أكدت منصات جمعيات الرفق بالحيوان أن "التطوير" الذي أُعلن عنه قبل أعوام في حديقة حيوان الجيزة أفضى إلى كارثة "لا هي اطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض" حيث وقبل سنوات أغلقت الحديقة ولا يمكن لأحد أن يعلم ما يتم داخلها فلا نعرف عنه شيئا بحجة ان مستثمرا إماراتيا بات يدير الحديقة بل وبحسب متابعين كان يرفضون اى تدخل حتى للاطمئنان عن الحيوانات .
وتقدم ناشطون بالبيئة بشكوى للنيابة الادارية وبلاغ للنائب العام بشأن إعدام جميع الأسود والنمور بحديقة الحيوان بالجيزة حتى أشبالها الصغار وذلك وفق تقارير ومنشورات من مقربين من إدارة الحديقة والعاملين فيها.
وتقدمت لبنى محمد رشاد، رئيسة أمناء مؤسسة الرفق بالحيوان ببلاغ، ضد كل من رئيس الإدارة المركزية بحدائق الحيوان بالجيزة، ووكيل الوزارة ومدير مديرية الطب البيطرى بالجيزة، ورئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة لمشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة (شركة هيل إنترناشيونال).
وتضمن البلاغ تأكيدًا أن "ما تم ارتكابه من إعدام لهذه الحيوانات تم بدون مقتضى مشروع بالمخالفة للمادة 45 من الدستور والمادتين 355 و357 من قانون العقوبات والمادة 28 من قانون البيئة 4 لسنة 1994". في حين تأسست حديقة حيوانات الجيزة سنة 1891.
ودشن الناشطون هاشتاج #انقذوا_حديقة_حيوان_الجيزة متسائلين عن تقارير الهيئة العامة للخدمات البيطرية ؟ والادارة المركزية لحدائق الحيوان؟
وقال الناشطون إن الحيوانات عاشت خلال العامين الماضيين فى هذه الحديقة معذبة فى ظروف سيئة ومات منها الكثير بسبب الاهمال والتجويع وفى 2023 أعلن إسناد مهمة تطويرها لإحدى شركات العرجاني كمقاول لصالح شركة إماراتية لتصبح مثل حدائق الحيوان العالمية لتعيش فيها الحيوانات فى ظروف مماثلة لموائلها الطبيعية!!!
وأضاف الناشطون "لم يسمح لنا بزيارة الحديقة اثناء التجديدات للتأكد من ظروف معيشة الحيوانات… لانعرف لماذا ولكن يمكننا الاستنتاج!!! شىء مريب..
حصر خسائر
وضمن ما استطاع الناشطون حصره قال أسامة الأنور Osman El Aawar " واحدة من أبشع الجرائم البيئية حصلت مؤخرًا داخل حديقة حيوان الجيزة – أقدم حديقة حيوان في العالم
في الأيام اللي فاتت، تم فقدان: 15 أسدا أفريقيا من سلالات نادرة و3 نمور ببر آسيوية ومعاهم مواليدهم قيمة كل نمر فيهم تتجاوز 150,000 دولار!
بالإضافة إلى هدم أماكن الإيواء وقتل لحيوانات نادرة وتدمير أقفاص عمرها 200 سنة وسط غياب تام لأي تطوير حقيقي
وقال إن الأدهى أن الشركة اللي استلمت المشروع كان عمرها 4 أيام فقط وقت التوقيع واضاف الأنور أن السبب كان مشروع تطوير تم تسليمه لمستثمر بلا أي خبرة في حدائق الحيوان، وكان المفروض ينفذ التطوير في سنة ونصف، لكن كان العكس تمامًا خلال 5 سنين..".
واعتبر أن ما حدث "إبادة حقيقية لتراث وطني وحيوانات الدولة صرفت عليها ملايين".
ودعا إلى "تشكيل لجنة مستقلة لمحاسبة المسؤولين وتقييم حجم الخسائر الفادحة".
وكشفت الناشطة دينا ذو الفقار Dina Zulfikar أنه "..تم تسليم الحديقة بحيواناتها للمستثمر الذي استعان بشركة خواجات لحدائق الحيوان . لا أحد اطلع علي خطة التطوير و لا الموعد الزمني لكل مرحلة .. و رغم التحذيرات لا أعمال ردم و بناء والحيوانات داخل الاقفاص في الموقع ..تم التجاهل و نتج عن هذا خسارات جسيمة في فقدان انواع.".
