السيسي يسعى لتفكيك “الأزمة الماكرونية”.. مراقبون: الإقصاء والعنصرية طريق الديكتاتور للإلهاء عن إخفاقاته

- ‎فيتقارير

لا يستبعد المراقبون أن يكون السفيه عبدالفتاح السيسي شكّل لصالح الرئيس الفرنسي المأزوم خلية إدارة أزمة لتخرجه من إخفاقاته أمام تصاعد التضخم في فرنسا وزيادة أعداد المتبطلين وهجوم أنصار السترات الصفراء عليه كلما سنحت الفرصة لهم بالخروج إلى الشارع.
ويتسق ذلك مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال: "الخطابات المعادية للإسلام والمسلمين باتت أبرز الأدوات التي يستخدمها ساسة الغرب للتغطية على إخفاقاتهم".
كما يتسقون أن موجة صاعدة للإسلام في فرنسا –رغم واقع المسلمين المحزن يشجع أعداء دينهم على النيل- سبب آخر، كما أضاف "أردوغان" أن: "المنزعجون من صعود الإسلام يهاجمون ديننا عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببًا في ظهورها".

تبرير للإجرام
العجيب في كلا المسارين كما يرى الإعلامي أحمد سالم هو قيام بعض الصحفيين بتبرير أفعال ماكرون العنصرية ضد مسلمي فرنسا، التي شملت حتى الآن إغلاق 328 مسجدا ومدرسة وناديا للمسلمين.
مضيفا على فيسبوك قول أحدهم: "اللي مش عاجبه الحياة في فرنسا يرجع يعيش في بلده"، متعجبا مما في ذلك من تجاهل أن المسلمين في فرنسا هم مواطنون، وأن فرنسا هي بلدهم، ولهم فيها مثل ما لغيرهم، وأنه بدعواه يبرر ديكتاتورية الأكثرية العلمانية ضد الأقلية المسلمة.
ويضيف أن مثل هذا الاتهام من بعض الصحفيين العرب؛ "يناقض المنطق، ويجافي بدهيات أي نظام ديمقراطي، يحترم التعددية وحق الاختلاف وحرية الاعتقاد باعتباره من الحقوق الشخصية"، كما "يصب لصالح نشر العنصرية والطائفية، ويشجع على مزيد من الإساءة للإسلام".

نموذج للإنكار
وعن منع الطعام "الحلال" الإسلامي واعتبار وزير داخلية فرنسا أنه منظر "مقزز" في حين لا يستطيع ذلك مع الطهام اليهودي قال "سالم": "فرنسا بها نظام مأزوم،  لا يريد أن يعترف بالإسلام كدين وحقيقة يؤمن بها ثمانية ملايين مواطن فرنسي..إنهم يظنون أن الإسلام والمسلمين في فرنسا حالة عارضة وطارئة على الدولة والمجتمع الفرنسي، لا تدخل ضمن الهوية الفرنسية، ولا تندرج في ثقافتها المعاصرة".
وأوضح أنها "أزمة نظام لا يريد أن يعترف بالحقائق الموضوعية على أرض الواقع، ومن ضمنها حق التعايش، واحترام الاختلاف والتعددية الدينية والثقافية، والحق في العبادة وممارسة الشعائر، وتطبيق التعاليم التي يؤمن بها المسلم، مثلما نفعل نحن المسلمين مع غير المسلمين".

تشابه مع حملات السيسي
ورصد المستشار وليد شرابي تشابه بين ما وصفه "الحملة الفرنسية الجديدة" وما يفعله نظام السيسي في مصر، فأبدى اتفاقا مع "سالم" وزاد على قصة الطعام الحلال أنه في فرنسا "يتم إجبار الأطفال المسلمين في المدارس على أكل لحم الخنزير والا يحرم الطفل من الطعام ،ولا يباشرون نفس الفعل مع الطفل اليهودي".

وعن عدم الاهتمام بحادثة طعن مسلمتين بمحيط برج إيفل أشار شرابي إلى أن فرنسا "تغلق المساجد وتأمم الجمعيات الخيرية الإسلامية بادعاء الحرب على الإرهاب". معتبرا أن ذلك مباشرة من السلطة الفرنسية لأقصى درجات الاستفزاز لمشاعر المسلمين لاستغلال أي رد فعل غاضب للخلط بين الإسلام والإرهاب أو للخلط بين المسلمين والارهابيين". مضيفا أن "هنا يأتي الالتقاء مع نظام السيسي في مصر حين يهدم المساجد ويقتل الأبرياء ويصادر على الحقوق والحريات، مستبعدا ألا تكون "الحملة الفرنسية" على الإسلام والمسلمين بتنسيق استخباراتي فرنسي مصري نقلت فيه أجهزة أمنية في مصر إلى فرنسا خلاصة عكارة فكرهم الأمني العفن الذي دمر البلاد والعباد".

