أعاد مقربون من الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة في فترة سابقة، طرح رؤى سبق أن انتقدت على مدار السنوات الاثنتي عشر الماضية من أن ما حدث في 3 يوليو 2013 كان انقلابًا عسكريًا قطع تجربة ديمقراطية ناشئة قبل أن تنضج، وبالتالي لا يمكن الحكم على فشلها أو سقوطها. هذا فضلا عن توقيت الطرح الذي يشير إلى أخاديد إدارية واقتصادية وسياسية في ظل حكم العسكر لا يلتفت لها ويسمح لهم في إطار النقد بالتبعة للتمويل الذي يمنح المنقلب لقب "رئيس" في مادة المواقع والفضائيات كمثال قريب دون التطرق لسياساتها المتغيرة خلال 12 عاما!
اللافت أن م. مراد علي الذي طرح الفكرة طرحها عبر منصة إعلامية كانت تنطلق من الدوحة والآن من لندن وينسب تمويلها بحسب منصات على السوشيال والشبكة إلى ترديد نفس ما سبق ان ردده في مارس 2022 رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم @hamadjjalthani
ورغم تقديره من إدارة البوابة إلا أنه يُعاد ما سبق "أنه تابع حوارا جرى في قطر بين الأمريكان والإخوان أيام حكم مرسي، وخرج بانطباع خلاصته أن الإخوان "مساكين" يصلحون لإدارة دكان وليس دولة".
وزاد سهما " بجعبته" فقال "الرئيس محمد مرسي كان صادقًا ومخلصًا، لكنه لم يكن ذكياً ولا يصلح للحكم في مصر".
إلا أنه استدرك مادحا في النظام القائم فقال "ابن جاسم" أيضا: "حال مصر الآن جيد، ووضعها الاقتصادي جيد، ولديها نظام وحكومة مدنية"؟!
وتصريح "الدكان" يُستخدم أحيانًا في الإعلام المصري للإشارة إلى ضعف الكفاءة، والمقابلة الصحفية كانت مع "القبس" الكويتية.
https://x.com/Ragab/status/1499694538272747521
لفتة واحدة نبه لها "المجلس الثوري المصري" في 19 سبتمبر الماضي بالإشارة إلى وقفة رئيس "الدكان" عندما قال: "لن نترك غزة وحدها"، "لبيك يا #سوريا ". وأشار @ERC_egy إلى أنه "هكذا انتفض الرئيس الشهيد #محمد_مرسي ابن جماعة الإخوان (التي وصفها الشيخ حمد بن جاسم – رئيس وزراء قطر السابق – أنها كانت تصلح لإدارة دكان وليس لإدارة دولة)، وبلا حرب ولا قمة، فكيف تظنون يا أصحاب الجلالة والفخامة موقفه رحمه الله عندما تقصف #قطر؟ هل يشك أحد أن محمد مرسي كان بلا ذرة شك، سيفعل القوة العربية المشتركة في ذات اللحظة التي يتم فيها أي اعتداء على سيادة #قطر، ولن يتحجج بأن الظروف غير مناسبة كما فعلت 75 دولة إسلامية، منها 22 دولة عربية، كلها للأسف عجزت عن تقديم دعم حقيقي وحماية لقطر والعدو يقصف أرضها بلا رادع".
https://x.com/ERC_egy/status/1969035453866144135
سيف عبدالفتاح
ومن الرموز التي رأت عكس ما ذكره م. مراد علي (يتحرك بشكل يبدو مستقلا) المقيم بالدوحة والضيف شبه الدائم على برامج قناة "الجزيرة" الصباحية د. سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية الذي يرى أن ما جرى في 2013 هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان، لا يمكن اعتباره نتيجة لفشل سياسي. ويؤكد أن المؤسسات العميقة في الدولة لم تسمح للتجربة أن تنمو، بل حوصرت منذ اليوم الأول.
وتنبأ بحدوث الانقلاب حيث يقول إنه حذّر مبكرًا من انقلاب قادم، ويصف ما حدث بأنه "إجهاض للثورة وليس فشلًا للإخوان". وكشف "عبد الفتاح" كيف تم الانقلاب على الرئيس ويشرح كيف تم التخطيط للانقلاب من داخل مؤسسات الدولة، ويؤكد أن مرسي كان محاصرًا سياسيًا وإعلاميًا.
