صحفيون اعتبروا فوزه رسالة مهمة.. “البلشي” نقيبا للصحفيين بعيدا عن تراب “الميري”

- ‎فيتقارير

اعتبر صحفيون أن فوز الصحفي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين بعد تغلبه على المرشح الحكومي خالد ميري، كان درسا قاسيا لقنه الصحفيون للنظام السياسي رغم محاولات التلاعب بالأصوات، فضلا عن أنه دليل على أنه ما زال هناك نور في آخر النفق لتغيير رغم الانقلاب والمنتمين لدائرته التي تتناقص شيئا فشيئا. وإن كانت التوقعات تشير إلى رصيد عملي لمرشح المعارضة الذي حاز أصوات الصحفيين لجهوده في ملف الحريات بشكل خاص، مقابل مرشح "الميري" الذي رفض الصحفيون أن يتمرمغوا في ترابه.

وفي ظل مناخ القهر والعبث كان طبيعيا أن تكون الهتافات العارمة في نقابة الصحفيين دعما لنقيب الصحفيين الجديد خالد البلشي "قول متخفش نقيبنا هو البلشي"..
وكتب المحلل السياسي محمد جمال عرفة، عبر حسابه على فيسبوك ساخرا "إن فاتك "الميري" .. أتمرغ في "البلشي".. فوز زمليلنا الصحفي خالد البلشي (معارض) بمنصب نقيب الصحفيين بعدد أصوات 2443 صوت مقابل 2211 صوت لمنافسه الصحفي خالد ميري رئيس تحرير الأخبار ..مبروك.. ".

ونشر صورة لأحد الصحفيين صور نفسه بقلم أهداه له خالد ميري يختار خالد البلشي في بطاقة اقتراعه وعلق: "الصورة دي مفارقة انتشرت بين الصحفيين .. صحفي أخذ قلم هدية من حملة ترشيح ميري لكنه اختار البلشي!.. أظنها مفاجأة كبيرة سيكون لها ما بعدها خاصة لو فاز معارضون أو مستقلون أيضا في انتخابات مقاعد مجلس النقابة".

وأوضح في منشور سابق أن "انتخابات نقابة الصحفيين (وغالبية النقابات والأندية الرياضية) تكاد تكون هي أهم وأكثرها حرية لذا تشهد حضورا كبيرا .. لكن مشكلة انتخابات الصحفيين خصوصا أن كل مرة يتم حشرنا في خيمة ومبني لا يكفي أكثر 5 آلاف شخص في وقت واحد".

 

من هنا نبدأ!

واختار الكاتب الصحفي الصحفي أنور الهواري عبر Anwar El Hawary عنوانا مثيرا للتدوينة التي كتبها تعليقا على نتيجة الانتخابات "من هنا نبدأ"..

واستطرد: "أهم حاجة طلعت بيها من انتخابات الصحفيين النهاردة ، احنا مش بالسوء اللي بتحاول دعاية النظام الحاكم تصويره، ولا بالضعف اللي بعضنا يتوهمه ، احنا رغم كل الظروف ناس متحضرين مثقفين ، عندنا قدرة على التواصل رغم دواعي القطيعة ،  وعندنا قدرة على التسامح رغم سنوات من الاستقطاب ،  وعندنا استعداد للتصالح رغم الحزازات والمرارات ، نقدر نتعاون ونتلاقى ونتفاهم ونصنع سعادة مشتركة ، نقدر نوقف حالة التشرزم والاستقطاب والانقسام اللي هي مصلحة مستفيد منها النظام في إحكام قبضة الديكتاتورية فوق رقاب الجميع".

وأضاف الكاتب الصحفي أيمن الصياد: "إذن فقد فعلها الصحفيون.. البلشي نقيبًا.. الرسالة والدلالة أهم من الخبر ذاته".

https://www.facebook.com/AymanAlSayyad.Page/videos/1363054094515681

وأوضح قبل يوم الانتخابات في رسالة لجموع الصحفيين أن "المسألة ليست في أن تختار هذه القائمة أو تلك، أو هذا المرشح أو ذاك. فكل المرشحين زملاء. . ولكن أرجو أن يسمح لي الناخبين (الزملاء) أن أذكرهم بأن هذه «مهنة في خطر»، وأن الخطر الأول الذي يهددها واقعيًا بالانقراض، هو غياب الحريات، والذي من شأنه أن يؤثر بالضرورة على الممارسة «المهنية»، ومن ثم على أرقام توزيع الصحف، إذا انفض عنها القراء بحثًا عن أخبار وتقارير أكثر «مصداقية».

