بعد اعتذار الأزهر عن حذف النداء العالمي.. مراقبون: يخصم من مكانة الأزهر الأقوى أمام ضغوط السيادية

- ‎فيتقارير

قلل مراقبون من اعتذار أعلنته مشيخة الأزهر الشريف عن حذف بيان "نداء عالمي" الذي حملت فيه المطبعين مع الاحتلال والمتعاونين معه على أرواح المسلمين في غزة، واعتبروه تبريرا يخصم من مكانة شيخ الأزهر الحالي (على أكثر ما هو) وأن التحجج بالوساطة كشف أن ضغوط الأجهزة السيادية باتت أقوى من قرار الأزهر الذي بكلمة واحدة يظهر أنه الأقوى.

وقال الإعلامي بقناة الجزيرة محمود مراد  (الصحفي السابق بالجمهورية) ب"فيسبوك" إن "الأزهر ليس طرفا في الوساطة حتى يؤثر بيانه على سير المفاوضات، ولا يفترض بالدول التي تتولى الوساطة في أي نزاع أن تخرس كل الألسنة داخل حدودها بذريعة إنجاح المفاوضات. للأسف بلدنا ينحدر بدون فرامل نحو قاع سحيق".

وردا على رأي الباحث اليمني هشام السقاف Hashim Al Sakkaf الذي طالب بعدم القسوة على الأزهر وكتب على "فيسبوك"، "فجاءة بعد عامين ظهر لنا بعض الشجعان ونفثوا غيظهم في الأزهر ـ حتى من المنتمين له ـ مع إنه يقدر على فعل أكثر مما فعله، لكن يا عزيزي الشجاع،  الأزهر ليس المسؤول عن فتح وإغلاق المعبر وليس هو الجهة التي أبرمت اتفاقات السلام والتعاون التجاري مع الكيان وليس له دور في الوساطة، والمسؤول عن كل هذا معروف فأرنا شجاعتك" زاعما "فلا تفرد عضلاتك على من لا يملك حولاً ولا قوة ثم لا تجرؤ على انتقاد المسؤول الأول لأنه يملك سجناً وعقوبة، فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وليس في وجه الأزهر او علماءه.".

فرد الصحفي المستقل محمد بصل Mohamed Bassal (من صعيد مصر) وقال: "معلش والله مش قادر أفهم، لو كلنا خايفين إن أي تصرف سياسي أو تحرك دبلوماسي أو حتى بيان إنساني من مؤسسة دينية (بعيدة تماما عن السياسة) يستغله اللي ما يتسموا كذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها، بحسب نص بيان شيخ الأزهر اليوم، وبحسب تصريحات المصادر الرسمية وشبه الرسمية، علنًا وسرًا، على مدار سنتين.".

وأضاف "وفي نفس الوقت زي ماحنا شايفين بقالنا حوالي 4 شهور نتكلم في نفس النقاط العبثية في المفاوضات، وبنشوف نفس التعنت، وبدون تحقيق أي اختراق مهم ولا حتى استخدام العملية كمظلة مؤقتة لتحسين الأوضاع الإنسانية.".

وتابع: "وفي آخر أسبوعين بس كل إعلام العالم يتعرض لتلاعب ممنهج تماما بنشر تسريبات وادعاءات بالمرونة واطمئنوا الوفد في الدوحة وبعتنا إمداد بوفد كمان، وخش على روما وووو، على وقع حراك عسكري ميداني خبيث للغاية ربما يكون الأخطر تاريخيًا هناك، يقطع أوصال المناطق ويعيد انتشار القوات، مع تصعيد لجريمة التجويع دفعًا للتهجير.. يبقى عن أي ذريعة نتكلم؟".

وأشار إلى أن جميع الذرائع لا مكان لها منذ غبنا عما فعلته جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية من مخاصمة الاحتلال قائلا: "هذا سؤال جاد، وأبحث عن إجابة مُقنعة منذ مايو ٢٠٢٤.. عندما أعلنا نيتنا الانضمام إلى جنوب أفريقيا في دعواها ولم نفعل.".

