يؤكد مكتب الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان (United Nations Office at Geneva) إن طرق الهجرة عبر المتوسط الأحمر والمصري والليبي واحدة من أكثر الطرق خطورة بسبب اكتظاظ القوارب، وقلة وسائل السلامة، وظروف بحرية صعبة، وتدخل قلة من الجهات للإغاثة، حيث ينتقل العديد من اللاجئين من السودان ودول أفريقية أخرى عبر مصر وحتى ليبيا، بضغط من سياسات هجرة متزايدة أوضاعًا اقتصادية صعبة في مصر نفسها.
وفق منظمة الهجرة الدولية (IOM)، فقد غرق أكثر من 32,000 مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014 حتى الآن، مع كثير من الجثث المجهولة الهوية
175 ناجياً في 10 سنوات
وقالت منظمات غير حكومية متخصصة في عمليات الإنقاذ البحري: إنها "نجحت في إسعاف أكثر من 175 ألف مهاجر في البحر المتوسط على مدى السنوات العشر الماضية، على ما أفادت منظمات إنسانية ألمانية عدة، الأربعاء، داعية الدول إلى تحمل مسؤولياتها".
ومن بين 21 منظمة غير حكومية، تشارك في أسطول عمليات الإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط، وهو أحد أخطر طرق الهجرة في العالم، هناك 10 منظمات ألمانية قدمت تقريراً عن أعمالها منذ 2015، العام الذي شهد تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا.
وهذه المنظمات الإنسانية "تم تمويلها من التبرعات، وتدعمها قاعدة اجتماعية واسعة، لكن الضغط علينا يزداد»، بحسب ميركا شيفر، المتحدثة باسم منظمة "أس أو أس هيومانيتي".
وقالت ساندرا بيلز من منظمة "يونايتد فور ريسكيو": "على الرغم من كل العقبات، لا سيما التقصير من الحكومات، فإن الدعم من منظمات الإنقاذ في البحر لا يزال ثابتاً".
وعلى الرغم من ذلك، فإن أكثر من 20.800 شخص، بينهم 3.500 طفل، غرقوا أو فقدوا في المتوسط منذ عشر سنوات وفقاً للأمم المتحدة، ويمكن أن تكون الأرقام أكبر بكثير بحسب تقديرات المنظمات الإنسانية.
وهذه المنطقة التي تربط شمال إفريقيا بإيطاليا ومالطا، لا تزال واحدة من أكثر طرق الهجرة خطورة في العالم»، وفق شيفر، على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية تنشر فيها 15 سفينة إنقاذ وسبعة يخوت، وأربع طائرات.
حوادث في المتوسط والأحمر
وفي يونيو الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة فقدان نحو 60 مهاجراً غير شرعي في حادثي غرق منفصلين قبالة السواحل الليبية، أحدهما قرب طرابلس والآخر قرب طبرق.
وأوضحت أن 743 مهاجراً لقوا حتفهم منذ بداية العام 2025 أثناء محاولتهم عبور المتوسط، أكثر من 500 منهم انطلقوا من ليبيا.
وفي 5 يونيو 2025، خلال رحلة من جيبوتي نحو اليمن، أجبر المهربون نحو 150 مهاجرًا على القفز من القارب في البحر الأحمر. وكان عدد القتلى المقدر على الأقل 8 أشخاص، وما زال 22 مفقودين، بعض الجثث طَفَتْ بالقرب من ساحل مرسى مطروح في مصر؛ قُدر عددها بـ 10 جثث حسب منظمة الهجرة.
وفي 4 مارس 2025، أغرقت سلطات أمنية قارب مهاجرين غير نظاميين على بعد نحو 160 ميال بحريا من ساحل محافظة مطروح في البحر الأبيض المتوسط.
وتمكنت البحرية المصرية من إنقاذ 42 شخصًا من جنسيات مختلفة بعد إنقاذهم من قِبل سفينة تجارية وتسليمهم للوحدة البحرية.
وفي أكتوبر 2024، غرقت سفينة تقل حوالي 13 مهاجرًا مصريًا على بعد نحو 60 كيلومترًا شرق طرابلس (قرب مدينة طبرق). لم يُنجُ إلا شخص واحد بينما فُقد الآخرون أو لقوا مصرعهم. معظم الضحايا من محافظات الشرقية والغربية بمصر
وأغرقت السلطات الأمنية البحرية في اليونان في 18 يونيو 2023 القارب "أدريانا" قبالة السواحل اليونانية (بجوار بيلوس) وعلى متنه أكثر من 500 مهاجر، 82 منهم لقوا مصرعهم إثر انقلاب القارب أثناء محاولة السلطات اليونانية التدخل.
وفي يناير 2023، حدثت كارثة مماثلة بالقرب من كالابريا الإيطالية؛ والقارب كان يحمل نحو 200 مهاجر، وما لا يقل عن 94 لقوا حتفهم في إحدى أسوأ الحوادث في البحر المتوسط.
وأكد المدير الإقليمي للمنظمة، عثمان بلبيسي، أن "المنظمة تجدد دعوتها لتكثيف عمليات البحث والإنقاذ وضمان نزول آمن للناجين"، مشيرًا إلى أن ما لا يقل عن 743 شخصًا قضوا منذ بداية 2025 أثناء محاولتهم عبور المتوسط، أغلبهم وسط البحر، الذي يُعد "أخطر طريق هجرة في العالم" بسبب تزايد مخاطر الاتجار بالبشر وانخفاض قدرات الإنقاذ.
ونفذت حدة الترحيل بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في منفذ امساعد (التابع للمليشياوي خليفة حفتر) ترحيل 130 مهاجرًا مصريا غير شرعي بعد ما تم ضبطهم من قبل الإدارة العامة للبحث الجنائي.
ويرأس "أركان الوحدات الأمنية" الفريق ركن خالد صدام حفتر، وبإشراف مباشر من رئيس جهاز البحث الجنائي، داهم فرع الجهاز في أمساعد ثلاثة مخازن تستغل في احتجاز مهاجرين غير شرعيين يتعرضون للتعذيب والابتزاز المالي، العملية أسفرت عن تحرير 140 مهاجرًا من جنسيات مصرية.