موجة نزوح غير مسبوقة بسبب الهجمات الايرانية..هل يطلب الصهاينة مساعدات من وكالة الاونروا ؟

- ‎فيتقارير

 

 

 

 

يشهد الكيان الصهيونى حالة غير مسبوقة من الدمار والرعب والخوف عقب اندلاع المواجهة العسكرية المفتوحة مع إيران.. تداعيات الهجمات الصاروخية الإيرانية تكشفت بقوة في العمق الصهيوني، حيث بدا واضحًا أن الجبهة الداخلية لم تكن مستعدة لحرب بهذا الحجم.

تعاني مدن الاحتلال الكبرى إلى جانب الخسائر البشرية والمادية،  لا سيما في الوسط، من فوضى في الإيواء، وعجز في البنية التحتية للطوارئ، وتوتر نفسي غير مسبوق في صفوف المدنيين.

وشهدت مدن الوسط ، وعلى رأسها تل أبيب، بات يام، رامات غان وغوش دان، موجة نزوح داخلية غير مسبوقة، بعد سقوط صواريخ إيرانية على مبانٍ سكنية شاهقة.

العديد من السكان اضطروا إلى الفرار بشكل عاجل دون التمكن من أخذ أي متعلقات شخصية، تحت وقع المفاجأة والخوف من انهيار المباني وهو ما يثير التساؤل هل اصبح الصهاينة فى حاجة إلى خدمات وكالة الاونروا والمنظمات الإغاثية الدولية والمساعدات الإنسانية التى تعمد الاحتلال الصهوتي حرمان أهالى قطاع غزة منها ؟

 

رعب وهلوسة

 

فى هذا السياق وثّقت تقارير إعلامية صهيونية شهادات لنازحين وصفوا التجربة بأنها "سريالية"، قائلين إنهم عاشوا لحظات من الهلوسة والرعب، فيما تحوّلت الأحياء الآمنة إلى مشاهد دمار تذكّر ببدايات حرب شاملة.

وقال العقيد ميكي، قائد منطقة تل أبيب في الجبهة الداخلية، ان صاروخًا يحمل رأسًا حربيًا ضخمًا أصاب طابقين في أحد الأبراج السكنية، وتسبّب بأضرار كارثية واحتجاز عشرات المدنيين تحت الأنقاض.

 

الملاجئ

 

المشهد في مدينة "بات يام" بدا قاتمًا، أكثر من 60 مبنى تضررت بشكل مباشر، رئيس بلديتها تسفيكا بروت شبّه حجم الدمار بما شهده العالم بعد استهداف برجي التجارة في نيويورك عام 2001، مضيفًا أن عشرات العائلات أصبحت بلا مأوى.

سكان الطوابق السفلية في مدن عدة أعربوا عن معاناتهم مع ضعف تغطية الإنذارات، وغياب شبكات الاتصال والإنترنت، مما عرّضهم لخطر مباشر.

كما واجه كثيرون صعوبة في الوصول إلى ملاجئ عامة بسبب عدم وجودها في الأبنية القديمة، أو إغلاقها من قبل سكانها الأصليين، ما خلق حالة من الفوضى والإحباط.

 

خان يونس

 

على خلفية مشاهد الدمار التي وثقتها وسائل الإعلام الصهيونية، قال أحد الصهاينة إن ما أراه هنا يُذكرني بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لأن الدمار هائل، وأشعر كأنني في فيلم رعب.

واعترفت قيادة الجبهة الداخلية الصهيونية أن 40% من سكان تل أبيب لا يتمتعون بأي نوع من الحماية الأساسية.

وقالت ان بعض السكان اضطروا للاحتماء في مواقف سيارات تحت الأرض، رغم منعهم من الدخول من قبل الحراس.

في مدينة "بات يام"، تسبّب سقوط صاروخ باليستي في مقتل ستة مدنيين وإصابة أكثر من 200، بينما تواصل فرق الطوارئ جهودها للعثور على مفقودين تحت الأنقاض.

 

نزوح غزة

 

في مفارقة لافتة، باتت مشاهد النزوح والتشريد التي طالما ارتبطت بغزة واقعًا داخل الأراضى المحتلة. بعض السكان تحدّثوا عن تجربة لا تُنسى، فيما وصف أحدهم المشهد بأنه يذكّره بمدينة خانيونس الجنوبية في قطاع غزة، نظرًا لحجم الدمار.

وقال رئيس بلدية رامات غان، كارميل شاما هكوهين، إن المدينة لم تشهد مثل هذا الدمار منذ حرب الخليج عام 1991، مشيرًا إلى أن العودة إلى المنازل قد تستغرق وقتًا طويلًا، نظرًا لحجم الأضرار في البنى التحتية.

 

حالة الطوارئ

 

مع هذه الكوارث التى حلت بالصهاينة ، قررت حكومة الاحتلال تمديد حالة الطوارئ المُعلنة منذ أكتوبر 2023، وإغلاق المدارس والمؤسسات العامة، وتحويل الدراسة إلى التعليم عن بُعد، وتأجيل الامتحانات.

كما تم تقليص حركة القطارات، وإيقاف الخط الأحمر للقطار الخفيف في تل أبيب، وتحويل بعض المحطات إلى ملاجئ مؤقتة.

وأعلن وزير التعليم الصهيونى يوآف كيش تعليق التعليم الحضوري بالكامل، في حين دخلت المحاكم في حالة طوارئ، باستثناء القضايا العاجلة.

 

عالقون في الخارج

 

أزمة إضافية تتمثل في تقطّع السبل بأكثر من 100 ألف صهيونى في الخارج، ووفقًا لسلطة الطيران المدني، فإن عودتهم قد تستغرق أسابيع.

وقالت وزيرة النقل الصهيونية ميري ريغيف ان غالبية الطائرات الصهيونية تم تحويلها إلى دول مجاورة لتفادي استهدافها، وأن المجال الجوي سيبقى مغلقًا حتى إشعار آخر.

 

تقص المواد الغذائية

 

كما عكست مشاهد الشوارع والأسواق حالة التوتر التي يعيشها الصهاينة فى الأراضى المحتلة .. المحلات مغلقة، الشواطئ خالية، والأسواق تشهد طوابير طويلة لتخزين المواد الغذائية والمياه تحسّبًا لتصعيد جديد.

فى هذا السياق اعترفت وزارة الاقتصاد بحكومة الاحتلال أن هناك نقص فعلي في بعض المواد الأساسية، لا سيما المياه والبيض ومنتجات الألبان.

وفي الجانب النفسي، كشفت منظمة "ناتال" المختصة بالدعم النفسي أن نسبة طلبات المساعدة ارتفعت بـ500% بعد الهجوم الإيراني، مع تسجيل حالات هلع وقلق مزمن، لاسيما بين من يعيشون بمفردهم أو في مناطق غير محمية.