كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية ذات التوجهات الصهيونية عن دورها المباشر في تحريض السلطات المصرية على نقل أكثر من 150 أسيرًا فلسطينيًا محررًا من فندق فخم بالقاهرة إلى موقع معزول، بزعم أنهم يشكّلون خطرًا على طواقم الطيران الأجنبي المقيمة هناك.
ووفقًا لتقرير ديلي ميل، فقد تمّ ترحيل الأسرى بشكل عاجل من فندق رينيسانس كايرو ميراج سيتي التابع لمجموعة "ماريوت" خلال ساعات قليلة من نشر الصحيفة تحقيقًا استقصائيًا ادعت فيه أن هؤلاء الأسرى يقيمون في الفندق نفسه مع "سياح غربيين" و"عاملين في شركات طيران بريطانية".
الصحيفة التي اشتهرت بمواقفها العدائية تجاه الفلسطينيين وصياغتها للأخبار بما يخدم الرواية الإسرائيلية، وصفت المشهد بأنه "مفزع" للعاملين الأجانب، مدعية أن طواقم الطيران البريطاني شعروا بـ"الذهول" بعد علمهم بوجود الأسرى في الفندق، وزعمت أن بعضهم فكر في "تحصين غرفهم بالأثاث خوفًا منهم".
ويُعد الفندق أحد مقرات الإقامة الدائمة لست شركات طيران عالمية نظرًا لقربه من مطار القاهرة الدولي، ما جعل التقرير التحريضي أداة ضغط فعالة دفعت إدارة الفندق، على ما يبدو، إلى إنهاء إقامة الأسرى ونقلهم إلى فندق مصري آخر في منطقة نائية لم يُكشف عن موقعها، تبعد نحو ساعة عن المطار ووسط المدينة.
وأفادت الصحيفة أن الفندق الجديد يخضع لإجراءات أمنية مشددة، حيث فُرضت قيود على حركة الأسرى ومنع خروجهم في رحلات يومية إلى القاهرة، مع تحديد صارم للزيارات المسموح بها، في محاولة لإظهار أن مصر استجابت للضغوط الغربية بعد الحملة الإعلامية.
وفي سياق التحريض، نقلت ديلي ميل عن المدير التنفيذي لمؤسسة "وان فاميلي" الإسرائيلية، موشيه سافيل، إشادته بالتقرير واعتباره "خطوة مهمة لكشف التناقض الأخلاقي في تدليل القتلة"، وفق وصفه، زاعمًا أن "إبعادهم عن المسافرين الأبرياء خطوة في الاتجاه الصحيح".
كما حرصت الصحيفة على سرد تفاصيل عن أسماء عدد من الأسرى البارزين، مثل سمير أبو نعمة، ومحمود عيسى، وعز الدين الحمامرة، في محاولة لتأجيج الرأي العام الغربي ضدهم وتصويرهم كـ"خطر أمني".
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض هؤلاء الأسرى قد يتم نقلهم لاحقًا إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا وتونس، بزعم "إعادة دمجهم في المجتمعات" هناك، في حين لم تُدلِ مجموعة "ماريوت" بأي تعليق على التقرير حتى لحظة نشره.
ويرى مراقبون أن ما قامت به ديلي ميل لا يخرج عن إطار التحريض الإعلامي الصهيوني الممنهج ضد الأسرى الفلسطينيين، والذي يهدف إلى تشويه صورتهم والتأثير على الدول التي تستقبلهم، في الوقت الذي تتجاهل فيه الصحيفة جرائم الاحتلال اليومية بحق الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.
