الفراخ الفاسدة.. هل يقف بزنس العسكر وراء قتل المصريين؟

- ‎فيتقارير

مفاجأة جديدة تفجرت مؤخرا، حول الفراخ الفاسدة رخيصة الثمن التي تباع الواحدة بـ12 جنيها بينما سعرها الحقيقي “28” جنيها، والتي غزت الأسواق المصرية مؤخرا، وسط تحذيرات من انتهاء صلاحيتها والتسبب في كارثة مروعة ربما تتسبب في تسميم ملايين المصريين.

فما حدث ويحدث في قصة الدجاج البرازيلي، يصيب المرء بالألم عندما ترى حكومة الانقلاب تتعامل بهذه الخفة والحقارة مع آلام الشعب، بيما تطبل أبواقها الإعلامية وتعتبر هذه الجريمة إنجازا لنظام فشل في كل شيء، وأحال حياة المصريين إلى جحيم لا يطاق.

فالعسكر يتعاملون مع البشر في بلادنا بهذه الخفة ، فلو حدث هذا الأمر مع غذاء حيوانات في بلدان متحضرة أو تعرف قيمة الإنسان لفتح التحقيق فورا ولوحق كل من تورط في تلك الكارثة ، ولكنهم هنا يعاملون المواطن بمستوى أقل من الحيوان ، وليس البشر.

يقول جمال سلطان «هل هو لغز أن نعرف المستورد ، وهل غرفة الدواجن عاجزة عن أن تصارح الرأي العام بما حدث وتكشف عن اسم المستورد؟».

لكن ما يتشكك فيه سلطان تؤكده مصادر بالحكومة ، فعندما حاول وزير التموين علي المصيلحي، والذي يعد واحدا من أبناء المؤسسة العسكرية، طمأنة الأسواق عبر الدفاع عن تلك الدواجن، مؤكدا صلاحيتها وجودتها.

قال المصيلحي في تصريحات إعلامية سابقة ” عقدنا اجتماعًا مع غرفة اتحاد الدواجن، واقترحنا أن نلغي الجمارك على الدواجن، إلا أن هذه الفكرة رُفضت، فاقترح اتحاد الدواجن أن يورد لنا الدواجن بأسعار 24 جنيهًا للفرخة”. وأوضح وزير التموين أنه جرى التنسيق مع جهاز الخدمة الوطنية، ووجدنا فجوة قرابة 100 ألف طن، فبدأنا باستيراد 20 ألف طن، ومع مرور الوقت أصبح المعروض من الدواجن أكثر من الطلب، فانخفضت الأسعار.

وهذه التصريحات اعتراف صريح بمسئولية المؤسسة العسكرية عن هذه الفراخ الفاسدة.

المفاجأة أيضا، جاءت على لسان مصدر بالغرف التجارية بالقاهرة، حيث يؤكد بحسب صحيفة العربي الجديد أن كل أعضاء الغرف التجارية يعلمون أن المؤسسة العسكرية هي التي تقف وراء شحنات هذه الفراخ.

وأوضح المصدر أنه منذ نحو أكثر من 6 أشهر، اتخذت الحكومة قرارا مفاجئا بإلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة لمدة لم تتعد الأسبوعين، ووقتها قام جهاز الخدمة المدنية باستيراد كميات ضخمة للغاية تفوق كثيرا العجز في السوق”.

وأوضح المصدر أن السبب الحقيقي وراء انخفاض أسعار تلك الدواجن يرجع لإغراق الأسواق بكميات كبيرة للغاية تفوق نسب العجز بالسوق المحلي، مشيراً إلى أن إنتاج السوق المحلي في هذا القطاع كبير جدا ويغطي جزءا كبيرا من احتياجات السوق.

وبحسب المصدر فإن “استيراد كميات ضخمة، في ظل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، أدّى لكساد ما تم استيراده، خاصة أن الأولوية تكون للطازج، وهو ما دفع الجهة التي وقفت وراء استيراد هذه الكميات إلى طرحها في الأسواق بأسعار منخفضة في ظل قرب انتهاء فترة صلاحيتها، حيث ينتهي معظمها في نهاية فبرايرالجاري ومارس المقبل”.

انتبه .. فراخ العسكر مسمومة!

وتحذر الأوساط الاقتصادية من أن تؤدي هذه الفراخ الفاسدة إلى تسميم ملايين المواطنين، وخطورتها على صحة المواطنين، بسبب قرب انتهاء فترة صلاحية استخدامها، وبيعها على الأرصفة وعدم الالتزام بطريقة التخزين الصحيحة.

وقال مسؤول بيطري، “في الوقت الراهن ربما لا يكون استهلاك هذا الدجاج خطيرا، لكن طريقة البيع على الأرصفة، وفي حال عدم تجميده بشكل جيد قد يحولانه إلى سموم، أما الخطر الأكبر فهو قيام محلات المأكولات والمواطنين بشراء كميات كبيرة من هذا الدجاج نظرا لانخفاض أسعاره، وتخزينه مرة أخرى وتعرضه لانتهاء فترة الصلاحية اللازمة والتي لا تتعدى شهرا”.

يقول سلطان: «إذا كان الأمر بهذا القدر من الخطورة فمن الذي يسمح لهم بالبيع بتلك الطريقة وهم في أمان وسلام وثقة من أن أحدا لن يلاحقهم ، ولماذا غلت يد الأجهزة المعنية عن ملاحقة هؤلاء الباعة الذين يعرضون ملايين المواطنين لخطر محدق».