قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنه سيكشف الأربعاء عن الخطوات التي ستتخذها بلاده بشأن تطورات إدلب، بعد أن كشف الكرملين عن اتصال بين الرئيسين الروسي والتركي بشأنها. في هذه الأثناء وصل إلى أنقرة المبعوث الأمريكي لسوريا بالتزامن مع اتصالات تركية روسية أمريكية حول إدلب.
ما أبرز النقاط التي يبحثها المسئولون الأتراك والروس والأمريكيون بشأن التطورات في محافظة إدلب؟ وما المسارات المحتملة للأوضاع في شمال غربي سوريا على ضوء مباحثات أنقرة وموسكو وواشنطن؟
وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري في شمال غربي البلاد، وغارات تشنها طائرات النظام أوقعت عشرات بين قتيل وجريح في إدلب. وعلى وقع أنباء عن استكمال قوات النظام سيطرتها على طريق حلب دمشق الدولي، تضاربت الأنباء بخصوص سيطرة المعارضة على بلدة النيرب التي أسقطت فيها مروحية للنظام.
تطورات ميدانية تزداد درامية بمواصلة تركيا إرسال تعزيزات عسكرية إلى الداخل السوري، بينما تَتَواصَل دبلوماسيًّا اتصالات بين أنقرة وموسكو وواشنطن العائدة بقوة للملف السوري .
ثمن السيطرة على إدلب قتلى وجرحى مدنيون، بينهم أطفال، في غارات جوية للنظام السوري على المنطقة الصناعية والسوق الشعبية بالمدينة.
ومع كل يوم ترتفع قائمة الضحايا وأعداد النازحين الفارين من نيران المواجهات، تشتد حدة المعارك برا وجوا في الشمال الغربي السوري، ما هي إلا ساعات بعد إعلان فصائل المعارضة المدعومة من تركيا استعادة السيطرة على بلدة النيرب حتى اندلعت الاشتباكات من جديد فيها مع قوات النظام.
النيرب مهمة جدا لكل طرف في الصراع، فهي بوابة الدخول إلى سراقب من الجهة الغربية. وعلى طريق “إم 4” الدولي الرابط بين حلب واللاذقية تبنت الجبهة الوطنية للتحرير إسقاط طائرة مروحية للنظام هي الثانية التي يخسرها النظام خلال 24 ساعة. وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب بأنقرة، دمشق بالمزيد لأن ذلك ليس كافيا على حد قوله، وهدده بجعله يدفع الثمن غاليا جدا.
النبرة الحادة جاءت غداة مقتل 5 جنود أتراك على يد قوات النظام في قصف نقاط مراقبة تركية في إدلب، ليصل عدد الجنود الأتراك الذين سقطوا في هجمات للقوات الحكومية السورية منذ الأسبوع الماضي إلى 13.
وعد الرئيس التركي بالكشف يوم الأربعاء عن الخطوات التي ستتخذها أنقرة بشأن التطورات في إدلب، تطورات أعاقت المحادثات التركية الروسية التي علقت باتفاق على استئنافها.
وصل المبعوث الأمريكي لسوريا، السفير جيمس جيفري، إلى العاصمة التركية. سيناقش ما سمته سفارة بلاده في تركيا الهجوم العسكري المزعزع للاستقرار الذي يقوم به نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران حزب الله في إدلب، واستنادا إلى تغريدات السفارة في أنقرة، فإن المحادثات تهدف إلى التعاون للوصول إلى حل سياسي للصراع.
ميدانيا وصلت قوات النظام السوري أخيرا إلى هدفها المنتظر منذ 2012، سيطرت بدعم من الروس والإيرانيين على الطريق إم 5 الذي يربط بين حلب ودمشق ويمر عبر درعا، تمكنت تلك القوات من ذلك بعد معارك ضارية لطرد المعارضة من ضاحية في غرب حلب .
مع كل تقدم عسكري للنظام تزداد موجات النزوح هربا من الانتقام ونيران معارك الكر والفر صاروا نحو 700 ألف نازح، منذ ديسمبر الماضي، وفق آخر إحصائية للأمم المتحدة، وآخر التطورات العسكرية والدبلوماسية تقول إن قوافل المغادرين قسرًا من ديارهم لن تتوقف قريبا.