القضاء الإداري يجيز عرض فيلم "الملحد" وسط جدل واسع… وصنّاع العمل يحتفون بالحكم
في قرار أثار سجالاً واسعاً داخل الأوساط الثقافية والدينية، أصدر القضاء الإداري في مصر حكماً يسمح بعرض فيلم "الملحد" بعد أشهر من التأجيلات والاعتراضات التي لاحقت العمل، والذي اعتبره منتقدون طرحاً فنياً يروّج لأفكار إلحادية، فيما رأى مؤيدوه دفاعاً عن حرية التعبير.
المنتج أحمد السبكي عبّر عن ارتياحه الشديد للحكم، مؤكداً في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه كان واثقاً من أن القضاء سيُنصف الفيلم، ووصف القرار بأنه "منصف وعادل"، مشيراً إلى أن طرح العمل تجارياً سيجري "قريباً جداً" فور استكمال الإجراءات الإدارية النهائية.
من جانبها، أبدت الفنانة صابرين، إحدى بطلات الفيلم، سعادتها بعودة الفيلم إلى مسار العرض بعد فترة طويلة من المنع التي اعتبرتها "غير مبرّرة". وقالت إن الحكم يعيد الأمور إلى نصابها، معتبرة أن "الفصل الحقيقي يكون للجمهور، وليس للأحكام المسبقة المستندة إلى اسم الفيلم أو فكرته".
وفي أول تعليق له، نشر مؤلف العمل إبراهيم عيسى عبر حسابه على "فيسبوك" رسالة أشاد فيها بقرار المحكمة، قائلاً: "قضاء مصر العظيم يحكم حكماً ساطعاً ناصعاً بعرض فيلم الملحد ويرفض كل دعاوى المنع، الكلمة الآن في يد الأجهزة التنفيذية، قضاء مصر أعلن قضاءه، فلا تجعلوا الفيلم ينتظر قدره".
الناقد السينمائي طارق الشناوي وصف عبر "فيسبوك" الحكم بأنه "شجاع"، مؤكداً أنه يمثل خطوة إيجابية تجاه تعزيز حرية التعبير، لافتاً إلى أن الفيلم "ليس عملاً دينياً" حتى يُعاد إلى جهات دينية للمراجعة، في إشارة إلى محاولات سابقة لإحالة العمل إلى الأزهر.
ويأتي الحكم في ظل جدل متصاعد حول حدود حرية الفن، ودور القضاء الإداري في الفصل بين ما يعتبره البعض "خطاباً صادماً" وبين ما يراه آخرون "إبداعاً لا ينبغي مصادرته"، خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال تُتهم بدعم أفكار تخالف الثوابت الدينية في المجتمع.
وبدأت أزمة الفيلم بعد صدور الإعلان الترويجي له في أغسطس/ آب 2024، إذ طالب الكثيرون بمنع عرضه واتهموه بالترويج للإلحاد، ليأتي قرار المنع قبل ساعات من موعد عرضه الذي حدّده منتج العمل، وطالب جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بحذف بعض المشاهد والجمل الحوارية، وبعد استجابة صناع الفيلم منحته الرقابة الترخيص للعرض، ولكنه واجه أزمات أخرى، أهمها تدافع الكثيرون من المحامين إلى تقديم بلاغات لمنع ترخيص عرضه.
ويشارك في بطولة الفيلم: حسين فهمي، ومحمود حميدة، وصابرين، تارا عماد، وشيرين رضا، وهو من تأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل، وتدور أحداثه حول الطبيب يحيى، الشاب المتمرد على الأفكار السائدة، والذي يتجه إلى الإلحاد، ما يضعه في صدام حاد مع والده ويشكل جوهر الصراع الدرامي للعمل.
