“الجارديان”: عائلة الدكتور صلاح سلطان تتهم الولايات المتحدة بخرق تعهدها بالمساعدة

- ‎فيحريات

أخبر الدكتور صلاح سلطان الداعية الإسلامي الشهير عائلته أنه يواجه الموت في الحجز، ما دفعهم إلى اتهام إدارة بايدن بالتخلي عن والدهم، على الرغم من الوعود السابقة بشأن حقوق الإنسان، بحسب ما أفادت صحيفة "الجارديان".

وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن "رسالة تم تهريبها من السجن، قال فيها الدكتور صلاح سلطان، وهو حامل البطاقة الخضراء الأمريكية وباحث في الفقه الإسلامي، إنه شعر كما لو كنت أحدق في عيني الموت وأنا مستلق على الأرض، مشلولا ومحروما من المساعدة والدواء لعدة أيام"، بعد أن انهار في زنزانته في وقت سابق من هذا العام بعد شكاوى من آلام في الصدر، وتقول عائلته إن الرسالة كانت أول اتصال معه منذ عامين ونصف.

وقالت هيومن رايتس ووتش: إن "سلطات السجن المصرية حرمت الرجل البالغ من العمر 62 عاما من العلاج الطبي المناسب، على الرغم من تاريخه من مشاكل في القلب، وحذرت مجموعة من 20 أخصائيا طبيا في وقت سابق من هذا العام من أنه بدون رعاية صحية متخصصة، فإن احتمال فقدان سلطان لحياته مرتفع".

وتقول عائلة صلاح سلطان: إن "إدارة بايدن تتراجع عن وعودها بالمساعدة في إطلاق سراح والدهم".

وقالت العائلة في بيان: "لقد أصبح من الواضح لعائلتنا أن إدارة بايدن مترددة في بذل الجهود اللازمة لتأمين إطلاق سراح والدنا والسجناء الآخرين، عند التعامل مع مصر، تختار إدارة بايدن بنشاط عدم إعطاء الأولوية لحماية سلامة مواطنيها وحرياتهم".

وصلاح سلطان هو عالم دين ونائب وزير سابق في عهد الرئيس محمد مرسي، الذي تم الانقلاب العسكري عليه في عام 2013 اعتقل سلطان في وقت لاحق من ذلك العام، ولا يزال في الحبس الانفرادي في مجمع سجون بدر شمال شرق القاهرة ، وهو واحد من العديد من السجون الجديدة التي شيدت في عهد عبد الفتاح السيسي لسجن المنتقدين والمعارضين.

وأفادت جماعات حقوقية أن سلطات الانقلاب تحرم السجناء بشكل روتيني من الرعاية الطبية، مما يؤدي إلى إلحاق الأذى وفي بعض الحالات بالوفيات التي يمكن تجنبها.

وفي رسالته من السجن، قال صلاح سلطان أيضا: إنه "تخلى عن بعض المعتقدات السابقة التي يعتبرها الآن معادية للسامية، وتأمل عائلته أن يؤدي تغيير وجهات نظر والدهم العلني إلى إزالة أي مخاوف باقية للسياسيين الأمريكيين الذين كانوا مترددين في السابق في الدفاع عن حريته".

وأضافت العائلة  "رسالة والدنا مهمة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، نأمل أن يساعد ذلك الناس على رؤية والدنا على حقيقته:،رجل شرف وشجاع على أبواب الموت ويستحق الخلاص".

ومما يضاعف المشكلة بالنسبة لسلطان تصميم سلطات الانقلاب الواضح على معاقبته على دفاع ابنه، سجن محمد سلطان لمدة عامين إلى جانب والده وأطلق سراحه بعد إضراب طويل عن الطعام في عام 2015، وأصبح منذ ذلك الحين مدافعا بارزا عن حقوق الإنسان.

وفقا لفريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، أخضعت سلطات السجن صلاح سلطان بشكل روتيني لأعمال انتقامية شديدة بسبب عمل ابنه، بما في ذلك كسر فكه.

بعد أن حاول محمد سلطان مقاضاة رئيس وزراء مصري سابق في الولايات المتحدة لدوره في اعتقاله قبل سنوات، احتجز خمسة من أبناء عمومته في مصر لعدة أشهر.

وفي عام 2020، استشهد جو بايدن، المرشح آنذاك، بقضية محمد سلطان وجهود سلطات الانقلاب لمعاقبة عائلته كمثال على القمع العابر للحدود، وغرد قائلا: إن "اعتقال وتعذيب ونفي نشطاء مثل سارة حجازي ومحمد سلطان أو تهديد عائلاتهم أمر غير مقبول، لا مزيد من الشيكات على بياض للديكتاتور المفضل لترامب".

ولكن وعد بايدن بالحد من المساعدات دون شروط لسلطات الانقلاب لم يتحقق بعد، تمنح الولايات المتحدة حكومة السيسي ما معدله 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا.

في العام الماضي، اختارت إدارة بايدن حجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لنظام السيسي بسبب ظروف حقوق الإنسان، لكنها سمحت بمساعدات أخرى بقيمة 75 مليون دولار، على أساس أن حكومة السيسي أفرجت عن ألف سجين سياسي ، متجاهلة أن ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد المعتقلين والآلاف الآخرين قد تم تجديد احتجازهم.

وكتب أحد عشر عضوا في الكونغرس إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق من هذا العام لمطالبة الإدارة بحجب 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية، بينما تواصل مصر الانخراط في القمع العابر للحدود خارج حدودها ضد أفراد أسر وأقارب المعارضين والناشطين".

كما كتب عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ بمن فيهم إليزابيث وارن وتيم كين وبن كاردين إلى بلينكن للمطالبة بحجب 320 مليون دولار من المساعدات، مشيرين إلى احتجاز عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، بما في ذلك اثنان على الأقل من المقيمين الدائمين القانونيين في الولايات المتحدة، في إشارة إلى قضية صلاح سلطان.

وقال محمد سلطان: "كمرشح، استخدم الرئيس بايدن اسمي ومحنة عائلتي للوعد بسياسة عدم الشيكات على بياض لمصر، أشعر بخيبة أمل شديدة لأنهم لا يفون بالوعود التي قطعوها".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لقد شجعنا الحكومة المصرية على ضمان حصول السيد سلطان وجميع المعتقلين على الرعاية الطبية المناسبة".

 

https://www.theguardian.com/world/2023/aug/16/egypt-academic-salah-soltan-biden-detention