6 آلاف فدان تضررت وغياب والبقية تأتي.. “دودة الحشد الخريفية” تتلف محصول الذرة بسوهاج

- ‎فيتقارير

في ظل حالة الإهمال والتجاهل من جانب وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب شهدت محافظة سوهاج تلف آلاف الأفدنة من محصول الذرة الشامية، بسبب انتشار دودة الحشد الخريفية وعجز المزراعين عن التعامل معها وغياب الإرشاد الزراعي وعدم قيام الجمعيات الزراعية بدورها في التصدي لهذه الدودة.

وتسببت دودة الحشد الخريفية في إتلاف نحو 6 آلاف فدان، كما تسببت في تراجع إنتاجية المحصول تزامنا مع موسم الحصاد الذي بدأ قبل أيام بقرى ومراكز المحافظة، مما أدى إلى ارتفاع أصوات المزارعين مطالبين بإنقاذهم من أخطار الدودة ومساندتهم في أزمتهم؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل خاصة مع دخول موسم الحصاد.

كما طالبوا بتكثيف حملات رش المبيدات على كل زراعات الذرة بالمحافظة لمحاصرة الحشرة قبل إتلافها المزيد من المحاصيل في الزراعات التي لم يتم حصادها حتى الآن، محذرين من أن هناك الكثير من المساحات ما زالت تحت سطوة هذه الآفة.

 

خسائر كبيرة

من جانبه قال عمار كمال مزارع بمركز جرجا إن "المزارعين يشعرون بورطة كبيرة بعد تفشي هذه الحشرة الخطيرة في محصول الذرة بجميع المناطق، وهو ما تسبب في تدمير المحصول وحدوث خسائر كبيرة لهم جراء هذه الحشرة".

وأضاف كمال في تصريحات صحفية  "المزارعون يقترضون دائما مبالغ مالية لشراء المستلزمات الزراعية من تقاوي ومبيدات وأسمدة وآلات ميكنة زراعية بنظام الآجل، وعند بيع المحصول يتم سداد المبالغ المطلوبة للمقرضين، مشيرا إلى أنه وسط ما حدث من تفشي هذه الحشرة قد يتعرض بعض المزارعين للحبس، خاصة أن العديد منهم يعتمد بشكل مباشر على عائد المحصول للإنفاق على أعباء المعيشة".

 

غرفة عمليات

وطالب محمد لطفي مزارع بسوهاج "بضرورة التحرك فورا لحصر المتضررين بزراعات الذرة بقرى ومراكز سوهاج، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل الزراعية، ووقف نزيف الخسائر التي يتعرض لها المزارعون، مشددا على ضرورة إنشاء غرفة عمليات ونشرها على الجمعيات الزراعية بالقرى لرصد الحالات أولا بأول قبل انتشار الدودة وتفشيها".

وأشار لطفي في تصريحات صحفية إلى "ضرورة التعامل بشكل سريع وعاجل لوقف زحف هذه الحشرة الخطيرة، والحفاظ على المحصول من التلف، موضحا أن الثروة الحيوانية في مصر تعتمد بشكل كبير على الذرة كأعلاف أساسية للماشية".

 

مبيدات غير معتمدة

وقال عيسى السعيد مزارع بقرية بني هلال التابعة لمركز المراغة أن "لجان المكافحة والمتابعة لم تتمكن من الوصول إلى كل المزارعين، إضافة إلى غياب دور المرشدين الزراعيين بالجمعيات الزراعية، مما تسبب في زيادة انتشار هذه الآفة".

وأضاف السعيد في تصريحات صحفية أن "بعض المزارعين لجأوا إلى استخدام مبيدات رش غير معتمدة ومصنعة تحت بير السلم، مما أثر على إنتاجية المحصول، مطالبا بضرورة توفير فرق إرشاد بكل المناطق، ووصول المعلومة الصحيحة لكل المزارعين حفاظا على الإنتاجية المعهودة من المحاصيل بل وزيادتها، قبل المواسم الزراعية لتوعية المزارعين بالممارسات الصحيحة".

 

الأجزاء الخضراء

حول هذه الأزمة قال الدكتور حسن ضاحي وكيل معهد بحوث وقاية النباتات سابقا إن "دودة الحشد حشرة موجودة من قديم الزمن وهي تنتشر في المناطق الاستوائية، وقد تتسبب أضرارها في تساقط الأوراق وتأكل الأجزاء الخضراء مشيرا إلى أنها دخلت إلى مصر عام 2019".

وأضاف ضاحي في تصريحات صحفية أن "دودة الحشد الخريفية، تضع ما يقرب من 200 بيضة بعد تزاوج الذكر والأنثى، وباعتبار أن هذه الدودة حشرة خصبة تقوم بالفقس في فترة لا تتجاوز الـ 3 أيام لتكون يرقات تتغذى على الأخضر في فترة انتشارها، لافتا إلى أن الأبحاث العالمية أكدت أن لهذه الدودة أكثر من 100 عائل تتغذى عليه في الكثير من دول العالم التي تعاني من خطر انتشارها، إلا أن في مصر لم تحصر الحملات المعنية انتشارها إلا على محصول الذرة الشامية فقط".

وأشار إلى أن "زحف الدودة توقف خلال السنوات الماضية على 3 محافظات فقط، هي أسوان والأقصر وقنا، إلى أن وصلت مؤخرا إلى سوهاج".

 

التغيرات المناخية

وأكد الدكتور محمد عبد ربه، وكيل المعمل المركزي للمناخ أن "انتشار دودة الحشد الخريفية هو أحد أخطر التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في مصر خاصة بالنسبة لمحصول الذرة، موضحا أنها تتطلب جهدا مضاعفا لمواجهة هذا الخطر وإنقاذ المحاصيل من آثارها، وكذلك إنقاذ المزارعين من الخسائر".

وقال عبد ربه في تصريحات صحفية أن "التغيرات المناخية التي يشهدها العالم الفترة الأخيرة كانت سببا في انتشار آفات وأمراض وحشرات كثيرة أضرت بالقطاع الزراعي وعلى رأسها الجراد ودودة الحشد وغيرها من الأمراض الأخرى، وقد تزيد نسبة انتشار هذه الحشرة في المناطق الجنوبية بالقارة السمراء، بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، حيث تتكاثر بشكل أسرع في فصل الصيف".

وأشار إلى أن "الأزمة ليست في انتشار الدودة فقط، بل في عدم اعتياد المزارعين على التعامل مع مثل هذا النوع من هذه الأخطار التي تصيب زراعاتهم".