عبر مراقبون عن سخريتهم من مقطع فيديو منتشر على منصات التواصل الاجتماعي يظهر فيه علم أبيض وفيه كلمة "حركة حسم" وهي تجمع مسلح زعمت الأجهزة الأمنية أنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، كما سبق وزعمت من قبل بانتماء شباب محمد وجماعة شكري مصطفى والجماعة الإسلامية في الصعيد للجماعة ذاتها.
واعتبر المراقبون أن الإخوان نبذوا العنف وأكدوا رفضهم للانقلاب وأن طريقهم لرفضه هو الثورة السلمية وعلى حد قول فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين "سلميتنا أقوى من الرصاص" وهي جملة تاريخية أشبه بما صدر عن جماعة الإخوان المسلمين في فترة الستينيات وحكم الظالم المقبور جمال عبدالناصر، كتاب أثبت أنهم على المنهج ذاته "دعاة لا قضاة" وأنهم شعارهم "ولنصبرن على ما آذيتمونا".
حتى إن إنجي عادل Engy Adel وهي معارضة لحكم الإخوان كان شهادة محايد بين النظام وبين الإخوان ورأت أن "أبانا الذي في المخابرات قام بفبركة فيديو لرجالته تحت اسم حركة حسم الإرهابية، في هذا التوقيت بالذات علشان الناس تتلهي وتنشغل بيه بعد تراكم المشكلات على النظام الفاشل".
ورأت أن من ".. كان ورا أفلام حوادث الإرهاب أثناء ثورة يناير، وخلال تولي المجلس العسكري، وأثناء حكم جماعة مرسي الفشلة، وبعد سقوطهم، خاصة في سيناء والواحات ومع الأقباط بشكل خاص." بحسب ما كتبت..
https://www.facebook.com/engy.adel.858018/videos/1400282701231895/
واقعة كاشفة
واتفق كثيرون مع رؤية النقابي المستقل الطبيب د.محمد فتوح عوض Mohamed Fatouh Awad الذي علق على الفيديو المتداول والمنسوب لحركة "حسم"!
وقال: "بمناسبة الفيديو بتاع حسم النهار ده اللي بيفكرني بحاجة كنت شاهدا عليها بنفسي، وبالمصادفة كانت حصلت زي اليومين دول من ١٢ سنة بالأخص يوم 3/ 7/2013.. بعد البيان بتاع السيسي يوم 3 يوليو واللي بالمناسبة كان بيان انقلاب مكتمل الأركان وواضح وضوح الشمس لكل اللي سمعه ساعتها حصل قلق عن مكتب الإرشاد بتاع الإخوان المسلمين في المقطم وعرفنا إن فيه ضرب نار واحتمال يكون فيه مصابين ..".
وأكمل، ".. أخدنا عربية إسعاف أنا وكام دكتور معانا في الجمعية وروحنا على هناك ، وبالفعل أول لما وصلنا هناك سمعنا أصوات ضرب نار جايه من عند مكتب الإرشاد وفوضى كبيرة جدا وناس عماله تجري في الشوارع مش عارفين بيجروا من إيه أو على إيه ، وبرضوا مش عارفين ضرب النار ده جاي من جوه المكتب لبره ولا من بره على المكتب ولا الناحيتين بيضربوا على بعض …".
بلاك بلوك المخابرات
وعن إشارة لتورط رسمي أردف، ".. الغريبة إن ماكانش فيه أي أثر لشرطة أو لجيش في وسط الهيصة ديه، المهم الفوضى ديه فضلت أكتر من ساعتين لبعد نص الليل بشوية لغاية لما حصلت حاجة غريبة ، جت عربية كبيرة سودة ونزل منها كام واحد لابسين هدوم سودا وقناع وش أسود بنفس الشكل اللي كان معروف ساعتها بيه المجموعة اللي تقريبا كان اسمها بلاك بلوك على ما أتذكر …".