وأكدت أن المؤسف المبكي هو " إعدام الأسود والنمور والأشبال في حديقة حيوان الجيزة !.. بدعوى "توفير النفقات والاجانب قالوا كدة ! ".
وأضافت "ارجوكم إرجاع الكفاءات المصرية أطباء وكلافين .. ارجوكم الحفاظ علي ما تبقي.. التطوير مش معناه مباني ومنافذ كافيهات .. المفهوم الحديث لحدائق الحيوان الحفاظ علي النوع ونشر الوعي البيئي .. مش كل خواجة يتقال له امين ".
وشددت على أن "هناك رجال أعمال مصريين وأطباء بيطريين متخصصين في الحيوانات البرية وكلافين لديهم خبرة عالية في حدائق الحيوان مستعدين لتطوير الحديقة بالطريقة المثالية . . ارجوكم.. كفي ما حدث واطالب بمحاسبة المسئولين الأجانب".
وكشفت دينا ذو الفقار، من خلال متابعتها لعمل لجنة مشكلة من وزارة الزراعة، أن أعضاءها "قرروا التواصل مع رئيس هيئة الخدمات البيطرية حامد الأقنص واللي أمر بتفتيش الثلاجات بالحديقة"، وحينها عثروا على بقايا جثث حيوانات ملقاة في المحرقة وجلود محفوظة داخل الثلاجات، قرروا على الفور تحرير محضر بالواقعة".
وكتبت ماو جواد Mau Gawad Hamada ساخرة ".. اللي زار اي حديقة حيوان برة مصر هيلاقي اسدين تلاتة اربعة بكتيره خمسة.. انما حدائق الحيوان المصرية الاسود فيها عددهم اكبر من عدد بقيت الحيوان مجتمعين..".
وأضافت أن البيطريين بالحديقة "..بيخلوهم يخلفوا عشان يبقى في دايما اشبال عشان الناس يتصوروا معاهم ويطلعوا عينهم والام تبقى شايفاهم ومتشحتفة عليهم .. طبعا دة بيؤدي الى تكدس والاكل ميكفيش .. جت الادارة الجديدة قررت تعدم ممكن لما لقت العدد كتير بدون داعي ".
ورأت أنه "..اي حيوان في مصر بيموت بحس انه ارتاح وراح مكان احسن بكتير اوي ..".
وأضافت " المصيبة بتكمن في طريقة الموتة الله اعلم طالما الموضوع تحت ادارة وزارة الزراعة محبي الستركنين و غيره من السموم، و لا العمال نزلوا عليهم بالشوم .. هتبقى موتة قذرة .. ".
وأشارت إلى أن إعدام الحيوانات "..اثار استياء الناس و هيبقى مطلوب رد اعلامي من ادارة الحديقة .. " وعن النمط المعتاد ".. هيطلع مسئول يقولك ان ده تم من غير علم ادارة الحديقة و تم مجازاه اللي عمل كدة .. زي اي مصيبة بتحصل".
ويترقب المصريون افتتاح حديقة الحيوان مع قرب انتهاء أعمال التطوير التي بدأت في يوليو 2023، وانتشرت معلومات وبوستات عن عمليات نفوق وقتل لحيوانات الحديقة وحرقٍ لجثامينها، أعقب ذلك بيان من النائب العام، تلاه خبر إقالة رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان وتعيين رئيس جديد.
التطوير على أجساد الحيوانات.
وفي أغسطس 2021، وجَّه السيسي وزارة الزراعة بتطوير الأصول المملوكة لها من حدائق ومتنزهات في نطاق القاهرة الكبرى، من بينها حديقتا الحيوان والأورمان، وذلك بالشراكة مع الخبرات الأجنبية العريقة، خصوصًا فيما يتعلق بالإدارة والتشغيل، بهدف "التطوير وتعظيم الاستفادة من تلك الأصول والارتقاء بها لتضاهي نظيرتها العالمية".
وعقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعًا في نوفمبر 2021، استعرض خلاله التصور المبدئي لمشروع تطوير الحديقة، الذي يستهدف تحويلها إلى حديقة رائدة من نوعها في المنطقة.
وفقًا للتصورات المبدئية، يرتكز التطوير على محاورَ تبدأ بـ"تحديث المناخات الحاضنة للحيوانات، وتوفير بيئة طبية بيطرية عالية المستوى، ووحدة زراعية متخصصة للإشراف على الزراعات في الحديقة، إلى جانب تطوير البنية التحتية والإنشاءات داخل الحديقة، وخاصة أماكن سكن الحيوانات، إضافة إلى تنفيذ مسارات وطرق وأماكن ترفيهية ومطاعم وفندق لضمان تجربة ترفيهية متكاملة".
