قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن اضطرابات يمكن أن تحدث لمحمد بن سلمان في السعودية وللسيسي في مصر، حيث يرى الناس هناك تقاعسهم عن غزة كنقطة اشتعال وغضب.
إجابة ويتكوف، جاءت في معرض سؤال كارلسون، عن تأثير الحرب في غزة على غضب بعض شعوب المنطقة خصوصا في مصر والأردن إلى الدرجة التي قد تؤدي إلى سقوط تلك الحكومات، وتُحدث فوضى عارمة قد تمتد بتأثيرها على أوروبا.
وأضاف: “نعم، هذا عامل كبير”، مؤكدا أن “الملك عبدالله في الأردن قام بعمل رائع ومدهش في إيجاد طريقة لكيفية التعامل مع هذا التخوف من عدم الاستقرار”.
لكنه أكد أن الأمور في مصر أصعب، من الأردن، محذرا من أن “الاضطرابات في مصر قد تدفع الأمور إلى الخلف”.
وقال: “أما مصر فهي نقطة ملتهبة. فكل ما تحقق لنا في المنطقة، مثل التخلص من السنوار (قائد حماس الراحل يحيى السنوار) ونصر الله (زعيم حزب الله اللبناني الراحل حسن نصر الله) وغيرهما، قد ينقلب رأسا على عقب لو خسرنا مصر”.
وأضاف: “مصر وضعها مقلق، فمعدلات البطالة مرتفعة وتصل النسبة بين الشباب إلى 45 بالمئة ولا يمكن لبلد أن يبقى بهذا الوضع، وهم مفلسون لحد كبير، ويحتاجون للكثير من العون. ولو وقع حدث سيئ بمصر فسيأخذنا ذلك إلى الوراء كثيرا”، مبينا أنه “ولهذا فلا بد من أن نحل مشكلة غزة”.
https://www.youtube.com/watch?v=acvu2LBumGo
وتساءل مراقبون حول حقيقة الهدف من تلك التحذيرات، وهل هي للضغط على القاهرة لمزيد من إخضاعها لتمرير مشروعات التهجير الأمريكية والإسرائيلية من غزة إلى سيناء المصرية، أم إنها للحفاظ على نظام السيسي وإنقاذه من أزماته؟
يأتى ذلك بالتزامن مع حديث المبعوث الأمريكي نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية نقلا عن دبلوماسي عربي تغير موقف السيسي بشأن رفض تهجير الفلسطينيين، وأنه أبدى استعداده في اجتماعاته الأخيرة مع القادة العرب لإجلاء نصف مليون فلسطيني من غزة مؤقتا إلى مدينة مخصصة لهم في شمال سيناء.
وأكدت الصحيفة، القريبة من حزب الله اللبناني، نقلا عن دبلوماسي حضر اجتماعين عُقدا في الرياض والدوحة بشأن غزة، أن الحاضرين فوجئوا بتغير موقف السيسي، وهي الأنباء التي نفت مصر صحتها بشكل قاطع، مؤكدة أن موقفها ثابت بـ”الرفض القاطع والنهائي لتهجير الفلسطينيين”.
دخول ترامب
مع دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للبيت الأبيض، وعقد هدنة إسرائيلية مع المقاومة الفلسطينية إثر حرب إبادة دموية ارتكبتها الآلة العسكرية الإسرائيلية بحق 2.3 مليون فلسطيني في غزة مدة 15 شهرا، أثار ترامب الجدل بمقترح تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ونزع سلاح المقاومة.
وهو ما تؤكد حكومة الانقلاب على رفضه في كل بياناتها، وقدمت للقمة العربية التي شهدتها القاهرة الشهر الجاري خطة مصرية لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لكنه من آن إلى آخر تخرج تصريحات إسرائيلية تشير إلى أن الموقف المصري على غير المعلن.
“جرس إنذار..”
وقال الإعلامي حافظ الميرازي، عبر صفحته على الفيس بوك إنه “يدق جرس الإنذار لخطورة الأوضاع في مصر بالنسبة لردود الفعل الشعبية تجاه ما يحدث في غزة، وسوء الوضع الاقتصادي القريب من الإفلاس مع ارتفاع معدلات البطالة، بشكل لا يمكن لبلد أن يتحمله”.
وحول دلالات حديث ويتكوف، عن مكاسبهم في “التخلص من السنوار ونصر الله وغيرهما”، وأنها “قد تنقلب رأسا على عقب لو خسرنا مصر”
وقال الأكاديمي خليل العناني، إن ترجمة هذا الحديث هي أن “النظام الحالي عميل لنا (لأمريكا) وإن بقاءه مصلحة استراتيجية للكيان (إسرائيل) ولمشروعه في المنطقة”، مؤكدا أن هذه هي “الحقيقة الناصعة بدون رتوش”.