في مثل هذه الأحداث في العام الذي حكم فيه الرئيس الشهيد محمد مرسي وقبل انقلاب الجيش والغدر به، قام بوقف الحرب على غزة بمجرد خطاب ألقاه لا يتعدى نصف دقيقة، يومها كان يعلم كما أن إسرائيل تعلم أنه بمفرده لا يقف معه ولا يؤيده لا الجيش ولا الشرطة.
مع إعلان أبوعبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام ، في آخر خطاب بثه الموقع الخاص بـكتائب عز الدين القسام، أن المقاتلين لايزالون يخوضون اشتباكات متواصلة بعد أن أسقطوا فرقة غزة في جيش الاحتلال بالكامل في اليوم الأول، تزايدت معدلات بحث عدد كبير من المتابعين لـطوفان الأقصى حول العالم عن اسم عز الدين القسام.
وكتائب الشهيد عز الدين القسام هي الجناح العسكري الجهادي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، المقاوم بالسلاح والقوة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بهدف تحريرها.
تأسست بذور كتائب القسام في عام 1986م، وذلك قبل الإعلان عن انطلاقة الحركة فعليا باسم حركة حماس، واستمر العمل تحت عناوين مختلفة حتى عام 1992م، حيث أعلن عن اسم كتائب الشهيد عز الدين القسام في أول بيان صدر باسم الكتائب بتاريخ 1-1-1992م.
تهدف كتائب القسام إلى تحرير كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني الذي يغتصبها عنوة منذ عام 1948م، ونيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال، موضحة: نحن جزء من حركة ذات مشروع تحرر وطني، تعمل بكل طاقتها من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكانياته وتحريض وحشد واستنهاض الأمتين العربية والإسلامية في مسيرة الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين.
محمد عز الدين بن عبدالقادرالقسام، الشهير باسم عز الدين القسام، عالم مسلم، وداعية، ومجاهد، وقائد، ولد في بلدة جَبَلة باللاذقية سنة 1883م، وتربى في أسرة متديّنة ومعروفة باهتمامها بالعلوم الشرعية، ثم التحق عز الدين القسام بالجامع الأزهر بالقاهرة سنة 1896م عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، وتخرّج منه سنة 1906م، وعاد إلى بلده جبلة، حيث عمل مدرسا وخطيبا في جامع إبراهيم بن أدهم.
بعد حصول عز الدين القسام على شهادة الأهلية، عاد عز الدين القسام إلى جبلة سنة 1903، حيث خلف والده في كتابه يعلم أصول الكتابة والقراءة وحفظ القرآن وبعض العلوم الحديثة.
في عام 1918، احتل الفرنسيون الساحل السوري في ختام الحرب العالمية الأولى، فثار عز الدين القسام في جماعة من تلاميذه ومريديه، وطارده الفرنسيون، فقصد دمشق إبان الحكم الفيصلي، ثم غادرها بعد استيلاء الفرنسيين عليها سنة 1920م، فأقام في حيفا بفلسطين، وتولى فيها إمامة جامع الاستقلال وخطابته، واستطاع القسام في حيفا تكوين جماعة سرية عُرفت باسم العُصبة القسامية
واختارت حركة المقاومة الإسلامية حماس عز الدين القسام ليكون اسما لجناحها العسكري، وأعلنت كتائب القسام أن هدفها العام هو تحرير كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني الذي يغتصبها عنوة منذ عام 1948م، ونيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال، فهي جزء من حركة ذات مشروع تحرر وطني، تعمل بكل طاقتها من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكانياته، وتحريض وحشد واستنهاض الأمتين العربية والإسلامية في مسيرة الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين.
كان لاستشهاد عز الدين القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م، وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك،
وكان لاستشهاد عز الدين القسام البطولي أثر عميق في فلسطين كلها، وسرعان ما أصبح رمزًا للتضحية والفداء، وهكذا ألقت ثورة القسام ظلا كبيرا على المسرح السياسي الفلسطيني، وأصبحت كل محاولة لإقامة تقارب بين الفلسطينيين والسلطات الحكومية مكتوبا عليها الفشل، وبعد أقل من شهر من اصطدام الجيش بالقسام أصبحت دائرة التحقيقيات الجنائية تعرب عن قلقها من تطور الأحداث، وعمَّ الحقد على الحكومة قرى فلسطين كلها، وأصبح الرأي العام ينظر إلى القسام وأتباعه نظرة تقدير بالغ ويعتبرهم أبطالًا وشهداء،وقد ثبت أن عُصبة القساميين كانت لها القيادة والتوجيه والتنظيم في شمال فلسطين.
وفى عام سنة 1937، وعندما تجددت الثورة ولها دور بارز ورئيس في قيادة منطقة لواء نابلس وتنظيمها، حيث كانت هاتان المنطقتان أشدَّ مناطق الثورة قوة وعملا ونشاطا.
وقال المؤلف «رودلف بيترز»، صاحب كتاب «الجهاد في الإسلام قديما وحديثا»: «لقد تشكلت في أثناء الثورة الكبرى بفلسطين جماعات كثيرة، شنت حرب عصابات، ونجحت في شل الحكومة المدنية، وأخضعت مناطق واسعة من البلاد لسيطرتها، وإن كثيرا منها كان يقودها أتباع الشيخ عز الدين القسام، وكانت تتصور النضال بمفهوم ديني بحت، إذ كانت تطلق على نضالها اسم الجهاد، وقد شابهت في عملها منظمات الجهاد المبكرة مثل السنوسية في ليبيا والمهدية في السودان والمحمدية في الهند»، وذكر أن تنظيم القسام أثر تأثيرا كبيرا في الثورة الكبرى في فلسطين (1936-1939م).