اعتقال السيدة منى محمد إبراهيم «والدة زبيدة» التي أثار ظهورها في فيلم وثائقي لشبكة «BBC» العالمية مؤخرا، حول التعذيب الوحشي في سجون مصر، غضبا شعبيا واسعا من جهة، ودفاعا مستميتا من جانب أبواق العسكر، جاء لينسف الرواية الأمنية التي تشكك في محتوى ومضمون الفيلم الوثائقي، كما يعتبر فضحا لنظام عسكر “30” يونيو.
ونقلت “الجزيرة نت” عصر اليوم الأربعاء 28 فبراير2018م، عن مصادر حقوقية تأكيدها أن السلطات المصرية اعتقلت السيدة منى محمد إبراهيم، والدة زبيدة. وقال مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات عزت غنيم للجزيرة نت إنه تم التأكد من اعتقال والدة زبيدة صباح اليوم الأربعاء، ولم يعلم بعد المكان الذي اقتيدت إليه.
وكانت السيدة منى والدة زبيدة ظهرت في فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تحت عنوان “سحق المعارضة في مصر” قالت فيه إن ابنتها زبيدة مختفية منذ عشرة شهور، وسبق للسلطات أن اعتقلتها لمدة شهر عام 2016، وحينها تعرضت “للتعذيب والاغتصاب وكل ما لا يرضي الله”.
وأكدت الأم أنه ليس بمقدورها كأم أن تبقى صامتة على ما يحدث، وقالت “حتى لو كان كلامي سيقودني إلى حبل المشنقة فلن أسكت”.
دفاعا عن الاستبداد
ورغم أن أم زبيدة تناولت مع “BBC” اعتقال ابنتها في 2016 وتعذيبها وتعرضها للاغتصاب، ثم اختفائها منذ سنة دون أن تعلم عنها شيئا؛ إلا أن أبواق العسكر وعلى رأسها مركز الاستعلامات الذي يديره الطبال ضياء رشوان ركز فقط على الاختفاء الأخير، متجاهلا التعذيب والاغتصاب.
وتم استدعاء الطبال الآخر عمرو أديب إلى مقر وزارة الداخلية حيث تم عمل حوار داخل أحد مباني الوزارة وجيء بزبيدة ومعها شخص آخر على أنه زوجها كان يحمل طفلا نفت فيه اعتقالها.
ورغم كل هذا اعترف أديب أن الحوار تم في الداخلية كما أكدت الفتاة اعتقالها مع أمها مرة سابقة من مظاهرة في عبدالمنعم رياض، فلماذا تم اعتقالهما؟ وهل كانتا تمارسان عنفا أم أنها مظاهرة سلمية وهو حق مشروع في كل بلاد العالم؟ لكن أديب وطبالي العسكر لا يكترثوا كثيرا لذلك كعادتهم في دعم النظم العسكرية المستبدة.
أم زبيدة تنسف الرواية الأمنية
قبل اعتقالها، جات مداخلة أم زبيدة على قناة مكملين بعد الحوار المفبرك والممنتج مع عمرو أديب، لترد في هدوء وثقة أهل الحق: «إذا كان الفريق شفيق ـــ مع قدره ومكانته الكبيرة ــ تراجع ؛ جت على ابنتي زبيدة؟!»؛ كلمات بسيطة وصادقة ومقنعة تعكس إجرام دولة الظلم والاستبداد وتبدد آلاف البرامج والتصريحات المرجفة الداعمة للظلم والقهر.
وأمام صدق هذه الكلمات النابعة من الحق الذي لا يعتريه شك، والصدق الذي لا يشوبه كذب، لم تجد سلطات العسكر أمام قوة هذا الحق سوى اعتقال السيدة المكلومة التي تتصدى لظلم وقهر جيوش الاستبداد العسكري دفاعا عن كرامتها وحريتها وحقوقها المنتهكة.
فجاءت كلماتها الأولى ثم اعتقالها ثانيا، إعلانا لوفاة الرواية الأمنية، وتأكيدا على ثبات المصري عند حقوقه مهما كانت عوامل التهديد والوعيد من قوى القمع والبطش، كثيفة