وعاد السيسي في أكتوبر 2022، ليستنكر تردي الأوضاع داخل مصر، مدللًا عليها بحديقة الحيوان "عاوزين تعرفوا مصر عاملة إزاي روحوا حديقة الحيوان، شوفوا حجم التردي والمنشآت والسلبيات والتعب".
في مارس 2023، عقد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربى، حينها، مع ممثلي فريق التحالف المسئول عن تنفيذ مشروع تطوير حديقتيّ "الحيوان" و"الأورمان"، اجتماعًا لعرض ومناقشة خطة التطوير المبدئية الخاصة بالمشروع.
ويتكون التحالف المعني بتطوير حديقتي الحيوان والأورمان بالجيزة من 3 شركات مصرية، بقيادة الهيئة القومية للإنتاج الحربي، ومعها أبناء سيناء للإنشاءات، وحدائق التي يتولي رئاسة مجلس إدارتها محمد كامل، الرئيس التنفيذي السابق لشركة استادات القابضة، التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والمسئولة عن إدارة المرافق الرياضية التابعة لها، إضافة إلى شركتين أجنبيتين ستشاركان في عملية التطوير والإدارة لمدة "مؤقتة"، قد تصل إلى 5 سنوات من أصل 25 سنة "مدة حق الانتفاع".
وإحداهما معنية بعمل تصميمات البيوت الجديدة وأشكال التطوير الجديد، وهي شركة هاريسونharrison assessments، والثانية معنية بتدريب العمالة على التعامل مع الحيوانات وأنظمة غذائها، وإدارة الحديقة وهي Worldwide Zoo الإماراتية !!
وتضمنت المحددات في العقد الموقع؛ الحفاظ على أشجار الحديقة التي يزيد عددها على 5000 شجرة، وحماية حديقة الأشجار التراثية.
وفي سبتمبر 2023، عقد مدبولي اجتماعًا لمتابعة العمل على إعداد مخططات مشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورومان بالجيزة، حيث تناول الاجتماع بشكل تفصيليّ "المحددات التصميمية لمشروع التطوير، الذي يراعي زيادة عدد فصائل الحيوانات المعروضة من 71 إلى 186 فصيلًا، وزيادة المناطق الجاذبة للزوار من 3 مناطق حاليًا إلى 14 منطقة".
وتضمنت المحددات التصميمية "الحفاظ على أشجار الحديقة التي يزيد عددها على 5000 شجرة، وحماية حديقة الأشجار التراثية، وتحسين صحة تلك الأشجار، بالإضافة إلى زيادة عدد الممرات والمسطحات المائية، وتحسين مناطق إيواء الحيوانات"، ليوافق مجلس الوزراء في الشهر نفسه نهائيًا على مخطط التطوير حديقتي الحيوان والأورمان بالجيزة.
وسلّمت وزارة الإنتاج الحربي تطوير الحديقة إلى شركة حدائق، قرر رئيس مجلس إدارتها محمد كامل الاستعانة بشركتين؛ الأولى مختصة بالتعامل مع الحيوانات، والأخرى لإعداد الرسوم الهندسية والمخططات اللازمة للتطوير.
وفي مارس2022، كشف ماجد السرتي، رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية، عن تعاقدات بين الهيئة القومية للإنتاج الحريي وشركات عالمية من بينها مُطور حديقة حيوانات لندن، لإمدادها بحيوانات جديدة.
وبينما كانت تدور الاتفاقات في الغرف المغلقة، تواردت المعلومات عن عمليات إعدامٍ لحيوانات داخل الحديقة قبل التخلص من جثامينها حرقًا، حسب تصريحات صحفية لدينا ذو الفقار ولمنع الفضيحة كان يتم سلخ جلود هذه الحيوانات وحفظها في ثلاجات الحديقة، ثم رمي الجثث في المحرقة".
وتضمن خطاب رسمي أنواع وأعداد الحيوانات التي سترسل إلى الحدائق الإقليمية ولم يتضمن الأسود والنمور، التي قيل إنه جرى التخلص منها
وتملك الإدارة الأجنبية الحالية الحق في التصرف في الحيوانات وفق "عقد التطوير الذي يقول إن ملكية الحيوانات تؤول إلى المستثمر الأجنبي، على أن تعود بعد 25 عامًا إلى الدولة المصرية أو إعادة قيمتها المالية".
