كتب سيد توكل:
ألقت طائرات حكومة العبادي العراقية الموالية لإيران، فجر الثلاثاء، منشورات على مناطق الجانب الغربي لمدينة الموصل، تدعو الأهالي للاستعداد لمعركة تحريره من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وجاء في المنشورات: "لقد اندحر عدوكم (داعش) في الجانب الشرقي للموصل. مات من مات، وهرب من هرب، وتاب من تاب".
وتابع المنشور الطائفي بأن "قواتكم المسلحة حسمت أمرها، تتقدم صوب الجانب الغربي، عازمة على تطهير كل مناطقكم من رجز الغدر والردة"، ودعا الأهالي إلى الاستعداد من أجل "استقبال أبناء قواتكم المسلحة، والتعاون معهم، كما فعل إخوانكم في الجانب الشرقي، لتقليل الخسائر وتسريع الحسم".
الهدف القادم
في غضون ذلك أكد الضابط المنشق عن الجيش العراقي "محمد فوزي اللامى"، بأن البصرة هى هدف إيران القادم وحكومة بغداد بعد الموصل. وأكد "اللامي"، أن الأحداث قضت على نصف الموصل، وستبدأ معركة النصف الآخر، وتتمركز قوات الحشد الشعبي الآن غرب الموصل وبين الموصل وسوريا.
وأضاف "اللامى"، أن مخطط القضاء على البصرة من قبل الجانب الإيراني بدأ منذ فترة، وهو ليس مخططًا عسكريًا فقط بل يستخدم أسلوب إضعاف المحافظة، وإدخالها فى أزمات ابتدأت مع صفقات حكومية لبيع أراضٍ وموانئ لدول الجوار.
ويحفل سجل مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعي في العراق، بانتهاكات ترقى إلى جرائم تطهير عرقي، بحق السنة في المدن التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" حسب منظمات حقوقية محلية ودولية.
واتهمت أطراف سنية عراقية ومنظمات حقوقية وهيئات دولية على رأسها الأمم المتحدة الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة خلال الفترة ما بين 2014 و2016، تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب ونهب مدن وبلدات قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها.
ولم تسلم حتى مساجد السنة من التدمير والحرق على أيدي الحشد الشعبي، إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن.
الحشد الشيعي ترفع راياتها الدموية
وفي السياق ذاته قالت مصادر صحفية عراقية إن مليشيا الحشد الشيعي الموالية لإيران رفعت راياتها وصور قادتها على مبانٍ في الجانب الشرقي من مدينة الموصل الذي استعادته القوات العراقية من تنظيم داعش.
وفي سياق متصل، تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصورًا يظهر ما قالوا إنهم أفراد من المليشيات يرفعون ويرددون شعارات شيعية طائفية عند الجامع الكبير في الجانب الشرقي من الموصل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، بثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا لما قالوا إنهم ضباط الدورة 106 من الكلية العسكرية الأولى في العراق، وهم يؤدّون قسم التخرج داخل مرقد الإمام الحسين رضي الله عنه في مدينة كربلاء جنوب بغداد، وسط هتافات طائفية شيعية، وفي مشهد مخالف للأعراف العسكرية.
ومن بين كلمات قسم التخرج "نعاهد سيدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام بأن نحفظ الوديعة ونصون الأمانة"، وعقب إنهاء القسم ردد المتخرجون هتافات من قبيل "لبيك يا حسين".
إيران تسيطر على الحكومة
إلى ذلك، وافق البرلمان العراقي، أمس، على تعيين وزيري الدفاع والداخلية الجديدين، حيث تولى اللواء، عرفان الحيالي، وزارة الدفاع، وقاسم الأعرجي وزارة الداخلية.
وكشفت مصادر عراقية "أن وزير الدفاع الجديد عرفان الحيالي ينتمي لتحالف القوى العراقية، بينما ينتمي وزير الداخلية الجديد، قاسم الأعرجي، لمنظمة بدر الشيعية الطائفية الموالية لإيران، وقال تلفزيون الحكومة العراقية إن البرلمان صدق على تعيين الوزيرين الجديدين في المنصبين الشاغرين منذ العام الماضي.
ويخلف الحيالي وزير الدفاع السابق، خالد العبيدي، الذي أقاله البرلمان بينما يحل الأعرجي محل، محمد الغبان، الذي استقال بعد انفجار شاحنة ملغومة في وسط بغداد في يوليو.
وكان محمد الصيهود، عضو في التحالف الوطني الشيعي، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال إن الأخير سيقدم للبرلمان، قائمة تضم أسماء 4 مرشحين لشغل مناصب وزراء الدفاع والداخلية والتجارة والصناعة.
جدير بالذكر أن الحملة الدموية على الموصل انطلقت في 17 أكتوبر الماضي، ويشارك بها ائتلاف يسانده تحالف احتلال دولي بقيادة الولايات المتحدة يضم 100 ألف من جنود الجيش والقوات الخاصة والشرطة الاتحادية والمقاتلين الأكراد ومليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية، إلى جانب "حرس نينوى" (السني).