وأوضح ".. المجموعة الصغيرة ديه وقفوا في وسط الشارع وقعدوا يعملوا حركات ومارشات عسكرية بطريقة غريبة وكوميدية للغاية لدرجة إن أنا كنت بقول للي معايا أيه العبط اللي بيعملوه ده ، الظريف بقى إن الحركات اللي كانوا بيعملوها ديه كانت بتاكل قوي من الناس الجماهير اللي واقفة على جنبين الشارع تتفرج على اللي بيحصل …".
وأشار إلى أن بلاك بلوك "..كل ما يعملوا حركة من دول الناس تهيص وتصقف، بعد ما خلصوا الهبل ده رجعوا العربية وفتحوا الشنطة بتاعة العربية وطلعوا منها بنادق كبيرة عامله زي الجرينوف أو البنادق المتعددة وطلعوا جري على مكتب الإرشاد، مفيش دقايق وسمعنا ضرب نار كثيف لمدة ٥ دقايق بالكتير وبعدين صمت رهيب ومستمر ومفيش طلقة إنضربت بعد كده لغاية لما مشينا قرب الفجر …".
واستطرد ".. بعد ضرب النار ده رجعوا العيال البلاك بلوك دول وحطوا المدافع في شنطة العربية وركبوا والناس جريت ورا العربية مش عارف ليه ، في الليلة دي ماشوفناش ولا إصابات ولا وفيات والضحية الوحيدة اللي رجعنا بيها في الإسعاف كان واحد من الدكاترة بتوعنا إتخبط والناس بتجري بلا هدف ".
ونبه إلى أن ".. مجموعة البلاك بلوك دول كانوا تبع المخابرات والأمن المصري وكانوا عاملينها عشان يخوفوا الناس بيهم والكلام ده إتعرف عن طريق اعترافات أفراد من المجموعة نفسها او تصريحات من ناس مقربة من النظام بعد نجاح الانقلاب على طول ".
الخلاصة التي توصل إليها عضو مجلس نقابة الأطباء في الجيزة السابق، أن "..الفيديو اللي طلع النهار ده والحركات العبيطة اللي فيه فكرتني باللي عمله البلاك هوك في المقطم ليلتها واللي بيدلل على إن النظام عنده استعداد يعمل مجموعات زي ديه عشان يخوف الناس ويستخدمها فزاعات يغطي بيها على حاجات تانية كانت ممكن تعمله قلق حقيقي زي قانون الإيجار القديم أو اقتراح تزويد مدد الرئاسة أو أي مصيبة لسه بيحضروها عشان يفشخوا بيها الشعب أكتر ماهوا مفشوخ".
العبث السياسي
الصحفي المستقل عمر الفطايري @OElfatairy اعتبر أن "ما ظهر في فيديو المجموعة التي تطلق على نفسها اسم “حركة حسم” ليس سوى عبث سياسي خطير، في توقيت بالغ الحساسية. أن تُبث فجأة مشاهد لمجموعة مسلحة تعلن استهدافها مؤسسات الدولة، دون أي مقدمات أو سياق واضح، هو أمر يثير كثيرا من الشكوك حول الجهة التي تقف وراء هذا المشهد، والهدف الحقيقي منه.".
وأكد أن الوضع يكشف أننا "..أمام دولة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وغضب شعبي متصاعد، وانسداد كامل في الأفق السياسي، وفجأة يظهر هذا النوع من الخطاب المسلح الذي يسيء عمدا لأي معارضة سلمية، ويمنح النظام ذريعة جاهزة لمزيد من القمع والاستنفار الأمني.".
وأكد أن "ظهور “حركة مسلحة” بهذا الشكل، وبهذا التوقيت، وبهذا الإخراج الهزيل، لا يمكن فهمه إلا في إطار واحد: محاولة لتخويف الناس، وشيطنة المعارضين، وتحويل أي صوت مختلف إلى خطر أمني".
وشدد على أن "هذا ليس عملا عفويا، ولا تعبيرا عن تصعيد شعبي. هذا توظيف واضح للفوضى كأداة سياسية، وهو في جوهره رسالة تهديد لكل من يطالب بالإصلاح أو التغيير".
https://x.com/OElfatairy/status/1940966114139295936
https://www.facebook.com/photo/?fbid=122197042352109831&set=a.122110276310109831