ويعتبر ما جرى في 3 يوليو 2013 انقلابًا عسكريًا مكتملًا ضد الشرعية الديمقراطية، وليس سقوطًا ذاتيًا للإخوان.
https://www.youtube.com/watch?v=ZBQWYkN0N4U
https://www.youtube.com/watch?v=y_te1iDFsVg
https://www.facebook.com/ikhwanonlineEg/videos/24481664671437631/
https://www.youtube.com/watch?v=lRFTdK3QoZk
https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=14092013&id=807ebefb-ac2d-4d48-826f-9af6359c9654
ويصف ما حدث بأنه "انقلاب غاشم" و"استئصال سياسي واجتماعي"، مؤكدًا أن النظام الجديد يسعى إلى شيطنة الإخوان والتيار الإسلامي بالكامل.
ويعتبر أن المحاكمات التي تلت الانقلاب كانت انتقامية وانتقائية، وليست جزءًا من عدالة انتقالية حقيقية. وكتب في الشروق أن المشهد الانقلابي يعيش حالة "إفلاس فكري وسياسي"، وأنه يعتمد على القمع بدلًا من الحوار.
وشارك في تحرير كتاب بعنوان "الكتاب الأسود للانقلاب العسكري في مصر"، الذي وثّق جرائم الانقلاب من يوليو 2013 حتى مارس 2018، واعتبره محاولة لتوثيق الحقيقة أمام الشعب والعالم.
وأشار إلى أن الانقلاب لم يكن فقط على الإخوان، بل على الثورة المصرية نفسها، وعلى كل من شارك في الحراك الديمقراطي.
وأشار إلى أخطاء داخلية، لكنه لم يعتبرها سببًا رئيسيًا للسقوط. ومن ذلك؛ ضعف الخطاب السياسي للإخوان وسوء إدارة التحالفات مع القوى الثورية، خاصة بعد أحداث محمد محمود والاعتماد المفرط على الشرعية الانتخابية دون بناء قاعدة شعبية واسعة.
ودعا إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدًا، لكن بشرط أن تكون قائمة على العدالة والاعتراف بالانقلاب كجريمة سياسية.
ويعتبر المراقبون د.سيف عبد الفتاح من أبرز الأصوات الأكاديمية التي رفضت الانقلاب العسكري، واعتبرت ما جرى انقلابًا على الديمقراطية والثورة، لا نتيجة لأخطاء الإخوان وحدهم. ورغم انتقاده لبعض تكتيكاتهم، فإنه ظل منحازًا للشرعية الدستورية.
الدكتور محمد الجوادي
واعتبر د. الجوادي ما حدث للإخوان المسلمين في مصر عام 2013 انقلابًا عسكريًا مكتمل الأركان، وليس سقوطًا ذاتيًا أو فشلًا داخليًا. وكان من أبرز المثقفين الذين انحازوا للثورة المصرية في 2011، رغم كونه سابقًا من رموز النخبة المرتبطة بنظام مبارك.
وبعد انقلاب 3 يوليو 2013، أعلن موقفًا واضحًا ورافضًا لما وصفه بـ"الانقلاب العسكري الدموي"، واعتبر أن ما جرى هو انقلاب على الديمقراطية وعلى إرادة الشعب التي جاءت بالإخوان عبر صناديق الاقتراع.
وفي محاضرة له بفرانكفورت، وصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري ضد الشرعية، وأكد أن تداعياته ستكون كارثية على مصر والمنطقة. وفي مؤتمر بميلانو، قال: "الانقلاب ساقط لا محالة، والقتلة إلى جحيم التاريخ"، مؤكدًا أن ما جرى ليس نتيجة أخطاء الإخوان بل نتيجة تآمر داخلي وخارجي على الثورة.
لم يُنكر "الجوادي" وجود أخطاء سياسية وتكتيكية لدى الإخوان، لكنه اعتبرها ثانوية مقارنة بحجم المؤامرة والانقلاب العسكري المدعوم إقليميًا ودوليًا.
