“رويترز”: لجنة برلمانية إيطالية تتهم أمن الانقلاب بقتل ريجيني

- ‎فيعربي ودولي

اتهمت لجنة برلمانية إيطالية أجهزة أمن الانقلاب بخطف وتعذيب وقتل الطالب جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016.

ريجيني، طالب الدراسات العليا في جامعة كامبريدج البريطانية، اختفى في القاهرة في يناير من ذلك العام، وعُثر على جثته بعد أسبوع تقريبا، وأظهر فحص أُجري له بعد الوفاة أنه تعرض للتعذيب قبل وفاته.

وقالت اللجنة في تقريرها إن "المسؤولية تقع مباشرة على عاتق الأجهزة الأمنية في جمهورية مصر العربية، وخاصة مع المسؤولين في جهاز الأمن القومي".

ونفت داخلية الانقلاب والمسؤولون المصريون مرارا أي تورط لهم في اختفاء ريجيني وقتله، ولم يرد المشتبه بهم الذين يواجهون محاكمة غيابية في محكمة إيطالية، على الاتهامات علنا.

وقد بدأت إيطاليا محاكمة أربعة من كبار مسؤولي أمن الانقلاب على خلفية اشتباهها بدورهم في القضية، إلا أن الإجراءات علقت في أكتوبر، بسبب مخاوف من أن الرجال قد لا يعرفون أنهم قد اتهموا.

ويعنى هذا القرار أن القضية ستعود الآن إلى المحكمة الأولية التي يجب أن تقرر ما إذا كانت ستبذل جهدا جديدا، لتحديد مكان المسؤولين الأربعة وتسليمهم أوامر المحكمة.

واتهم الادعاء الإيطالي مصر برفض الكشف عن أماكن تواجد الرجال وبتقويض التحقيق معهم.

وجاء في تقرير اللجنة البرلمانية أن وقف المحاكمات إجراء محض، ولا يمس بأي شكل من الأشكال الاستنتاجات التي يتوصل إليها المدعون العامون، والتي تشاطرها هذه اللجنة تماما".

ويقول المدعون الإيطاليون إن "اللواء مجدي الشريف من جهاز المخابرات المصرية واللواء طارق صابر رئيس جهاز أمن الدولة السابق والعقيد هشام حلمي ورئيس التحقيق السابق في القاهرة آسر كمال، كانوا مسؤولين عن الخطف المشدد لريجيني، كما أُتهم شريف بالتآمر لارتكاب جريمة قتل مشددة".

وقالت اللجنة «حان الوقت لتذكير مصر بمسؤولياتها كدولة، وهي مسؤوليات واضحة ومهمة للغاية فيما يتعلق بمصير جوليو ريجيني وتتجاوز المسؤوليات الجنائية المهمة لوكلائها».

 

فيسبوك فضح كذب الانقلاب

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تيقرير لها إن "رسائل فيسبوك التي كتبها الطالب في جامعة كامبريدج جوليو ريجيني في الأسابيع التي سبقت مقتله تمثل تكذيبا لأي فكرة تروج لها الدوائر الأمنية المصرية أنه كان جاسوسا أو محرضا سياسيا، وحتى قبل مغادرته إنجلترا، كان ريجيني قلقا بشأن المخاطر التي قد يواجهها في القيام بأطروحته حول النقابات العمالية في مصر، وهو موضوع حساس في البلاد، لكن الشاب البالغ من العمر 28 عاما اعتقد أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو ترحيله قبل أن يتمكن من إنهاء أبحاثه".

وبدلا من ذلك، اختطف من الشارع وعُذب وأُلقيت جثته شبه العارية على جانب الطريق في عملية قتل وحشية، من المقرر أن يحاكم بسببها أربعة من مسؤولي الأمن المصريين في إيطاليا في أكتوبر المقبل 2021م.

وكتب قبل مغادرته إلى القاهرة في رسائل تبادلها صديقه مع صحيفة الجارديان أن "مصر في حالة صعبة في الوقت الراهن". "لقد عادت الديكتاتورية، وحتى وقت قريب لم يكن واضحا مدى وحشية الأمر، يبدو أنه استقرالآن ، هذا الوضع غير مستقر للغاية".

 

الإخفاء حدث يومي

وتعتبر حالات الإخفاء القسري حدثا يوميا في عهد الديكتاتور عبد الفتاح السيسي، وفي العام الماضي، أبلغت لجنة حقوق الإنسان في البلاد عن 2723 حالة إخفاء قسري في السنوات الخمس الماضية، تعرض بعضها للتعذيب وأطلق عليه الرصاص.

ريجيني غير عادي لأنه كان أجنبيا، وهو طالب دكتوراة إيطالي في كلية جيرتون، انتقل إلى القاهرة في سبتمبر 2015 للعمل على أطروحة دراسات تنموية حول النقابات المستقلة، لقد كان موضوعا حساسا في بلد شهد ارتفاعا كبيرا في تمثيل العمال خلال الربيع العربي، الذي صعد بالرئيس محمد مرسي، إلى السلطة في عام 2012م. وبعد اثني عشر شهرا، انقلب الجنرال عبدالفتاح السيسي على الرئيس مرسي، في عودة إلى الحكم العسكري.

وقرر ريجيني، الذي درس اللغة العربية والسياسة في جامعة ليدز، البحث في أطروحته في القاهرة من سبتمبر 2015 إلى مارس 2016، مع استراحة لمدة أسبوعين في المنزل مع عائلته لعيد الميلاد في فيوميسيلو، شمال شرق إيطاليا، وفي أكتوبر بعد شهر من وصوله، وصف النقابات بأنها "القوة الوحيدة المتبقية في المجتمع المدني".

وركز على الباعة المتجولين، الذين كان عددهم حوالي 6 ملايين، الذين أنشأوا نقابة لمكافحة حملات القمع الحكومية، وقال ريجيني إن "الوضع في القاهرة محبط، لكنه ليس هوسيا مثل عام 2013" وأضاف "لا يبدو أن الأمر سيمر 30 عاما أخرى" في إشارة إلى طول فترة حكم قائد الجيش السابق حسني مبارك.

لكن الأمور اتخذت منعطفا مقلقا عندما رصد ريجيني، في اجتماع لنشطاء نقابيين، شابة محجبة تلتقط صورته على هاتفها، مما جعله يخشى أن يكون تحت المراقبة، كما كان يغضب من الباعة الذين يزعجونه للحصول على هواتف محمولة ورئيس نقابتهم طلب منه المال من أجل الفواتير الطبية العائلية، وعندما قال الطالب إنه "ا يستطيع المساعدة أبلغ محمد عبد الله الشرطة عنه، وادعى فيما بعد أنه يعتقد أنه جاسوس".

 

https://www.reuters.com/world/italian-parliamentary-panel-accuses-egyptian-security-regeni-murder-2021-12-01/