كشف افتتاح المتحف المصري الكبير بحسب مراقبين عن استدعاء فريق دون فريق من لجنة سياسات للحزب الوطني وحسني مبارك، ولوحظ غياب بعضهم عن حفل الافتتاح وحضورهم الطاغي من مناشط اقتصادية وترفيهية أخرى، بل وندب بعضهم (ساويرس بينهم) من يلطم على عدم حضوره أو توجيه الدعوة له في المتحف الكبير وحفله.
وعبر مراقبون عن معرفة لصيقة بمن ظهر بل وزوجاتهم الفاعلين في رجال أعمال حسني مبارك، ورجال لجنة سياسات جمال مبارك، هؤلاء من ساهموا في توسع الطبقة الوسطى المصرية قبل انهيارها واندثارها الحالي.
وعبر حساب (نور) عن تمنيه أن “يكون التوجه الحالي هو عودة رجال الأعمال واختفاء رجال المقاولات بعدما أثبت النهج الأخير فشله المطلق، أعيدوا السوق حتى بعيوبه يظل أفضل من تدخل الحكومة.
بل واعتبرها لفتة ممتازة من (…) السيسي أن يُعيد رجال أعمال لهم وزن اقتصادي للواجهة من جديد، ومحدش يحولها لصراع عهود، القديم انتهى والحالي كذلك سينتهي، لا يدوم شيء للأبد، والأهم المصلحة والإصلاح والمنفعة للناس.
https://x.com/N0R_OM/status/1984844907060617350
وفي نطاق مواز، كشفت الصدفة أن هؤلاء رجال أعمال مبارك متوسعون بالفطرة منذ الانقلاب، حيث قال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل، بحكومة السيسي الفريق كامل الوزير: إن “رجل الأعمال محمد منصور (وزير النقل السابق في حكومة مبارك) كان كلمة السر في تنفيذ رغبة عبد الفتاح السيسي في حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد”.
وأضاف الوزير أنه تواصل مع منصور عند وضع حجر الأساس للقناة الجديدة في عام 2014، حيث ساهم في توفير جميع المعدات اللازمة، التي بلغ عددها 300 معدة متنوعة، ولم يسأل عن المقابل المالي ثمناً لهذه المعدات.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها كامل الوزير في مراسم تدشين مصنع مجموعة منصور للسيارات بمدينة السادس من أكتوبر.
ولكن الإعلامي حافظ المرازي لاحظ أنه رغم حضور رجال أعمال مثل أحمد عز وهشام طلعت مصطفى تغيب نجيب ساويرس عن زفة المتحف وتساءل لماذا لم يظهر نجيب ساويرس؟ @NaguibSawiris ولم يجبه الأخير، وأشار إلى أنه كان ينبغي أن يكون في مقدمة ضيوف ورُعاة حفل افتتاح المتحف؟
وتساءل @HafezMirazi: “هل رجال الأعمال المصريون الذين سُلطت عليهم الأضواء، مثل أحمد عز و هشام طلعت مصطفى، كانوا أكثر سخاء في دعم المشروع؟ أم أن مشاركته بالمال أو الحضور، لم يكن مرحبا بها سياسيا؟! وهل حضور رجال مبارك معناه ان نجيب مازال محسوبا على ثورة يناير ضد دولة مبارك العميقة؟!”.
وضمن الاستثمار الطائفي لغياب ساويرس كتب المحامي مجدي خليل (أحد قادة أقباط المهجر)، “استغرب الأقباط الغياب التام لذكر الشركة الرئيسية المنفذة لمشروع المتحف المصري الكبير وهي شركة أوراسكوم، وغياب اسم المدير المنفذ المهندس المبدع جورج كيرلس في احتفال افتتاح المتحف المصري الكبير.”.
وأضاف @magdi_khalil “واستغرب الأقباط غياب رجل الأعمال نجيب ساويرس رغم أن شركتهم هي المنفذة للمشروع وكمان لتطوير منطقة الأهرامات كلها، عموما الأقباط يعتبرون افتتاح المتحف هو تخليد لذكرى أجدادهم وهم سعداء جدا بذلك، والأقباط كمواطنين أصلاء يقدمون الكثير لمصر بدون انتظار حتى كلمة شكرا.”.
غير أن ساويرس سارع إلى نفي التهمة وعبر @NaguibSawiris قال: “اليوم و نحن نفتتح المتحف المصري الجديد لابد و أن نتذكر صاحب الفكرة و الذي قام بالمجهود كله للحصول على التمويل و أشرف على تنفيذ هذا المشروع العملاق، كل الشكر و العرفان إلى صديقي الفنان فاروق حسني الذي حلم بهذا المتحف حتى أتي اليوم الذي أصبح فيه حقيقة ” متجاهلا حسني مبارك البتة.
