جددت الدكتورة “حنان بدرالدين” زوجة المختفي قسريا المحاسب “خالد محمد حافظ عزالدين” من أبناء بني سويف، منذ أحداث المنصة التي وقعت بمحيط اعتصام رابعة العدوية بتاريخ 27 يوليو 2013 بعد إصابته بطلق ناري ، المطالبة بالكشف عن مصيره المجهول بالتزمن مع ذكرى زواجهما.
وكتبت، عبر حسابها على فيس بوك، “كل سنة وأنت طيب يا خالد، النهاردة ٦-٥ يوم زواجنا كنا دائما في اليوم دا نفرح، عدت كل السنين دي وإحنا مع بعض، دلوقتي عدت سنين أكتر منها وأنت مش هنا، ما بقيتش عارفة أتخيل حاجة ولا سيناريو في الجنون اللي بنعيشه، وعلى قد ما إن هذا مؤلم، على قد ما إنه بيعلمني الأمل وحسن الظن بالله، مع التسليم الكامل لإرادة ربنا”.
وتابعت: “قبل سنين كان عندي سيناريوهات وتخيلات كتير أصبحت زاهدة فيها، تعلمت أن أسمح لنفسي باستقبال الإشارات والبشائر لأتصبر بها على الطريق، وأن أترك التحقيق لتصرفات القدر والتدبير الإلهي، ١١ سنة اقتطعوا من حياتنا ، أعرف أن حُرمة قتل النفس وحرمانها من الحياة عظيمة عند ربنا ، فكيف هي حُرمة حبس النفس عن الحياة وهي حية تتنفس ، هل هو قتل كل يوم أم كل ساعة في غياب مظاهر الحياة، الله وحده يعلم”؟
واختتمت بالدعاء: “اللهم رحمتك أرجو أن تلطف بخالد وبقلبه وعقله وبدنه وروحه وكل من هو مثله يا رب العالمين، وارزقني وإياه لقاء في الفضل والعافية والبركة لا نشقى بعده أبدا، وكل من هو مثلنا يا رب العالمين”.
وتضامنت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” مع مطلب زوجته التي ذكرت في وقت سابق أنها رأته عبر شاشة التليفزيون، وكان مصابا في رأسه بالمستشفى الميداني بميدان رابعة، خلال الاشتباكات بين المعتصمين وقوات الشرطة في شارع النصر ناحية المنصة بمدينة نصر، ثم خرجت به عربة إسعاف خارج محيط الاعتصام للتوجه به إلى مكان غير معلوم .
وكانت معلومات وردت لزوجته تفيد بوجوده في مستشفى سجن طرة عن طريق أحد الأطباء بمستشفى السجن، والذي أكد أنه تعافى من إصابته، ولكن بعد سؤالها هناك لم تتوصل إليه وأنكر مسؤولوا السجن وجوده لديهم.
وقامت زوجته بالبحث عنه في السجون الرسمية ومعسكرات الأمن المركزي، وقامت بعمل تحليل البصمة الوراثية على الجثث المحترقة والتي لم يتم التعرف عليها بعد عملية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، ولم تتطابق مع جثامين القتلى”.
أيضا توصلت زوجته لمعلومات تفيد بوجوده بسجن “العزولي” الحربي، وهو سجن داخل مقر قيادة الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية، ويشتهر هذا السجن باحتجاز المدنيين واستجوابهم على أيدي محققي المخابرات الحربية، وذهبت بالفعل لحضور جلسات بعض الجنود الذين يحاكمون عسكريا بمحكمة الجلاء، وتمكنت من مقابلة بعض الجنود الذين أخبروها بأنهم سمعوا الاسم يتردد على آذانهم، وبعضهم أخبرها بأنه موجود بقسم التحريات بالطابق الثالث من السجن.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=6557636194254901&set=a.913005012051409
ظهور أحمد أسامة بعد 3 سنوات من الإخفاء
إلى ذلك رصدت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” ظهور المواطن أحمد أسامة عثمان محمد إسماعيل، من محافظة الإسماعيلية ، بعد اختفاء قسري دام قرابة 3 سنوات، حيث ظهر في نيابة أمن الانقلاب العليا بتاريخ 6 مايو 2023.
وكان الضحية قد تم اعتقاله في 10 أغسطس 2020 وتعرض للاختفاء طوال تلك المدة التي قضاها بين سجن العازولي والأمن الوطني بالإسماعيلية، وعرض يوم السبت على نيابة أمن الانقلاب بالقاهرة، والتي ووجهت له اتهامات بالانضمام والتمويل وتقرر حبسه على ذمة القضية 185 لسنة 2023 .
https://www.facebook.com/photo?fbid=246596207909992&set=a.179901484579465
جرائم ضد الإنسانية
وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها سلطات الانقلاب في مصر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا”.
يشار إلى أن هذه الجرائم تعد انتهاكا لنص المادة الـ 54 الواردة بالدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الذي وقعته مصر، والتي تنص على أن “لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه”.
كان تقرير “المشهد الحقوقي لعام 2022” الذي أصدره المركز مؤخرا وثق 3153 حالة إخفاء قسري، فيما وصل عدد المخفيين قسريا خلال تسع سنوات إلى 16355 حالة.