في ضوء #الاستعراض_الدوري_الشامل لملف مصر لحقوق الإنسان أمام الأمم المتحدة استعرض ناشطون ملفات عن سجن وادي النطرون الذي حفر واحد من أكبر الأسماء سوءًا في سجون المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الـ11 الأخيرة، وعبر @JHR_NGO أشارت المنظمة أنه يقع السجن الثاني لوادي النطرون في الكيلومتر 97 من الطريق الصحراوي على الطريق الشمالي الغربي لمدينة السادات، ويتكون من سبعة عنابر وأنه تحديدًا يقع على أطراف منخفض وادي النطرون ومداخل مدينة السادات من الجهة الجنوبية الغربية على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
وأضافت أن السجن الأول يقع عند المدخل الصناعي لمدينة السادات على الكيلومتر 94 بالطريق الصحراوي، وفيه ثلاثة عنابر ومجموع الزنازين فيه 54 زنزانة.
https://x.com/JHR_NGO/status/1882367683729244195
وعبر هاشتاج #مصر_خلف_الاسوار أشار حساب الناشط الحقوقي @noahghoneim أن انتهاكات متكررة داخل سجن وادي النطرون 430 بحق السجناء تحت إشراف رئيس المباحث الضابط مؤمن عويس، حيث تلقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان استغاثة عاجلة من أسرة أحدهم بعد ضرب وتعذيب وتجريد من الملابس وهو ما تكرر خلال 2024 مرات بحق الضابط نفسه.
وأوضحت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أنها تلقت عدة شكاوى مماثلة من أهالي سجناء آخرين داخل سجن وادي النطرون 430، تحمل جميعها اتهامات متطابقة لرئيس المباحث مؤمن عويس ومعاونيه بممارسة انتهاكات جسيمة بحق المحتجزين.
وقال عبد الغني ناجي @AbdelghaniEln “بلاغ لكل الحقوقيين وكل إنسان عنده ضمير وإنسانية: مؤمن عويس، رئيس مباحث سجن وادي النطرون، بيقوم بأبشع أنواع التعذيب ضد المساجين، وبيجبرهم على خلع ملابسهم في عز البرد القارس. الانتهاكات دي مش بس ضد القانون، لكنها ضد أبسط حقوق الإنسان. لازم نتحرك كلنا لإيقاف الجرائم دي ومحاسبة المجرمين اللي بيمارسوا التعذيب بدون أي رحمة. صمتنا معناه مشاركة في الجريمة. انشروا الكلام ده علشان نوصل صوت المظلومين لكل الجهات الحقوقية والمحاكم الدولية”.
https://x.com/AbdelghaniEln/status/1880686805671932388
وفي سجن وادي النطرون، يقبع المصور وخريج المعهد العالي للسينما كريم حمدي، بتهمة “الإنضمام لجماعة محظورة”!
ويمر كريم بسجنه بحالة صحية ونفسية صعبة جدًا، بسبب شروط مصلحة السجون الصعبة في الزيارة، حيث تزوره كل 4 شهور فقط.
تعذيب وإهانة المعتقلين
وفي أقل من أسبوع خلال نوفمبر الماضي، رصدت منظمة حقوقية حالات جديدة لرئيس مباحث سجن وادي النطرون في تعذيب وإهانة المعتقلين فضلا عن تهديدهم.
وحصلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن تفاصيل عن تعذيب وتهديدات وإهانات خطيرة تعرض لها المعتقل السياسي حسام عبد الرازق من معاون رئيس مباحث وادي النطرون تأهيل 2 الضابط محمد عمارة.
وأشارت الشبكة إلى أن المعتقل حسام عبدالرازق أطلق صرخة استغاثة من زنزانته الانفرادية، لمعاناة المستمرة لأكثر من عام من الحبس الانفرادي منذ 26 فبراير 2023، حيث حرمانه من العلاج والدواء المستحق، وسط تدهور مستمر في حالته الصحية.
وأكدت التقرير الحقوقي أن الانتهاكات التي يمارسها الضابط محمد عمارة ليست الأولى من نوعها، حيث تعرض حسام لضرب وإهانة متواصلة، حتى أثناء زيارات أسرته، التي كانت شاهدة على هذا الذل المستمر والحرمان من أبسط حقوق الإنسان. وتتضمن هذه الانتهاكات منع العلاج والرعاية الطبية التي هوفي أمس الحاجة إليها، وسط تهديدات متكررة بالتصعيد في انتهاك حقوقه.