وأجاب الأكاديمي محمد الشريف @MhdElsherif ادعاء مجدي خليل وقال: “أجداد المصريين مش أجدادهم وحدهم، لو كان على الدين فأجدادنا الفراعنة ما كانوش مسيحيين، وإذا كان لقدوم عرب مسلمين فقد جاء أيضا المسيحيين البروتستانت والكاثوليك واليونانيين والأرمن والطليان والشوام إلخ”.
المعيار في رجل الأعمال أيا كان اسمه هو البعد عن الفساد وبحسب هيثم أبو خليل @haythamabokhal1، تساءل واجاب “لماذا لا نحب أحمد عز؟ وقال: “المسألة ليست خلافًا شخصيًا، بل لأنّه أحد أبرز رموز الفساد والتزوير في منظومة مبارك، أما ذكاؤه أو “شطارته” فليست ميزة تُحسَب له إلا لو استخدمها في الحلال لكان نال احترام الناس، أما وقد سخّرها لخدمة الفساد فلا تلزمنا في شيء “.
أجيال من الأقزام
النقابي والطبيب الدكتور محمد فتوح، وعبر حسابه الرسمي على فيسبوك، اعتبر الطريقة التي أدار بها النظام المصري احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير، كشف عن أزمة عميقة يعيشها النظام في غياب الرموز الوطنية الحقيقية.
وأضاف أنه من أكبر المساوئ اللي اتكشفت بسبب الاحتفال بالمتحف المصري الجديد إن إحنا ما بقاش عندنا رموز.
السيسي يا عيني بجد ماكانش لاقي حد عليه القيمة يتصور معاه أو يقعده جنبه عشان يبين إن مصر عظيمة.
وأشار إلى أن ما حدث ليس صدفة، بل نتيجة سياسة متعمدة استمرت لأكثر من 12 عاماً، هدفت إلى “تشويه كل الرموز القائمة، ومنع بزوغ أي قيادات جديدة يمكن أن تُمثل بدائل مستقبلية”، مؤكدًا أن النظام أراد أن يبقى المشهد محصورًا في مجموعة محدودة من المسؤولين أمثال السيسي، ومصطفى مدبولي، وكامل الوزير، وغيرهم ممن وصفهم بـ”الأقزام الذين يمثلون الدولة ويتحدثون باسمها”.
وأبان أن رموزاً حقيقية مثل محمد صلاح، ومجدي يعقوب، وأحمد زويل، لم يصنعهم النظام، بل “فرضوا أنفسهم كرموز رغمًا عنه، لأنهم نجحوا في الخارج بعيدًا عن سيطرته وقدرته على تشويههم”. وبالمقابل استعرض الموقف الرسمي من الرموز التي كانت داخل مصر قبل ثورة يناير “إما تم تشويهها من قبل النظام، أو شوهت نفسها وفقدت مصداقيتها تماماً”.
وأضاف أن الخطر الحقيقي سيظهر عند سقوط النظام، حين يجد المجتمع صعوبة في التوافق على قيادة بديلة أو دستور جديد، بسبب غياب الثقة في أي شخصية عامة أو تيار سياسي، مما قد يمهد الطريق لعودة العسكر أو شبكات الفساد القديمة للتحكم في البلاد من جديد.
وخلص @mfatouh838 إلى أنه “في مصر بيتم وأد أي قيادات واعدة وتفطيسهم، وفي نفس الوقت تلميع نماذج زبالة، عشان مايفضلش قدامنا غير المتردية والنطيحة وما أكل السبع والسيسي”.
إلا أن الغاية المقبلة من هذا التقارب بحسب @7adasBelfe3l أن “الدستور سيتم تعديله في الفترة من 2026 الي 2030 والجميع يعلم ، وسيكون أعضاء البرلمان القادم هم القائمين على التعديل وستكون الموافقة بالإجماع ، وأن حلفاء وأولاد السيسي لن يخرجوا من الحكم ، السيسي نفسه لن يغادر القصر إلا على الدار الآخرة أو بالقوة، متوقعا أن “النظام سيزداد عنفا، الشعب سيزداد فقرا”.
وكان د. أسامة رشدي العضو السابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان اعتبر أنه “المخيف، صراع أجنحة نافذة داخل أجهزة السلطة اختارت مؤخرًا الضرب تحت الحزام باستخدام مقاطع التجسس الذي يمارس بالمناسبة على الجميع في مصر من هذا النظام البوليسي القذر الذي سن هذه السنة القبيحة عندما كان يتفاخر بعرض تسريبات في برامج تليفزيونية ومسلسلات ضد السياسيين المعارضين، في تهديد واضح للمجتمع كله”.
وأضاف @OsamaRushdi “..والآن العجلة تدور بما هو أقبح، وهناك ابتزاز وتهديد مستمر لكل الشخصيات العامة ورجال الأعمال والإعلاميين سبق وأشار اليه السيسي نفسه الذي يتفاخر بانه يعلم كل شيء، ففي جعبة هذه العصابة الكثير من القاذورات بعد أن سخرت موارد الدولة للتجسس والابتزاز.”.
