبين، لنرى المعركة من الجانب الآخر أيضا، وكذلك لنراها من أعلى – أي لنرى الجانبين معا جنبا إلى جنب، مشيرا إلى أننا كمراقبين للمشهد العام في فلسطين وغزة ، سنرى تراجعات وانتكاسات استراتيجية للعدو هائلة سيكون لها آثار خطيرة ومدمرة ، عسكرية وأمنية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية واجتماعية وإعلامية وقانونية وبنيوية ومعنوية واستراتيجية على المستوى الداخلي والخارجي الخ”.
وأوضح أن “المجتمع الإسرائيلي كما جيشه ومؤسسات مهمة فيه، تصدع وتفسخ وتآكلت كثير من عوامل قوته، بل وظهرت نقاط ضعفه واضحة للعيان.”.
هزيمة عميقة
وشدد على أن الهزيمة التي أصابت العدو الصهيوني عميقة، ولكنها لم تقض عليه أو تنهيه بعد، قائلا: “لا يجوز التهوين بما حدث ويحدث طيلة أكثر من عشرة شهور، وتأثيره على هذا المجتمع الهجين والدولة الهشة”.
وعن مؤشرات الهزيمة، لفت إلى أن مئات الآلاف من خيرة المجتمع الذي يقوم عليهم الاقتصاد والدولة من الاشكيناز (أصحاب الجوازات المزدوجة) رحلوا وهاجروا وتخلوا عن المشروع الصهيوني”.
وأضاف “ومئات الآلاف كذلك تركوا مستوطنات الشمال والجنوب ونزحوا،وفقدوا الشعور بالأمان في أول تجربة حقيقية لمعاناة يومية هم غير قادرين عليها، ولن يستطيعوا تجاوزها إلّا إذا قضوا علينا جميعا وهذا من المستحيلات”.
وعن مؤشر الهزيمة النفسية وآثارها أردف “الشعور بالعلو والغطرسة والاستكبار لن يستعيدوه من خلال القتل والتدمير، لأن الهزيمة النفسية لهذا الجيل تحققت”.
وأكمل، “جيش معظمه احتياطي لديه معاناة نفسية عميقة وفقدان ثقة، سيكون من الصعب تجاوزها أو نسيانها رغم تحقيق رغبة الانتقام الجامحة لديهم بقتل المدنيين والأبرياء”.
نهاية المشروع
وعن رؤية المعسكر المضاد، اهتم المحلل الفلسطيني بما يقولونه حيث “المفكرون الاستراتيجيون في أمريكا والغرب بصورة عامة، وكذلك بعض المفكرين الاستراتيجيين الصهاينة الإسرائيليين يتحدثون بعلنية وقلق عن نهاية المشروع الصهيوني”.
واعتبر أن “هذه تحولات هائلة ومهمة سيكون لها تداعيات مستقبلية في غير صالح العدو مع الإقرار أننا قد دفعنا لها ثمنا كبيرا لا يمكن إنكاره”.
وأضاف “كما يجب الانتباه إلى أمر معنوي ومعنى إيماني لا يمكن تهوينه، لأنه يؤثر على مسألة استمرارية الصراع وحتمية الصمود التي ستحسم الصراع وهو معنى أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، ومعنى “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون”.
المعاني الإيمانية
وأكد منطلقا من القرآن أن “هذه معاني تجعلنا نصبر ونصمد وهم يأسون ومحبطون، في هذه النظرة المحيطة الشاملة تصبح المكاسب التكتيكية لهم مثل إخراج بعض الجثث ذات أهمية بسيطة أو غير مهمة على الإطلاق، ولن تعوض الخسارات الاستراتيجية الكبرى التي مُني بها العدو.”.
https://x.com/SamiAlArian/status/1825820724843417982
خرائطهم ستتغير
وبشر المحلل السياسي المقيم بتركيا أدهم أبو سلمية بأن خرائطهم التي يستعرضون بها ستتغير، ولكن بشرط وهو ما استعرضه أيضا على إكس @adham922 مختصر فقال: “من يتوقع أن العدو سيتوقف عن مواصلة عدوانه ضد المنطقة والإقليم فهو واهم، وإذا لم تُوجه قوى المقاومة في المنطقة ضربة موجعة تدمّر أحلام الاحتلال وتردعه، فإن ما ينتظرنا ليس فقط حسما للصراع، بل تغييرا جذريا في خريطة المنطقة بأكملها، ستتحول خريطة “إسرائيل الكبرى” التي عرضها سموتريتش في إحدى خطاباته إلى حقيقة على الأرض، ولن يتجرأ أحد بعدها على التصدي للتغول الصهيوني.”.
وأضاف محذرا للمتباطئين والمثبطين “يومها سنتذكر أن طوفان الأقصى كان فرصة أضعناها بأيدينا للخلاص من هذا الظلم التاريخيّ الواقع على رقاب أمتنا منذ قرن من الزمان”.
وانطلق أدهم أبو سلمية إلى حد ما منطلقات سامي العريان فقال: إنه “في السابع من أكتوبر، شهد تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني منعطفا حاسما، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربة قاصمة لقوة الردع الصهيونية لم يسبق لها مثيل”.
واشار أيضا إلى لجوء “العدو الصهيوني إلى استخدام القوة الغاشمة والعنف المطلق مستفيدا من الغطاء الدولي، والخذلان الرسمي العربي، والصمت الشعبي، في محاولة لاستعادة تلك القوة التي تكسرت، واستفاد بشكل واضح من غياب الدعم أو ضعفه أو محدوديته من قوى المقاومة في الداخل الفلسطيني أو الضفة الغربية أو محور المقاومة، تراجع نتنياهو أمس عن التوصل إلى وقف للحرب ينبع من أمرين:
1. القلق الوجودي الذي يعيشه الكيان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر، ومحاولة الخلاص منه عبر ردع الأعداء.
2. الرغبة في استعادة قوة الردع وتوسيع نطاقها لتشمل جميع خصوم الكيان في المنطقة، وليس غزة فحسب.
ومن هنا كان تحذيره من أن “نتنياهو يتحرك ويتمادى اليوم، وهو يشعر بأنه قادر على استعادة الردع الإقليمي، ويرى أن قوى الإقليم تتحرك بتردد استشعارا منها بالعجز عن مواجهة الاحتلال”.