عبرت جماعة الإخوان المسلمون عن أملها المؤكد في استعادة الشعب الحريةَ، والمجتمع العدالةَ، والدولة كاملَ السيادة والاستقلالية، بأنه "يوم آتٍ (بحول الله تعالى)".
وعن شروط ذلك قال بيان للجماعة نشره المتحدث الإعلامي من القاهرة أحمد عاصم: "إن وضحت الرؤية أمام الجميع، وتوحدت الجهود وتكاتفت؛ لتحقيق أهدافها، والحفاظ على مقدرات الشعب، حينها سنكونُ قريبين من تحرير الوطن من ربقة الاستبداد والفساد والانطلاق نحو مستقبل تستحقه مصر الكبيرة".
وفي بيانها ركزت الجماعة على مقدرات الشعب والحفاظ عليها وهي إشارة ربما لثورة شعبية تحتاج إلى ضبط سياقات تحركها فقالت : "تجدِّد الجماعة حرصها على كافة مؤسسات الدولة المصرية، التي تعد ملكًا للشعب، وليست ملكًا لأي سلطة أو نظام، وتشدد على أن الحفاظ على هذه المؤسسات وتقويتها وتصحيح مسارها هو واجب وطني يقع على عاتق كل مصري حر.".
وفي المجمل أكدت أن "استعادة مكانة مصر الحقيقية تبدأ بإزاحة هذا الانقلاب الذي فرَّط في سيادة الدولة ورَهَن إرادتها للمُقرضين والمانحين، وقيّد حرية شعبها، وهو ما يستوجب من كل القوى والتيارات الوطنية والشريفة في مصر أن تتوحَّد حول مشروع وطني جامع يحقق هذه الأهداف وينقذ مصر من مصير مجهول".
(بيان الإخوان المسلمون)
بعد اثنتي عشرة سنة من الانقلاب: دعوة لإنقاذ مصر واستعادة كرامتها
اثنتا عشرة سنة مرت بعد الانقلاب على إرادة شعب وضمير أمة، وعلى أول تجربة ديمقراطية شهدتها مصر بانتخاب أول رئيس مدني، وهو الرئيس الشهيد محمد مرسي -رحمه الله-، لتمر هذه السنون ثقيلة على وطن يئنُّ من المظالم ويضجُّ بالفساد الذي بات ينخر في جسد مصر الذي أنهكه الطغيان وجار عليه الاستبداد، وكلما مرت سنة جديدة تفاقمت معها الأزمات وتعاظمت خلالها الكوارث؛ لتشهد الدولة المصرية تراجعًا غير مسبوق في كل المجالات، واحتقانًا على كافة الأصعدة.
لقد أوْدت هذه السنوات العجاف برصيد مصر الهائل من الريادة، فتراجع دورها الإقليمي والدولي بشكل لافت، وتعاظمت الكوارث من حولها، لنرى كيف تكررت الاعتداءات الصهيونية على معبر رفح دون رد فاعل، وعجزت الدولة عن الوصول إلى اتفاق يضمن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل أمام السد الإثيوبي، وكيف تنازلت سلطة الانقلاب عن جزيرتي تيران وصنافير، وتوسعت في التفريط بمقدرات الدولة؛ فتم بيعها بشروط تهدد أمن الوطن وتصادر حق الأجيال القادمة في ثروات بلادهم، وكل ذلك كان نتيجة حتمية لغياب الشرعية وفقدان الإرادة الوطنية الحرة.
لقد جاء هذا الانقلاب ليُجهز على آمال شعب تنفس الصعداء بعد ثورة يناير؛ التي شكّلت أملًا للشباب ورسمت مستقبلًا راود الجميع، تتحقق فيه حرية المواطن وعدالة المجتمع، لكن هذه الآمال تبدّدت على وقع انقلاب عسكري غاشم، قيَّد حرية المواطنين، وأغلق المجال العام، وغيَّب العدالة، وسيَّس القضاء، وأحْكم القبضة الأمنية على الشعب كله تحت وطأة التهديد بمصير عشرات الآلاف من المصريين الشرفاء المغيَّبين في السجون والمعتقلات، يتعرضون للقتل الممنهج والتصفية البطيئة.
إن جماعة "الإخوان المسلمون" تؤكد مجددًا في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الدولة المصرية، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، أن استعادة مكانة مصر الحقيقية تبدأ بإزاحة هذا الانقلاب الذي فرَّط في سيادة الدولة ورَهَن إرادتها للمُقرضين والمانحين، وقيّد حرية شعبها، وهو ما يستوجب من كل القوى والتيارات الوطنية والشريفة في مصر أن تتوحَّد حول مشروع وطني جامع يحقق هذه الأهداف وينقذ مصر من مصير مجهول.
وتجدِّد الجماعة حرصها على كافة مؤسسات الدولة المصرية، التي تعد ملكًا للشعب، وليست ملكًا لأي سلطة أو نظام، وتشدد على أن الحفاظ على هذه المؤسسات وتقويتها وتصحيح مسارها هو واجب وطني يقع على عاتق كل مصري حر.
إننا نتطلع لذلك اليوم؛ الذي يستعيد فيه الشعبُ الحريةَ، والمجتمعُ العدالةَ، والدولةُ كاملَ السيادة والاستقلالية، وهو يوم آتٍ (بحول الله تعالى) ما إن وضحت الرؤية أمام الجميع، وتوحدت الجهود وتكاتفت؛ لتحقيق أهدافها، والحفاظ على مقدرات الشعب، وحينها سنكونُ قريبين من تحرير الوطن من ربقة الاستبداد والفساد والانطلاق نحو مستقبل تستحقه مصر الكبيرة.
﴿وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21).
أحمد عاصم
المتحدث الإعلامي باسم جماعة #الإخوان_المسلمين
الأربعاء ٧ محرّم ١٤٤٧ هـ – 2 يوليو 2025 م
https://ikhwanonline.com/article/269162