مكانة الأزهر

وقال الكاتب والصحفي قطب العربي عبر Kotb El Araby : "عفوا يا فضيلة شيخ الأزهر الشريف، مكانتك ومكانة الأزهر كبيرة، ولكن تبريركم لحذف البيان الخاص بغزة والادعاء أن الحذف تم تقديرا للمصلحة لمنع فشل المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب  تبرير غير مقنع ، والعكس هو الصحيح ، وقد سبق للأزهر أن أصدر بيانات داعمة لغزة بل للمقاومة مباشرة من قبل في وقت كانت جلسات التفاوض قائمة أيضا..".

وأضاف "العربي"، "..كنت سألتمس لكم العذر لو قلتم أن الحذف تم لخطأ تقني أو حتى أخطاء في الصياغة تطلبت تصويبه لكن أن تبرروا السحب بهذا المبرر غير المقنع فإن ذلك يخصم من مكانة الأزهر التي نريد لها المزيد من الصعود  خدمة للدين والأمة.".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10162390305096749&set=a.10151753808401749

تبرير الأزهر

وعب منصات مشيخة الأزهر على التواصل الاجتماعي ظهر منشور على منصة "الأزهر الشريف" يقول: "تابع المركز الإعلامي للأزهر الشريف ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر الشريف المتعلق بالأوضاع في غزة، موضحًا أن هذا القرار جاء انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين، وأن الأزهر الشريف قد بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها.

وأضاف، "لذا فقد آثر الأزهر الشريف مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميا في غزة، وأملا في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم.. هذا؛ وإن الأزهر الشريف إذ يؤكد ذلك الأمر بكل صدق ومسؤولية أمام الله، فإنه يدعوه -عز وجل- أن يُنزل على أهل غزة مزيدا من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام، إنه وليّ ذلك والقادر عليه .".

ضغوط سيادية
ومن جانب مقابل، كشفت مصادر مطلعة عن تعرّض شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، لضغوط شديدة من جهات عليا في الدولة المصرية، بهدف سحب بيان أصدره الأزهر حول المجاعة في قطاع غزة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، واصفةً البيان بأنه يتعارض مع "المسار الذي تسلكه الإدارة المصرية" حالياً.

وبحسب "العربي الجديد"، جرى نشر البيان بالفعل عبر مختلف المواقع الصحافية المصرية، بما في ذلك منصات إعلامية مملوكة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة لجهاز المخابرات العامة، قبل أن يصدر توجيه عاجل من الأزهر بحذفه بدعوى أنه "قيد التعديل وسيُعاد نشره"، وهو ما لم يحدث لاحقاً، وأكدت المصادر أن هذا الحذف لم يكن نابعاً من رغبة داخل المؤسسة الدينية، بقدر ما جاء استجابةً لطلب مباشر من جهات عليا في الدولة، أبلغت شيخ الأزهر بأن "الدولة تسلك مساراً دبلوماسياً حساساً في الملف الفلسطيني، وأن صدور مثل هذا البيان قد يؤثر سلباً على هذا المسار".

وقالت: إنه "تم التواصل مع شيخ الأزهر بشكل مباشر، حيث جرى التفاهم معه على ضرورة سحب البيان بسبب ما يتضمنه من تعبيرات حادة قد تُحرج مصر دبلوماسياً، خصوصاً في ظل محاولات القاهرة لعب دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" و"إسرائيل".

 

غزة تموت جوعا

ولأن المسؤولية عامة، لم يثن هذا التلكؤ والنكوص عن قول الحق، وعبر #افتحوا_معبر_رفح و#غزة_تموت_جوعا دشن نشطاء مصريون الحملة الشعبية المصرية لنصرة غزة (نُصْرَة – Nosra )  ..

وأشاروا إلى أن للحملة فعاليات دعوا الجميع ل"شرف المساهمة فيها بكل ما تستطيعون ..هذا لا يعني غياب الدعم الشعبي المصري من قبل، ولكنها خطوة لتعزيزه وتطويره".

وقالت: "لأننا نطلب النصرة من الشقيق لا العدو، لأننا ننادي بالواجب التاريخي والجغرافي والديني والقومي" محذرة في انطلاقتها الأولى من أن المتواطئ مع المجرم أخطر من المجرم نفسه، حانت فرصتكم كي تنجوا من خصومة غزة".

وأعلن تدشين "الحملة الشعبية المصرية لنصرة غزة" للضغط على النظام؛ فك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات عبر معبر رفح".