بسبب حرب الإبادة الصهيونية… قطاع غزة يواجه كوارث صحية وبيئية غير مسبوقة

- ‎فيتقارير

 

 

مع حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الاحتلال الصهيونى منذ السابع من أكتوبر الماضى يواجه قطاع غزة كوارث صحية وبيئية غير مسبوقة تهدد بمزيد من الضحايا الفلسطينيين فى الوقت الذى لا يقوم فيه الحكام العرب الخونة بأى دور سواء لإنقاذ أهالى غزة من حرب الإبادة الصهيونية ولا حتى من الأمراض أو من الجوع الذى يحاصر أكثر من مليونى فلسطيني بسبب منع وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح إلى أهالى القطاع . 

المؤكد أن هؤلاء الحكام الخونة يتعمدون قتل الفلسطينيين بكل الوسائل بالحصار والتجويع ومنع وصول المساعدات حتى ينالوا رضا الصهاينة والأمريكان وهذا ما يهمهم لأنه يضمن لهم البقاء على كراسى الحكم .

 

مخاطر صحية

 

من جانبها أعلنت بلدية غزة، عن قيام الاحتلال الصهيونى بتدمير نحو 40 بئرًا للمياه وتسعة خزانات للمياه بأحجام مختلفة، بشكل كلي وجزئي و42 ألف متر طولي من شبكات المياه بأقطار مختلفة منذ بدء العدوان وحرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين بالقطاع منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي .

وقالت البلدية عبر فيسبوك: إن الآبار، التي دمرها الاحتلال الصهيونى، شملت آبارا محلية وآبارا مركزية؛ منها آبار الصفا في شمال شرق المدينة والتي تغذي المدينة بنحو 20 في المائة من احتياجاتها اليومية، بالإضافة إلى آبار في مختلف مناطق المدينة .

وأشارت إلى أن الاحتلال دمر نحو 42 ألف متر طولي من شبكات المياه بأقطار مختلفة في مناطق المدينة وكذلك 480 محبسًا بأحجام مختلفة في المناطق التي توغل فيها، ودمر البنية التحتية ومختلف المنشآت المدنية.

وأكدت بلدية غزة أن المدينة أصبحت تعانى، من عجز شبه تام في عدد الآليات المتاحة لها، بعدما دمّر الاحتلال نحو 90 آلية من مختلف الأحجام وتشمل آليات لجمع وترحيل النفايات وآليات لمعالجة الصرف الصحي، وآليات ثقيلة للنقل وورشة صيانة، وجرافات، وسيارات خاصة بالأعمال الإدارية ولجنة الطوارئ، وآليات خزان نقل مياه الشرب.

وقالت إن الاحتلال الصهيوني تعمد منذ بدء العدوان تدمير واستهداف المنشآت المدنية والخدماتية في المدينة، حيث استهدف عشرات آلاف من منازل المواطنين، وآبار المياه، ومحطات الصرف الصحي، والطرق، والمنشآت والمحلات التجارية، والمرافق العامة، وتجريف نحو 55 ألف شجرة في الشوارع والمزارع.

وناشدت بلدية غزة المؤسسات والمنظمات الدولية التدخل العاجل لتوفير الآليات والوقود للاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية للمواطنين والإسراع في التعاون مع البلدية لإعادة إعمار المرافق الخدماتية التي دمرها الاحتلال.

 

تهديدات بيئية

 

وحذر ديفيد ر. بويد، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة من أن العمليات العسكرية الصهيونية في غزة لها عواقب وخيمة على المناخ والبيئة، بما في ذلك تلوث الهواء والماء والتربة، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث السام واسع النطاق والدائم، وتفاقم أزمة المناخ هي بعض من الدمار الهائل الذي تسببه الحرب.

وقال إن ساحة المعركة تعد واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم موضحا أن قطاع غزة عبارة عن أرض ضيقة تقع بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط، وتعادل مساحتها مدينة لاس فيجاس تقريبًا، لكن عدد سكانها يبلغ 2.2 مليون نسمة. 

وأكد بويد أن غزة تواجه مشاكل بيئية منذ سنوات، حيث لا يتمكن السكان من الحصول على الطاقة أو الصرف الصحي أو المياه النظيفة أو الهواء موضحا أن استمرار سقوط القنابل على القطاع، أدى إلى إتلاف المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، وأصبحت البيئة – والأثر الدائم لتدميرها على السكان – ضحية أخرى من ضحايا الحرب التي لم يتم الحديث عنها كثيرًا.