وأوضح أنه أمام اخفاقات ماكرون في الملفات الداخلية والخارجية وجد في سياسة السيسي الفاشلة ضالته المفقودة وبدأ تنفيذ الخطة على هدي من القزم المصري. وأحصى نقاط التشابه بين القزمين في بعض الأوامر : "حارب الإسلام .. إغلق أو اهدم المساجد .. هاجم ثوابت الدين .. لا تضع حدا فاصلا بين الإسلام والإرهاب .. اجعل المسلمين يخافون من وصمهم بالارهاب..إغلق المؤسسات الخيرية ..إنزع عن المسلم والمسلمة نعمة الأمن ..ازرع ثقافة ان المسلم المختلف مع السلطة إرهابي يجب محاربته ..سلط اعلامك لتشويه دور العبادة لدى المسلمين بأنها بؤر للتطرف .. اجعل المجتمع ينفر من المحجبة .. قم باقصى درجات الاستفزاز لمشاعر المسلمين ومع اي رد فعل منهم اتهمهم بالارهاب والخروج عن مدنية الدولة".

خلق عدو وهمي
وكشف أن الالتقاء تلخصه نقطة واحدة هي  تركيز المجتمع تدريجيا مع "العدو الوهمي الجديد" الذي أنشأه ماكرون ونظامه للشعب الفرنسي. وأضاف "الشعب الفرنسي مثله مثل أغلب شعوب العالم يمكنه التعايش مع الأديان والثقافات والمجتمعات المختلفة لكنه في نفس الوقت يمكن تضليله مثل أغلب شعوب العالم من خلال مثلث الرعب الذي يمكنه التلاعب وتدمير أي شعب وثقافاته والذي يتكون من المال والسلطة والاعلام".

وتابع "شرابي"، "فرنسا تشهد حاليا تنفيذ انقلاب على قيم حقوق الإنسان والمواطنة والدولة المدنية تلك القيم التي ظلت فرنسا لفترات طويلة تدافع عنها وتسوق لها وتسعى لنشرها".
محذرا من أن الحديث عن "حرية الإعتقاد وممارسة الشعائر وحرية التعبير وحقوق الإنسان التي تحترمها فرنسا" يصبح حديث سذج إن بدأت فرنسا تخلع حقوق الإنسان عن نفسها لتظهر بوجهه مختلف عما يعتقده الفرنسيون عن دولتهم.

إخفاق انتخابي
ويتفق معهما د.مصطفى أبوسعد ويرى أنه في الأصل ماكرون يسعى خلف فترة جديدة لرئاسة فرنسا ويستخدم الفزاعات وأنه في الأصل "لم يفز بأصوات الناخب الفرنسي.. ولم يكن له تاريخ يؤهله لتولي رئاسة الجمهورية الفرنسية، وإنما حصل على أصوات عقابية، لافتا إلى أنه فِي علم الاجتماع السياسي هناك أصوات تتجه لشخص ما ليس قناعة به وببرنامجه الانتخابي وإنما عقابا للمرشحين الآخرين.

وأوضح أن الرئيس الاشتراكي السابق، ماكرون، فشل في معظم برامجه وتسبب لهجرة كبيرة للفرنسيين باتجاه بريطانيا والبرتغال والمغرب وتونس، مضيفا أن المرشحة اليمينية ( أقصى اليمين) طروحاتها العنصرية وعقوقها لوالدها المؤسس التاريخي للحزب جعل الكثيرين يتخذون موقفا سلبيا منها.
واعتبر أن الأسباب السالفة صبت الأصوات لدى ماكرون الذي لم يكن يملك غير نسبة قليلة من رواد الفيسبوك يومها، ولكنه حصل على الأصوات العقابية فقط وهذا لا يتكرر غالبا إلا مرة واحدة، مما يدفعه لخوض معارك وهمية ضد دين وفئة من المجتمع الفرنسي لتشتيت الناخب الفرنسي عن إخفاقاته السياسية والاقتصادية وحل مشكلات الفئات العاملة والإضرابات المتكررة وركود الاقتصاد.