الحرية والعدالة
تكتظ معسكرات الأمن في محافظة أسيوط بمئات الشباب المعتقلين على ذمة مشاركتهم في مظاهرات دعم الشرعية ورفض الانقلاب.
"عنبر مكتظ وتهوية تكاد تكون منعدمة وانتشار للأمراض وسط غياب تام للرعاية الصحية للمرضى من المعتقلين" هكذا تصف الدكتورة/ نغم نبيل عمر، الأستاذ بكلية الطب جامعة أسيوط، معسكرات الأمن، عند زيارة لابنها صلاح الدين أيمن سليم المعتقل هناك.
بصفتها طبيبة، استأذنت من ضابط لعرض الحالات المستعصية عليها وفوجئت بطالب معتقل يدعى إسلام في الفرقة الرابعة من كلية طب الأزهر فرع أسيوط فقد إحدى عينيه والأخرى لم تسلم من طلقات الخرطوش التي أصابت وجهه بالإضافة إلى أنفه المكسور وخيوط تثبيت على فكه المصاب بدون غيار أو مطهر الأمر الذى يخشى عليه من تلوث كل هذه الجراح الدامية.
تقول الطبيبة:« المؤلم حقا أن والد الطالب إسلام طلب منها خلال الزيارة أن لا تتحدث أمام ابنه عن حالة عينه» مؤكداً أن ابنه لا يعرف حتى اليوم أنه فقد إحدى عينيه! مشيرا إلى أنه يترقب خروج ابنه إسلام من المعتقل حتى ينقذ عينه الأخرى من الضياع.
وتابعت د.نغم:" انتهت الزيارة وابني يضمد جراح الطالب إسلام دون أن أتحدث إليه".
وتختم الطبية :" إسلام سيصبح طبيباً في يوم من الأيام وربما يكون تخصصه رمد أو وجه وفكين ، و ستبقى عينه المفقوءة شاهدة على عصر كئيب وممارسات قمعية غير مسبوقة وسوف تلخص عينه المفقوءة أزمة وطن فقد حكامه كل معاني الرحمة والإنسانية.