تحالف صهيوني عربي ضد إيران.. الأبعاد والتداعيات على استقرار المنطقة

- ‎فيعربي ودولي

قال وزير الدفاع الصهيوني "بني جانتس" إنه ينوي إقامة ترتيب أمني خاص مع دول الخليج التي لها علاقات مع "إسرائيل" وتشاركها المخاوف بشأن إيران. مؤكدا أن "إسرائيل" تدرس إبرام اتفاق دفاعي مع دول عربية خليجية وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.

كما نقلت شبكة "أي نيوز 24 الإسرائيلية" عن مصادر خليجية مطلعة أن المفاوضات مع الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين تجري منذ عدة أشهر مشيرة إلى أن المفاوضات تأتي ردا على تهديد إيران المتزايد للمنطقة وسعيا من هذه الدول إلى توحيد موقفها بشأن احتمالات بناء طهران قنبلة نووية أو محاولة عرقلة برنامجها النووي الذي تعتبره دولة الاحتلال تهديدا حقيقيا.

وردا على أنباء سعي "الكيان" إسرائيل لتشكيل تحالف ضدها يضم دولا خليجية قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني أحمد وحيدي في تصريحات لقناة روسيا اليوم إن الكيان الصهيوني يعاني من العديد من الأزمات الأمنية والاجتماعية إضافة إلى أزمة في هويته وشرعيته وأضاف أن هذا الكيان يسعى للجوء لدول أخرى كي تقدم له المساعدة في مواجهة إيران.

وتابع محذرا من أنه إذا ما دخلت السعودية والإمارات والبحرين في تحالف ضد إيران فإنها ستتلقى ضربات قوية جدا بحسب قوله.

وفي السياق أعلنت الخارجية الصهيونية أن واشنطن ستطلعها على مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وقال وزير الخارجية جابي أشكنازي إن "إسرائيل" توصلت إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة من وراء الكواليس تضمن ألا يفاجأ أي طرف من الدولتين بكل ما يتعلق بمفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

وفي سياق المشهد الفلسطيني أعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بن سودا، الأربعاء، أنها فتحت تحقيقا رسميا في جرائم مفترضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن التحقيق سيتناول جرائم مشمولة بالاختصاص القضائي للمحكمة والتي يعتقد أنها ارتكبت منذ 13 يونيو عام 2014 .

نقطة تحول

الدكتور علاء الرماوي الكانب والمحلل الفلسطيني، إن فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا رسميا في جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكل نقطة تحول حقيقية في مسألة التعاطي مع هذه الجرائم، مضيفا أن منظمات المجتمع المدني طالبت مرارا وتكرارا بهذا الأمر وضغطت على السلطة الفلسطينية لتحريك هذه الملفات بعد ان تباطأت السلطة في بلورة بعض الملفات ورفعها للجنائية الدولية.

وأضاف الرماوي، في مداخلة مع برنامج "كل الأبعاد" على قناة "وطن" أن الشعب الفلسطيني حقق نصرا كبيرا بنظر قضاياه أمام الجنائية الدولية، مضيفا أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة ضغطت على السلطة الفلسطينية من خلال الولايات المتحدة بعدم الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية أو تفعيل أدواتها.

وأوضح الرماوي أن هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات المدنية بدأت بلورة بعض القضايا منها الجرائم الممتدة في قطاع غزة ومنها الجرائم التي ارتكبت في عام 2014 والتي أرسلت الجنائية الدولية بعض ممثليها للحديث بشأن هذه القضايا ولدينا أكثر من 292 جريمة يمكن أن تقدم بشكل عاجل ولدينا آلاف الجرائم التي يمكن أن تكون تسلسلية تبدأ بمحاكمة رأس النظام السياسي الذي شرعن استخدام الفسفور في الحروب على قطاع غزة والمجازر التي ارتكبت على القطاع خلال الحروب السابقة وهناك العديد من الإعدامات التي نفذت في الأراضي الفلسطينية والضفة الغربية وقتل الأطفال وامتهان القصر واعتقالهم والانتهاكات في ملف الأسرى الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الهدف من إعلان الاحتلال إقامة تحالف دفاعي مع دول عربية له ثلاثة أهداف، الأول أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يرسلون رسائل لإدارة بايدن بضرورة ألا يتم إعادة هيكلة اتفاق 5+1 الذي عقد في زمن أوباما ويريدون أن يصعدوا بجانين الأول إعادة ما يعرف بالحصار الاقتصادي على إيران والثاني إعادة تهدئة الأجواء بين الولايات المتحدة وإيران ضمن ما يعرف باتفاق الصفقة، أي التفاهمات التي تعلقت بجانب سوريا والعراق واليمن.

ارتدادات الملف الإيراني

الهدف الثاني له علاقة بالسياسات المتوقعة للولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة في الملف الإيراني أو ما يعرف بارتدادات الملف الإيراني، موضحا أن العرب للأسف يشكلون منظومة أدوات يستخدمها الاحتلال أحيانا وتستخدمها الولايات المتحدة أحيانا أخرى، موضحا أن الحالة التفاعلية بين الأنظمة العربية والكيان ممتدة وطويلة ومنظومة التحالف "الإسرائيلي" ضد المقاومة الفلسطينية على سبيل المثال منذ سنوات طويلة فاغتيال المبحوح في الإمارات كان ضحية التحالف الإماراتي "الإسرائيلي" وهناك توطئ إماراتي في ذلك، وأيضا ملاحقة المقاومة الفلسطينية في السودان واليمن وغيرها من أذرع دعم المقاومة وكذلك في السعودية ومصر جاءت نتيجة التحالفات.   

بدوره قال سلطان العجلوني، الباحث في الشؤون الصهيونية، إن إعلان وزير الدفاع الصهيوني بني جانتس إبرام اتفاق دفاعي مع دول عربية خليجية هو بمثابة إشهار زواج تم منذ سنوات وأنجب العديد من الأبناء في الحرام، فأغلبية الدول العربية متحالفة مع الاحتلال منذ 100 عام بتوقيع اتفاقيات مع الحركة الصهيونية في مؤتمر باريس عام 1919.

وأضاف العجلوني في حواره مع برنامج "كل الأبعاد" على قناة "وطن"، ان هذه الإعلانات للاستهلاك السياسي الداخلي في دولة الاحتلال التي ليست لديها سياسة خارجية وإنما داخلية نتيجة التنازع بين الأحزاب على الفوز بأصوات الناخبين، مضيفا أن الحزب الموجود في السلطة يستخدم الأنظمة العربية لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.

وأوضح أن نتنياهو عندما أشهر العلاقات الموجودة منذ القدم مع الأنظمة العربية لاستخدامها في الشأن السياسي الداخلي أراد بني جانيتس أن يلعب نفس اللعبة وهي لعبة مستهلكة وخاسرة وهو لن يستطيع منافسة نتنياهو في ذلك فالأنظمة الحاكمة تميل للكفة الراجحة في "إسرائيل" وكفة نتنياهو هي الراجحة لدعم تيار اليمين له.

https://www.facebook.com/watanegypt/videos/485407972624765/