هدد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بسلطة الانقلاب فى مصر ، في تصريح، الأربعاء الماضى ، بإمكانية اتخاذ الجانب المصري قراراً بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وذلك رداً على تقارير وجهت الاتهامات للقاهرة بإفشال مفاوضات غزة من خلال “تغيير شروط صفقة وقف إطلاق النار”.
وألقت التصريحات الرسمية المصرية، ظلالاً حول مستقبل الوساطة في مفاوضات غزة التي تقوم بها مصر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال. وفي سياق التعليق على التهديد المصري بالانسحاب من الوساطة، قال أستاذ القانون الدولي العام أيمن سلامة إنه “إذا شعر الوسيط بأنه لم يعد بإمكانه البقاء محايداً بسبب تطورات النزاع، أو الإجراءات التي يتخذها أحد الطرفين، فقد ينسحب لتجنب تعريض العملية للخطر”وفقا للعربى الجديد.
وأشار سلامة إلى أن الوساطة الدولية “تعد إحدى أهم أدوات التسوية الدبلوماسية (غير الإلزامية) للنزاعات الدولية وغير الدولية، حيث لا يفرض الوسيط حلاً للنزاع، ولكن يقترح الحل على الطرفين المتنازعين، وتكون الكلمة الفصل لكليهما، إذ أنه ليس ثمة مُوجَب دولي على أطراف النزاع بقبول وساطة الوسيط الدولي، سوى رغبة المتنازعين في تسوية النزاع ومنع تَفاقمه”. وشدد على أن “مواقف الوسيط والأطراف المتحاربة، تتأثر بالأوضاع الميدانية العسكرية”.
جس نبض مصري لاستئناف مفاوضات التهدئة في غزة
بدوره، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، إن “إسرائيل عوّدتنا على الكذب، فهي تتهم مصر بأنها أغلقت معبر رفح ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك لأن هناك ضغوطاً دولية عليها من أجل إدخال المساعدات”. وحول مستقبل الوساطة في مفاوضات غزة قال الأشعل: “مهما كانت الشروط والتنازلات التي تقدمها المقاومة، فلن يوافق (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو على وقف إطلاق النار إطلاقاً، لا سيما أنه يضحّي بالرهائن، خصوصاً وأنه لا يعلم من منهم حياً ومن منهم ميتاً حتى الآن”.
مستقبل الوساطة مرهون بالتطورات العسكرية
من جهته، رأى المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير حسين هريدي، أن مستقبل الوساطة المصرية مرهون بتطورات العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية. وقال، “لنرَ متى ستنتهي العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، ومتى سيُرفع العلم الفلسطيني بدلاً من الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح”.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، الدكتور مخيمر أبو سعدة، إنه “في نهاية المطاف وبصورة حتمية لا بد من العودة إلى المفاوضات، فلا يوجد صراع في الدنيا يبقى مفتوحاً، فأطراف الصراع تعود وتجلس إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل، وهذا ما يجري في حرب غزة، على الرغم مما يحدث من اتهامات وما يجري مع الوسطاء من جهة ومن أطراف النزاع من جهة أخرى”.
وأضاف أبو سعدة: “في نهاية المطاف لا بد من الجلوس إلى طاولة المفاوضات مرة تلو الأخرى إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق. لكن في الفترة الأخيرة، كانت هناك اتهامات للجانب المصري من قبل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بأنها أجرت تغييراً على مسودة الاتفاق، وأعطت نسخة لحماس غير تلك التي عرضتها على إسرائيل، وهذا ما أدى إلى فشل مفاوضات غزة لكن ما يجري حالياً هو محاولة جديدة من قبل الوسطاء، وخاصة من قبل جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي في زيارته الأخيرة للمنطقة، للوصول إلى اتفاق “.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، ، إن “كل المحاولات من إغراءات وضغوطات أميركية في إقناع نتنياهو قد فشلت، ويتضح أنه يخوض مغامرة انتحارية وحربا مفتوحة، ليس على غزة فقط وإنما على الإقليم”، مضيفاً أن “التطورات الجارية خصوصاً في المحكمة الجنائية الدولية، والاعترافات بالدولة الفلسطينية، تزيده عناداً، لذا لا أظن أن هناك فرصة لصفقة تبادل” أسرى.