الخروج من التيه ومغادرة النفق المظلم

- ‎فيمقالات
PHOENIX, ARIZONA - DECEMBER 22: U.S. President-elect Donald Trump smiles during Turning Point USA's AmericaFest at the Phoenix Convention Center on December 22, 2024 in Phoenix, Arizona. The annual four day conference geared toward energizing and connecting conservative youth hosts some of the country's leading conservative politicians and activists. (Photo by Rebecca Noble/Getty Images)

بقلم/ عصام عبدالله

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينه) رواه أبو داود

بعد أربعين سنة من التيه في صحراء سيناء، منَّ الله على بني إسرائيل فدخلوا القدس بقيادة فتى موسى (يوشع بن نون) بعد أن ذهب عنهم المرجفون، وها هي الأمة تتهيأ للخروج من التيه، ومغادرة النفق المظلم لتصل إلى النور في نهايته، وها هي الأرض كلها تتهيأ -بحول الله- لأمر جلل يكون فيه النصر حليف أهل الإيمان والمجاهدين على بصيرة

 ها هي (غزة هاشم) تقدم المثال في الصبر والجهاد لتهزم أعتى قوة في الأرض-الولايات المتحدة- التي ما برحت تباشر المعركة وتمد الكيان بالسلاح والمعلومات وتنسق مع بعض حكام المنطقة والعالم لدحر المقاومة، كما تدافع عن الكيان في كل المحافل الدولية، ناهيك عن إمداده ببعض المقاتلين.

 لم يكن هناك أحد يظن أن بإمكان حماس أن تصمد كل هذا الوقت ضد كل أنواع الإبادة الجماعية والجوع والحصار وخيانة الصديق والشقيق لولا هذا الرصيد الإيماني والاستعانة بالله الذي يدافع عن الذين آمنوا

ها هم قادة الكيان -أنفسهم- يعترفون بالعجز والفشل رغم القتل والدمار الذي لم ينج منه الحجر والشجر والدواب، بعدما قتل النساء والشيوخ والأطفال كلهم ما حققوا هدفا واحدا، وانتصرت الحركة بدماء القادة السياسية والعسكريين فداء للأقصى والأرض والعرض

وها هو الزمن يدور دورته فيظلنا وعد متجدد بظهور من يجدد للأمة أمر دينها ويزيل عن الإسلام ما علق به من أوهام وخرافات وبدع اعتبرها الناس عنه والإسلام منها براء، مجدد سواء كان فردا أو مجموعة أفراد، أو كان مجمعا فقهيا أو جماعة إصلاحية -يتوفر فيه- أو فيهم صفاء العقيدة، وسلامة المنهج والعلم، والاجتهاد والعمل على بصيرة، والقدرة على تجديد الفكر والسلوك انطلاقا من الكتاب والسنة فيهم النفع بذلك لأحد الزمان في شتى الأمصار والديار

وها هي الأمة يزداد وعيا ولتعرف عدوها الحقيقي عن قرب، وترى أن النصر ممكن إذا ما تخلصت من إرث الحكم الجبري، ونفضت عن نفسها غبار التبعية وقيود الخنوع، اليوم تتحول الصرخات المكبوتة إلى صيحات لا يقوى على سماعها أذناب الغرب فتتحور قواهم، وتنفك قبضتهم ويسيرون إلى هلاك وحساب وعقاب

وليست الأمور محض أمنيات أو مجرد مسكنات لواقع أليم، فهذا الواقع ما هو إلا الآم مخاض لنصر عظيم وقد اقترب، وما معاناة أهل الصلاح ومعهم باقي الناس إلا إرهاصة السقوط المدوي لكل من تجبر بالظلم وعلا بالباطل، فالأوضاع الإقليمية والعالمية تتجه إلى تغيير لا تخطيء عين الخبير مداه ، فها هو الطاغية في سوريا يسقط غير مأسوف عليه ليحل محله نظام يغلب عليه السعي إلى  لم الشمل وإصلاح الأحوال ، وها هي نبوءة (أحمد ياسين) بزوال الكيان 2027 بعد أربعين عاما من تأسيس الحركة المباركة تهز أفراد الكيان فيترك الكيان إلى غير رجعه، نصف مليون بينما يتقدم 49% من الباقيين بطلبات هجرة وقد باعوا ممتلكاتهم بالفعل.

 وفي أماكن أخرى، يهتز عرش الظالمين بقوة كرجل فيه شركاء متشاكسون غير قادر على أن يولي نحو وجهة واحدة ، منع عنه المدد أو  كاد في ظل أزمات ونكبات وفساد يزكم الأنوف وتململ شعبي غير مسبوق وخوف يرجف القلوب -قلوب الظالمين -، فيدرءون عن أنفسهم الإتهامات ولسان حالهم (ويكاد المريب يقول خذوني) فيدعون أن أيديهم غير ملوثة بالدماء ولا بالمال الحرام

لقد اقترب المخاض وحان وقت الحساب، والأيام دُول، ونصر الله على مرمى حجر بإيمان لا يتزعزع ويقين لا يتضعضع.  (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا) (51) الإسراء  وكل عسى في القرآن متحققة.