ومن الأخطاء التكتيكية
رأى د. محمد الجوادي أن الإخوان لهم أخطاء تكتيكية مثل؛ الخطاب التصالحي المفرط: حاولوا استرضاء الجميع، بما في ذلك خصومهم الأيديولوجيون، ما جعلهم يظهرون بمظهر الضعف. إضافة إلى سوء إدارة التحالفات: لم يُحسنوا بناء تحالفات سياسية قوية خارج التيار الإسلامي، ما جعلهم معزولين في لحظة الانقلاب.
وأشار إلى اعتمادهم على رموز غير مؤهلة إعلاميًا: بعض المتحدثين باسم الجماعة أو الرئاسة لم يكونوا قادرين على مخاطبة الرأي العام بذكاء، ما ساهم في تشويه الصورة.
ويستدرك أنها أخطاء طبيعية في تجربة ديمقراطية ناشئة، وأن الانقلاب كان مخططًا مسبقًا بغض النظر عن أداء الإخوان.
وحتى آخر أنفاسه قبل رحيله ودفنه في الدوحة، كان د.الجوادي من دعاة التمسك بالشرعية الثورية والدستورية، ورفض أي مصالحة مع من وصفهم بـ"الانقلابيين"، معتبرًا أن المصالحة تعني شرعنة الانقلاب.
https://www.youtube.com/watch?v=VJIMcc–Lng
https://www.youtube.com/watch?v=VKIbQCmBGF0
https://www.youtube.com/watch?v=DCzRLcOLa4Y
https://www.youtube.com/watch?v=_pD0lD_uujQ
أما الأخطاء السياسية التي عدها الجوادي للإخوان فكانت: "الاعتماد المفرط على الشرعية الانتخابية" حيث اعتبر الجوادي أن الإخوان وثقوا أكثر من اللازم في أن فوزهم بالانتخابات يمنحهم حصانة سياسية، دون أن يدركوا أن الدولة العميقة لا تعترف إلا بشرعية القوة.
و"عدم تفكيك الدولة العميقة " حيث لم يتخذوا خطوات جادة لتفكيك شبكات النفوذ داخل القضاء، الإعلام، والجيش، ما جعلهم عرضة للانقلاب.
و"التردد في اتخاذ قرارات حاسمة" مثل تأجيل تطهير مؤسسات الدولة أو التباطؤ في مواجهة الفلول، وهو ما أضعف هيبة السلطة المنتخبة.
د.عمرو دراج وزير سابق
وأكد الدكتور عمرو دراج الوزير السابق (التخطيط) مرارًا أن ما حدث في 3 يوليو 2013 كان انقلابًا على الثورة ومسار التحول الديمقراطي، وليس فقط على جماعة الإخوان المسلمين. وقد عبّر عن هذا الموقف في عدة لقاءات ومؤتمرات دولية، مشددًا على أن الإخوان لم يُمنحوا فرصة حقيقية للحكم بسبب مقاومة مؤسسات الدولة العميقة.
ويرى دراج أن الرئيس محمد مرسي واجه منذ اليوم الأول مؤسسات غير متعاونة، أبرزها القضاء، الإعلام، والجيش، التي كانت تعمل على إفشاله. وفي أكثر من مناسبة، قال إن السلطة المنتخبة لم تكن تملك أدوات الحكم الحقيقية، بل كانت محاصرة إداريًا وأمنيًا.
اعتبر أن الانقلاب لم يكن على الإخوان كتنظيم، بل على التحول الديمقراطي الذي بدأ في 2011، بهدف إعادة إنتاج النظام القديم.
وشارك في تحرير تقارير لمنظمة التحالف الوطني لدعم الشرعية، وثّق فيها الانتهاكات التي تلت الانقلاب، واعتبرها جزءًا من مشروع استئصال الثورة.