وقال عمارة لحسام: أعلى ما في خيلك أنت ومراتك اعمله… أنت مالكش لازمة، ولا حد هيسأل عليك، أنت زي أي كلب، ولما تموت هنقول عنده حالة نفسية، هنعمل له إيه؟.
وأضاف أن هذه الكلمات كانت جزءاً من التهديدات التي وجهها رئيس مباحث سجن وادي النطرون إلى المعتقل السياسي حسام عبد الرازق عبد السلام خليل، 45 عامًا، والمعتقل منذ 18 فبراير 2015 والمحكوم عليه بالسجن 15 عاما فى التظاهر امام قسم شرطة العجوزة فى القضية المعروفة اعلاميا بأحداث السودان.
ووثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في السنوات الماضية، استغاثات من أسرة المعتقل تطالب بإنقاذه من التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها داخل السجن.
ولفتت إلى أنه في فبراير 2023، تعرض حسام للضرب من قبل رئيس مباحث السجن آنذاك، الضابط عمرو هشام، الذي مزق ملابسه وهدده بتركه للموت، كما حرمانه من العلاج والدواء اللازم، منذ ذلك الحين، حبسه في غرفة التأديب، حيث لا يزال محتجزاً حتى اليوم.
وأوضحت الشبكة الحقوقية أن إدارة السجن لم تكتفِ بالتجاهل المتعمد لحالته الصحية، بل منعت عنه أبسط حقوقه الأساسية.
وحمّلت (الشبكة المصرية لحقوق الإنسان) الجهات المذكورة المسؤولية الكاملة عن حياة وأمن وسلامة المعتقل السياسي حسام عبد الرزاق، وتؤكد أن هذه الجهات تتحمل المسؤولية الإنسانية والدستورية والقانونية عن عدم حماية المعتقل السياسي. كما أن صمتهم على الإجراءات القمعية التي تمارسها سلطات سجن وادي النطرون (تأهيل 2) بحقه يعد مشاركة ضمنية في تلك الانتهاكات، وهي مسؤولية لا تسقط بالتقادم.
وطالبت الشبكة المصرية بسرعة توفير العلاج اللازم للمعتقل، وتقديم الخدمات الصحية والطبية العاجلة له، ووقف كافة الانتهاكات التي يتعرض لها هو وأسرته.
تقرير حقوقي 2
وفي 4 أكتوبر الجاري قالت مؤسسة جوار لحقوق الإنسان إن وتيرة التعذيب تصاعدت وتوالت الانتهاكات بحقّ السجين سيد أبو الحمد أبوزيد يحيى 46 عامًا، داخل سجن وادي النطرون (تأهيل 8)، حيث يمارِس رئيس مباحث السجن مؤمن عويس ومعاونوه عمليات التنكيل والتعذيب بحقه بشكل متواصل.
وأضافت المؤسسة الحقوقية أن سيد أبو الحمد أرسل رسالة استغاثة قال: إلحقوني، أنا هموت، كما أكّدت أسرته بعد زيارتها الأخيرة له تدهور حالته النفسية والجسدية بشكل ملحوظ، حيث بدا مرهقًا وغير مُتزِنٍ، ما جعلهم قلقلين من استخدام إدارة السجن أسلوب التعذيب بالكهرباء الذي يفتك بالأجساد!
ورغم تقديم أسرته العديد من الشكاوى إلى الجهات المختصة بما في ذلك مصلحة السجون والخط الساخن لرئيس الوزراء؛ إلا أن الانتهاكات لا زالت مستمرة، بل أنه قد إجباره على التنازل عن الشكوى الأخيرة، المقدمة في 21 مايو تحت رقم 8034872.
يذكر أن سيد أبو الحمد يقضي فترة محكومية مدّتها 15 عامًا، مضى منها 12 عامًا، كان منهم 4 سنوات في سجن وادي النطرون، الذي تعرّض خلال تواجده فيه للضرب والتعذيب على يد رئيس المباحث ومعاونيه، كما تهديده بتلفيق قضايا جديدة ونقله إلى سجنٍ بعيدٍ عن محل إقامته، هذا إلى جانب حبسه المتكرر في غرف التأديب دون مبرر قانوني.
تصاعَدت وتيرة الانتهاكات والتعذيب النفسي والجسدي لسيد بعد أن حاول الضابط مؤمن عويس الضغط عليه ليعمل كمرشد داخل السجن، لكنه رفض ذلك، فتعرّض لتعذيبٍ شديد أدى إلى كسر في أسنانه الأمامية وأزمات نفسية وبدنية خطيرة نتيجة الضرب المتكرر.