في حين يُصرح رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي أن مصر أنفقت أكثر من 6.2 تريليونات جنيه على البنية التحتية، وأن بناء الطرق والكباري الجديدة أصبح ضرورة لأننا تأخرنا 40 عام على تنفيذها وأن نسبة المعمور في مصر تجاوز الـ 12% من مساحة الدولة بعد أن كانت 4% فقط، تناسى احتياج العديد من المواطنين وخاصة الفقراء بالقرى والنجوع في صعيد وقرى مصر، ومنهم التلاميذ لبناء جسور وكباري ليعبروا عليها بدلاً من العبور على المواسير وجذوع النخل، التي تهدد حياتهم وأمنهم.
وفي هذا السياق، تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي صورًا ومقاطع فيديو لتلاميذ يُخاطرون بحياتهم وهم يعبرون الترعة على جذع نخلة للوصول لمدرستهم في “نجع محروس الإبتدائية” بقرية المقربية التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، وآخرون يعبرون على ماسورة صرف صحي إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا وأقدامهم في الترعة.
https://x.com/haythamabokhal1/status/1840802328690991133
https://www.youtube.com/watch?v=EOw8cRnAIRA&feature=youtu.be
وأثارت تلك الصور والفيديوهات غضب المواطنين حيث ظهر ذلك جليًا في تغريداتهم وردودهم على تلك الصور ومقاطع الفيديو، فكتب الصياد: “صدق أو لا تصدق، يحدث هذا في الجمهورية الجديدة في مصر، وتحديدًا في نجع محروس بمحافظة قنا التاريخ: 30 سبتمبر 2024 الأطفال يعبرون هكذا للذهاب إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا وأقدامهم في الترعة! هل تعلم عزيزي أن ثمن نجفة واحدة في أحد القصور الرئاسية يمكن أن تحل هذه المشكلة.”
https://x.com/MoRebelx/status/1840842623462097202
وأضاف رضا آدم: “عيال القديمه تشردو عيال الجديده في المصايف بسكارو صدق أو لا تصدق، يحدث هذا في الجمهورية الجديدة في مصر، وتحديدًا في نجع محروس بمحافظة قنا. التاريخ: 30 سبتمبر 2024. الأطفال يعبرون هكذا للذهاب إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا وأقدامهم في الترعة!!!”.
https://x.com/AdmRda14871/status/1841381082358255707
بينما نشر خالد البنا فيديو وكتب عليه: “أطفال رايحين المدرسة، نجع محروس محافظة قنا”.
https://x.com/khaledelbana/status/1840817684113711246.
وغرد رامي :” تلاميذ يعبرون الترع على جذع نخلة.. والتعليم يرد: في كوبري بس بعيد! انتشرت على فيسبوك صور لتلاميذ يعبرون إحدى الترع فوق جذع نخلة في قنا. التلاميذ من مدرسة نجع محروس، وأولياء الأمور ناشدوا المسؤولين لإنقاذ أبنائهم من خطر الغرق اليومي. التعليم رد إن في كوبري موجود لكن بعيد”.
https://x.com/Rummymohammed/status/1838607703138087337
ولم يجد صلاح سوى السباب: “الله يلعن ديه عالم بنت وسخة بتحكم بلد بالحجم ده وحتى اتفه الأمور كوبرى مشاة للأطفال الصغار والأهالى تعدى عليه عشان مايحصلش حاجة لحد مفيش إحنا عايشين ف اوسخ فترة للبلد ديه والله.”
https://x.com/SalahGohar4/status/1838604828181700720
ونوه عبدالله:”مدرسة نجع محروس _قنا فى اسرع وقت يتعمل لهم كوبرى مشاه المنظر يحرق الدم، الاطفال التلاميذ بيعدوا من على الماسورة من فوق الترعة المفروض مديرالمدرسه و رئيس مجلس المدينة والمحافظ يتعاقبوا على ذلك”.
https://x.com/alqaeed36/status/1841003925949870554
وقال حساب ثورة شعب: “الفيديو ده لتلاميذ أطفال من مدرسة نجع محروس الابتدائية في محافظة قنا.. فين السيسي ومدبولى و كامل الوزير من اللي الكارثة دي مش عارفين يوفروا شوية من الملايين اللي بينهبوها يعملوا بيها كوبرى ولا كوبري خشب أو حتى معدية بسيطة بدل الكارثة دي!!! “.
https://x.com/ThawretShaaab/status/1841119810920358391
أين ذهبت المليارات
جدل وتساؤلات أثارهما رئيس وزراء الانقلاب حول بناء الطرق والكباري، في حين جاء في تصريحات سابقة أنه تم صرف أكثر من 6.2 تريليون جنيه على مشروعات البنية التحتية خلال الفترة من 30 يونيو 2014 حتى 30 يونيو 2021، ضمن جهود الدولة لتحسين جودة الحياة للمواطن.
تركز الجدل حول تأثير هذا الرقم الضخم على حياة المصريين، خاصة أنه قد ورد أيضاً على لسان عبد الفتاح السيسي، بالتوازي مع استمرار الشكاوى من تردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية. كما أثار تساؤلات حول مصدر هذا الرقم الكبير والقطاعات المستفيدة.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: ما حقيقة إنفاق هذا المبلغ الضخم في ظل تكرار شكوى المسؤولين من نقص الإيرادات وعدم وجود مخصصات مالية لقطاعات مثل الصحة والتعليم والأجور والدعم التمويني؟ ومن أين حصلت الدولة على كل هذه الأموال؟ وهل يمكن تصور أن جميع هذه الأموال ذهبت للبنية التحتية فقط؟ وماذا عن باقي البنود؟ وإذا كانت كذلك، فلماذا لا يشعر المواطن بأي تحسن؟
ويقول محللون إن اختلال الأولويات في سياسة الحكومة الاقتصادية جعل ملايين المصريين لا يشعرون بأي تحسن، بحسب تصريحات السيسي نفسه، لأن الحكومة تفرض نفس الأعباء على الفقراء والمعدمين ومحدودي الدخل مثلها مثل الأغنياء والمقتدرين. فرضت عليهم جميعاً تحرير أسعار الطاقة والوقود والغاز والمياه والتموين وغيرها، وبالتالي نحن أمام نظام لا يهتم سوى بالصورة العامة للاقتصاد الكلي والأرقام وليس الصورة العامة لحياة المصريين والارتقاء بمستوى دخولهم ومعيشتهم على حد سواء.