وناقش فيه تفاصيل ما واجهته الحكومة المنتخبة من عراقيل إدارية وأمنية.
https://www.youtube.com/watch?v=UuZcKZzYk5w
وفي مؤتمر بواشنطن عام 2014، قال: "الانقلاب العسكري في مصر لم يستهدف الإخوان فقط، بل استهدف كل من آمن بالثورة والديمقراطية."
https://www.youtube.com/watch?v=ZgGvXJv1z9g
في لقاء مع قناة TRT التركية، أشار إلى أن الدولة العميقة كانت تخطط للانقلاب منذ فوز مرسي، وأن الإخوان لم يُمنحوا الوقت أو الأدوات لتطبيق برامجهم.
وشرح فيها كيف أن الانقلاب كان مدعومًا إقليميًا ودوليًا، وأنه لم يكن رد فعل على فشل الإخوان، بل خطة مسبقة.
https://www.youtube.com/watch?v=3Xv7gJZkTgE
ورغم أن نتائج البحث لم تُظهر فيديوهات مباشرة الآن، إلا أن هناك عدة لقاءات منشورة سابقًا يمكن الرجوع إليها:
مداخلة د. عمرو دراج في مؤتمر "الانقلاب على الديمقراطية في مصر" – واشنطن 2014 تناول فيها كيف تم تقويض تجربة الحكم المدني منذ بدايتها.
يحيى حامد – وزير الاستثمار الأسبق
وكتب مقالات في صحف دولية مثل Foreign Policy وThe Guardian، يؤكد فيها أن الانقلاب العسكري هو المسئول عن انهيار التجربة الديمقراطية، مشيرا إلى أن البيئة السياسية كانت معادية، والإعلام لعب دورًا تحريضيًا ممنهجًا.
وفي برنامج "بلا حدود" كشف يحيى حامد وتفاصيل الأيام الأخيرة من حكم الرئيس مرسي وروى تفاصيل الساعات الأخيرة قبل الانقلاب، مؤكدًا أن الرئيس مرسي كان يتعرض لضغوط هائلة من المؤسسة العسكرية، وأنه لم يُمنح فرصة حقيقية للحكم.
وفي تفاصيل اللحظات الأخيرة من داخل القصر الجمهوري قبل انقلاب كشف كيف تم عزل مرسي دون أي مسار دستوري، ويصف ما حدث بأنه "انقلاب مكتمل الأركان".
وأوضح لماذا نجح الانقلاب ضد محمد مرسي؟ وهل كان الانقلاب حتميا؟، يناقش الأسباب الخارجية والداخلية التي ساهمت في نجاح الانقلاب، ويرفض تحميل الجماعة وحدها مسئولية ما جرى.
ويؤكد يحيى حامد وزير الاستثمار المصري الأسبق أن التجربة الديمقراطية كانت مهددة منذ بدايتها، وأن القوى الإقليمية والدولة العميقة تآمرت لإسقاطها.
https://www.youtube.com/watch?v=I_5tkOABzGE
https://www.youtube.com/watch?v=S4RecxtGbII
https://www.youtube.com/watch?v=wRjiUKr350s
ويربط البعض بين التمويل الإعلامي في المنطقة غالبًا ما يكون غير شفاف، فيغير 180 درجة مسار الفضائيات والمواقع وهو ما ينتبه أو يجب أبناء الحركة ومحبيهم ويصعب التحقق منه دون وثائق رسمية أو اعترافات موثقة.
ورأى الدكتور مراد علي يرى أن "سقوط" الإخوان من حكم مصر كان نتيجة أخطاء داخلية في الفهم السياسي والإداري، وليس فقط بسبب المؤامرات الخارجية أو الانقلاب العسكري. وقد عبّر عن ذلك في لقاء مطوّل عبر بودكاست "الرحلة" على منصة عربي21.
ومن أبرز العبارات التي وظفها "الإخلاص وحده لا يكفي" و"غياب الرؤية الاستراتيجية" و"الاندفاع نحو السلطة" و"أخطاء إعلامية وتنظيمية" و"ضعف رسائل اعتصام رابعة".
وكان م. مراد علي مسئولًا عن الإعلام في حزب الحرية والعدالة ويرى أن التجربة كانت مليئة بالدروس، ويؤكد احترامه لقيادات الجماعة المعتقلين، ويرى أن التمكين دون استعداد كان خطأً فادحًا."! بحسب الفيديو.