وكشف أن هناك مستويات عالية بشكل خطير من الجسيمات في الهواء لافتا الى أن الجسيمات الدقيقة تتكون من غبار صغير ودخان وسائل وتسبب وتفاقم مجموعة من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية .

 

الفسفور الأبيض

 

وأشار بويد إلى منظمة هيومن رايتس ووتش كشفت عن استخدام الاحتلال ذخائر الفسفور الأبيض في غزة وجنوب لبنان موضحا أن الفوسفور الأبيض قابل للاشتعال ويشتعل عند تعرضه للأكسجين وينفجر منتجًا لهبًا أصفر ودخانًا أبيض تستخدمه الجيوش لإخفاء تحركات القوات أثناء المعركة وبمجرد تعرض الإنسان للفسفور الأبيض، يمكن أن يدخل في غيبوبة أو يموت.

وأضاف : إذا لم يكن هذا سيئًا بما فيه الكفاية، فإن المادة الكيميائية أيضًا ضارة جدًا بالبيئة إذ تشير الدراسات إلى أن الفوسفور الأبيض يمكن أن يلوث الأنهار والأسماك التي تعيش فيها موضحا أن هناك بروتوكولًا دوليًا يحظر استخدام الأسلحة الحارقة، مثل الفسفور الأبيض، ضد الأهداف العسكرية الواقعة في المناطق المدنية إلا أن الاحتلال الصهيونى لم يوقع على هذا البروتوكول وليس ملزما به.

وشدد بويد على أن الحرب الصهيونية تجعل من المستحيل تمامًا على الناس التمتع بحقوقهم الإنسانية، وتؤدي إلى تفاقم كل جانب من جوانب الأزمة البيئية الكوكبية موضحا أن السلام يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق مستقبل عادل ومستدام .

 

أزمة المياه

 

كما يعاني سكان غزة من أزمة مياه حادة منذ سنوات. خاصة مع الكثافة السكانية الكبيرة ..حول هذه الأزمة قال بيتر جليك، زميل معهد باسيفيك، وهو مركز أبحاث عالمي للمياه في كاليفورنيا: لقد كان للصراع آثار خطيرة مباشرة وغير مباشرة على وضع المياه في غزة .

وأوضح جليك أن إمدادات المياه في قطاع غزة تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الخارجية. ويحصل الفلسطينيون على مياههم عبر خطوط الأنابيب القادمة من إسرائيل ومحطات تحلية المياه وآبار المياه الجوفية.

وأكد أنه منذ بدء الهجمات في أكتوبر الماضى، تضررت موارد المياه المحدودة بالفعل أو انقطعت في غزة إما عمدًا أو لأنها لا تستطيع العمل بدون طاقة، لافتا الى أن هناك مشكلة رئيسية أخرى هي إدارة مياه الصرف الصحي خاصة أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي في غزة ومعظم محطات ضخ مياه الصرف الصحي أصبحت الآن معطلة عن العمل.

وأشار جليك إلى أنه عندما يكون هناك نقص في معالجة مياه الصرف الصحي ويتم تصريفها في البحر، فإن العواقب البيئية طويلة المدى يمكن أن تكون مدمرة، موضحا أن التأثيرات غير المباشرة تشمل تزايد خطر الإصابة بالأمراض والأمراض المرتبطة بالمياه وتلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية الخطرة .

وأضاف : لهذا السبب، تحظر القوانين الإنسانية الدولية وقوانين الحرب الهجمات على شبكات المياه المدنية وتطلب حماية السكان المدنيين لكن الاحتلال الصهيونى لم يلتزم بتلك القوانين .

 

بصمة كربونية

 

حول التهديدات البيئية والمناخية فى غزة قال كريم الجندي، زميل تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث بريطاني في مجال الاستدامة ان الحرب الصهيونية لها انبعاثاتها الكربونية الخاصة التي لا يستهان بها .

وأوضح الجندي فى تصريحات صحفية أن الأضرار التي تلحق بالكربون المتجسد في المباني والبنية التحتية لها أيضًا بصمة كربونية، حيث سيلزم بناء بدائل، الأمر الذي من شأنه أن يطلق المزيد من الانبعاثات .

وأشار إلى أن نظام الطاقة الشمسية الموجود على الأسطح في غزة، والذي يوفر بعض الطاقة للمنطقة، تعرض للأضرار بسبب القصف وبالنسبة لبيئة غزة الهشة فإن الصراع يزيد من تفاقم المشكلة.