وخلص إلى أنه "باختصار: حفاظًا على المهنة؛ «الصحافة»، وصالح العاملين فيها «الصحفيين» اجعلوا من الدفاع عن (حرية الصحافة) المعيار الأول للاختيار، ملمحا إلى أن "المدافعون عن حرية الصحافة، هم واقعيا المدافعون عن «المهنة»، وهم بالتالي الأولى بالاختيار".

أما الكاتب الصحفي سليم عزوز فساق عدة تغريدات سريعة كانت مثل رسائل فكتب "مع خلاص احترامي للجميع، فإن ترشيح السلطة للزميل خالد ميري، مثل استهانة بالصحفيين، واستعلاء من جانبها، وعلى أساس إنها لو رشحت حجرا لوجب على الجميع تقبيله على أنه الحجر الأسود.".

واعتبر عزوز أن فوز خالد البلشي بموقع نقيب الصحفيين يوجب "تحية للجماعة الصحفية".

وعن مكالبة خالد ميري "يعني ايه بعد اعلان اللجنة القضائية فوز خالد البلشي بموقع نقيب الصحفيين.. يحدث مرشح الحكومة أزمة من أجل اعادة الفرز؟!.. لا يريد مرشح السلطة على منصب نقيب الصحفيين الاعتراف بسقوطه باعتبار كل شيء في البلد ماشي بلطجة! مذكرا أن "الفرز الذي يكون أصلاً أمام الجميع.. انتم بتهزروا؟!".
 

وخلص إلى أنه "انتصرت ارادة الصحفيين فاز خالد البلشي مرشح الاستقلال النقابي وسقط مرشح السلطة . رسالة لا تخطيء العين دلالتها".

 

كلمة السر.. الوعي

الصحفي بالأهرام سعيد شلش وعبر هاشتاج #شلشيات فقال: "يوم من أجمل الأيام قضيته في انتخابات نقابة الصحفيين. التقيت مع أعز الصديقات والأصدقاء منهم من لم ألتقي به منذ أكثر من ربع قرن بسبب عملي في الخارج ولهذا فإن سعادتي كبيرة".

وأضاف "اليوم عشت مع ذكريات الجمعيات العمومية للنقابة في عصرها الذهبي عندما كان لدينا نقابة حقيقية ومؤسسات حقيقية وشخصيات قيادية وجمعية عمومية تملك الوعي والخبرة والمهنية.جمعية عمومية كانت تختار اليساري واليميني والإسلامي والناصري والحكومي وهذا التنوع هو ماكان يعطي للجمعية العمومية القوة لأنها كانت بالفعل صاحبة قرارها وكلمة السر كانت"الوعي".

برنامج حريات وحقوق
وفي برنامج وضع خالد البلشي من أولوياته "المطالبة بالإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين كمطلب رئيسي، ووقف الحبس الاحتياطي في اتهامات النشر بعد ان تزايدات أعداد المحبوسين خلال السنوات الماضية، وتعظيم الجهود التي تكللت بالافراج عن عدد منهم.". واضاف إليها "التدخل لتحسين أوضاع المحبوسين وضمان حقهم في الزيارة والعلاج كمطلب دائم".
وأشار إلى عمله على "رفع الحجب عن المواقع المحجوبة والعمل على إزالة القيود على حرية إصدار الصحف وتحرير العمل الصحفي من هيمنة المؤسسات والجهات المختلفة، عبر الفصل الكامل بين الإدارة والتحرير.".

ولفت أيضا إلى عمله على "إعادة تضمين نص منع حبس الصحفيين إحتياطيا في قانون تنظيم الصحافة والإعلام، وتنقية القوانين الأخرى من النصوص التي تفتح بوابات خلفية للحبس الاحتياطي المطول الذي يدفع ثمنه كثير من الصحفيين والمواطنين عبر تهم نشر مطاطة".

ووعد بالعمل على "إصدار قانون منع الحبس في قضايا النشر، والذي تم إعداده سابقا من جانب لجنة الخمسين لاعداد التشريعات الصحفية كأحد القوانين المكملة للدستور، وعدم استخدامه كوسيلة لعقاب الصحفيين والضغط عليهم".

ولأهمية التشريع أكد على أهمية "إصدار قانون لحرية تداول المعلومات كحق للمجتمع قبل أن يكون حقاً للصحفيين"، و"تفعيل ميثاق الشرف الصحفي ضد منتهكيه، ووقف عمليات الاستهداف والتشويه الممنهج للزملاء والمواطنين أصحاب الأراء المختلفة، وإلزام مجلس النقابة بالتحقيق في جميع الشكاوى المقدمة للمجلس السابق بشأن حملات التشويه التي طالت عددا من الصحفيين والسياسيين والمواطنين".