تفشي العدوى بمنتخب الشباب.. كيف تحولت مصر إلى “وكر” لكورونا؟

- ‎فيتقارير

أثار إعلان انسحاب منتخب الشباب من بطولة إفريقيا المؤهلة لكأس العالم للشباب أصداء واسعة، عقب قرار وزير الانقلاب أشرف صبحى، إعادتهم إلى مصر بسبب تفشي عدوى فيروس كورونا بين معظم اللاعبين. 
وكان رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي زعم خلال زيارته الأخيرة لفرنسا أن مصر من أقل دول العالم إصابة بعدوى كورونا؛ داعيا السياح في شرم الشيخ والغردقة إلى الاطمئنان والاستمتاع بأجواء مصر؛ لكن تفشي العدوى بين منتخب الشباب فضح هذه الأكاذيب؛ وكشف أن فيروس كورونا يتخذ من مصر وكرا للرذيلة يعشش فيها كيفما شاء ويصيب أهلها بالعدوى كيما يريد في ظل حالة إنكار مستمرة من جانب نظام العسكر الذي أدمن تصدير الأكاذيب والأرقام المفبركة لنشر صورة وردية تخالف الواقع المرير.
وكان عدد من لاعبى منتخب الشباب قد نشروا فيديوهات أعربوا فيها عن رفضهم قرار العودة إلى مصر ويرغبون في البقاء على أمل الشفاء واستكمال بقية مباريات تصفيات أمم إفريقيا. وتحدث أحمد شوبير، عن مصير مشاركة منتخب مصر للشباب فى تصفيات أمم إفريقيا فى ظل تعدد حالات كورونا. وكتب شوبير عبر تويتر قائلا: "بكل أسف تم التأكيد الآن على إستمرار إيجابية عينة الـ14 لاعب من منتخب الشباب، وأصبحنا الآن أمام إما إمكانية سفر لاعبين ونكمل مع اللي موجودين، أو يكون هناك قرار بعدم استكمال التصفيات".
إنقاذ ماء الوجه
وزير الرياضة وعبر تصريحات تليفزيونية، أكد أن هناك مقترحا بإرسال لاعبين جدد من أجل استكمال التصفيات وإلغاء قرار الانسحاب مع عودة اللاعبين المصابين. وأكد أن استكمال المنتخب للتصفيات من عدمه هو أمر فني يخص اتحاد الكرة، وأن مسالة تعافى اللاعبين شيء حاسم فى القرار النهائي.
وخضع لاعبو منتخب مصر للشباب إلى مسحة ثانية مساء الثلاثاء 15 ديسمبر خلال وجودهم فى تونس للمشاركة في بطولة شمال إفريقيا. وظهرت نتيجة المسحة باستمرار إيجابية 14 حالة، وسلبية 14 آخرين، وبالنسبة للجهاز الفني والإداري مازال المدير الفني للمنتخب، ربيع ياسين، المصاب الوحيد بكورونا. وأجريت المسحة على حساب الاتحاد المصري لكرة القدم، وقام المسؤولون عن المنتخب باستدعاء أحمد حسام مدافع الجونة ومصطفي ميسي لاعب خط وسط سيراميكا؛ للانضمام لشباب الفراعنة الذي يستعد لمواجهة تونس الجمعة علي استاد رادس.
إهدار الملايين
الغريب أن تكوين هذا الفريق مر عليه عامان، تم صرف أكثر من 15 مليون جنيه؛ رحلات ومباريات ودية، بحسب المحلل الرياضى أدهم عصام، والذى أكد أن الجريمة الأكبر ليست في ضياع البطولة بل خسارة الملايين وإهمال فريق واعد من الشباب قد يحترف أغلبه بعد البطولة القارية.
من جانبه ،حمٌل الإعلامى خالد الغندور، المدير الفنى لمنتخب مصر للشباب ربيع ياسين الأزمة التي واجهت الفراعنة، بإصابتهم بفيروس كورونا. وجاء ذلك قبل مواجهة منتخب ليبيا في تونس، بالجولة الأولى بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 20 عاما. ونشر الغندور عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "كابتن ربيع طلب السفر بدري إلى تونس وقبل المباراة عملوا مسحة جاءت نتيجتها إيجابية لمعظم اللاعبين، مال الوزير واتحاد الكرة بالموضوع؟ مش فاهم المفروض يمنعوا كورونا مثلا"؟
إهانة مصر
الغريب أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف اعتبر المنتخب الوطني للشباب منسحبا أمام منتخب ليبيا بعدما جاءت قائمة المباراة دون العدد المطلوب لإقامة اللقاء.

يذكر أن موقفا مشابها لما حدث مع منتخب مصر، حيث سبق وأن تم تأجيل مباراة نادى الزمالك وفريق الرجاء المغربى بعد إصابة 17 لاعبا بفيروس كورونا، وتدخل الكاف وتم تأجيل المبارة لمدة شهر، والتي فاز بها الزمالك في الدرو قبل النهائي من بطولة إفريقا أبطال الدوري.
وفجر الدكتور عادل عبد اللطيف، الخبير بمعامل مصر الدولية، مفاجأة أن لاعبي منتخب الشباب لم تجر لهم مسحات داخل استاد القاهرة قبل توجههم لتونس، وأنه "قد يكون ضيق الوقت أو الإجراء الروتيني هو ما تسبب في إصابة اللاعبين بعد ذهابهم لتونس. وتابع: أمر آخر تسبب في إصابة اللاعبين هو تركهم داخل الفندق واختلاطهم بنزلاء الفندق من خلال مصافحة النزلاء والتصوير معهم. متسائلا: ماذنب هؤلاء الشباب أن يمنعوا من الذهاب لكأس العالم بسبب خطأ ساذج من المسئولين المحليين في مصر والمعنيين بأخذ المسحات قبل سفرهم لتونس"؟