حذر وزير الإعلام السوداني السابق والقيادي البارز في المؤتمر الشعبي السوداني حسن إسماعيل فى حوار صحفى من مخاطر استمرار الصراع الدائر في السودان، مؤكدًا أن المعركة الراهنة ليست صراع سلطة، بل حرب وجود بين الدولة وقوات خارجة عنها، تستهدف تفكيك السودان على غرار ما جرى في دول عربية عدة.
الجيش قادر على الحسم بدعم شعبي واسع
ردًا على سؤال حول قدرة الجيش السوداني على مواجهة ميليشيا الدعم السريع رغم قوتها، أكد القيادي أن الجيش “قادر على الانتصار”، مشددًا على “التحام الشعب خلف قواته المسلحة”، مستشهدًا بقوافل الدعم الضخمة التي انطلقت من مدن الشمال، والتي “تؤكد عمق الالتفاف الشعبي حول المؤسسة العسكرية”.
وأضاف أن المطلوب هو “تطوير المواقف الدولية المتعاطفة مع السودان ومحاصرة المواقف المتآمرة عليه”.
الفاشر.. بوابة تحرير دارفور من الميليشيا
وحول إمكانية عودة الجيش إلى مدينة الفاشر، أكد بثقة أن “الفاشر ستكون مدخلًا لطرد الميليشيا من دارفور بالكامل كما كانت من قبل”، مشيرًا إلى أن الجيش استعاد مواقع كثيرة رغم “الغدر والمؤامرات”، وأن ثقة السودانيين في جيشهم وقيادته “ثابتة لا تتزعزع”.
الصراع ليس على السلطة.. بل على بقاء الدولة
ووصف المتحدث الصراع الدائر بأنه “استهداف مباشر للدولة السودانية ضمن خارطة حريق إقليمية”، جرى تنفيذها في دول مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق.
وأوضح أن “خارطة التفكيك” تُنفّذ عبر “وكلاء وعملاء وتغطية إعلامية”، معتبرًا أن حكومة عبد الله حمدوك السابقة “فككت منظومات الأمن السوداني ومكّنت الدعم السريع من السيطرة على مقار استراتيجية”، مستهدفة بذلك “الركن الصلب للدولة وهو الجيش”.
المسار التفاوضي كان فخًا لتجميد انتصارات الجيش
وأكد أن المسار التفاوضي الذي رُوّج له خلال الأشهر الماضية كان “فخًا” لإيقاف انتصارات الجيش في كردفان والمحاور المختلفة، مضيفًا أن “المقترحات التي قدمتها القيادة السودانية لحل الأزمة اصطدمت بتصورات أمريكية وإماراتية تكافئ التمرد”.
وشدد على أن “الشارع السوداني والجيش يرفضان أي تسوية تُعيد الميليشيا إلى المشهد السياسي”.
الغارديان تكشف الأسوأ: واشنطن خرقت قرارات الكونغرس لصالح الإمارات
تعليقًا على تقرير الغارديان الذي تحدث عن وصول أسلحة بريطانية إلى الدعم السريع عبر الإمارات، قال القيادي إن “ما هو أبشع من ذلك” هو ما كشفته وسائل إعلام عالمية عن “مخالفة واشنطن قرار الكونغرس بمنع بيع الأسلحة للإمارات، التي كانت الوجهة النهائية لها السودان لدعم التمرد”.
وأضاف أن “التعهدات الإماراتية بعدم نقل السلاح كانت مجرد خداع”، معتبرًا أن “هذه الانتهاكات فضحت الدور الحقيقي لأبوظبي في تغذية الحرب”.
الجيش يبني تحالفاته المشروعة وفق سيادة وطنية
ورفض القيادي ما تروّجه بعض الدوائر الإعلامية عن وجود دعم خارجي “غامض” للجيش، مؤكدًا أن السودان “دولة شرعية وعضو بالنظام الدولي، ومن حقه بناء تحالفات وفق مصالحه الوطنية”.
وأشار إلى “علاقات طيبة مع مصر والسعودية وقطر وتركيا والصين”، لافتًا إلى أن التعاون الدفاعي القائم “مشروع ويتم في إطار السيادة الوطنية الكاملة”.
الصراع يهدد الإقليم: خطر تمدد الميليشيا إلى دول الجوار
وحذر من أن “صمت العالم على الدور التخريبي للإمارات سيجعل شر الميليشيا يتمدد إلى دول الجوار”، مشيرًا إلى أن “امتداداتها في تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي”.
وأضاف أن تهديد مستشاري حميدتي بـ“ضرب القاهرة” يعكس “عقلًا معتلاً” داخل قيادة الميليشيا، محذرًا من “انتقال عدوى الفوضى إلى دول أفريقية هشة تعاني انتشار الجماعات المسلحة”.
اعتراف حميدتي بالمجازر.. “خدعة قديمة” للهروب من المحاسبة
وفي تعليقه على اعتراف حميدتي بارتكاب مجازر في الفاشر وإعلانه فتح تحقيق، وصف ذلك بأنه “حيلة قديمة يكررها التمرد بعد كل مجزرة”، مذكّرًا بما حدث في الخرطوم وسنار والجزيرة، وجرائم مثل “تسميم مياه الشرب في قرية الهلالية”.
وأضاف أن “خطاب التمرد الإعلامي محاولة للهروب إلى الأمام، لكن جرائمه باتت موثقة ومحاصرة بالغضب الشعبي والدولي”.
ضغوط شعبية لقطع العلاقات مع الدول الداعمة للميليشيا
واختتم القيادي بأن هناك “ضغطًا شعبيًا متزايدًا لاتخاذ مواقف دبلوماسية حازمة ضد الدول الداعمة للتمرد”، مشيرًا إلى أن السودان “سبق أن اشتكى إحدى هذه الدول في مجلس الأمن وصنّفها كدولة معادية”.
وكشف أن “المرحلة المقبلة قد تشهد قطيعة دبلوماسية كاملة” مع بعض الأطراف المتورطة في دعم الفوضى بالسودان.
