اعتبر مراقبون ودوريات أمريكية أن حفل شام (ابنة ماهر الأسد) في دبي رسالة بأن عائلة الأسد ما زالت قادرة على الاحتفال والظهور في العلن، بدعم إماراتي.
ورأوا أن المشهد الحالي يجمع بين الترف والاحتفالات في دبي لعائلة الأسد، والتسريبات التي تكشف ضعفًا وسخرية في خطاب بشار الأسد، والحوارات الإعلامية التي تفضح ارتباك النظام، هذه العناصر معًا ترسم صورة متناقضة: نظام سابق يسعى لإظهار القوة عبر المناسبات الاجتماعية، لكنه في الواقع يواجه تسريبات محرجة، وعزلة سياسية، وتراجع ثقة حتى بين حلفائه.
ترحيب إماراتي مفضوح
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": إنه "بينما تسعى سوريا لإعادة الإعمار، يُبدّد أقارب الأسد الأموال، احتفلت شام الأسد ابنة ماهر بعيد ميلادها على مدى عدة أيام في دبي، حيث تناولت العشاء في مطعم باغاتيل ذي البلاط الذهبي، وتلقت هدايا من هيرميس وشانيل وديور، وفي نوفمبر، دعا الديكتاتور المخلوع أصدقاءه ومسؤولين روس إلى فيلا في الضواحي لإقامة حفل فخم احتفالاً بعيد ميلاد ابنته زين الأسد الثاني والعشرين.
كما ظهرت شام الأسد ابنة ماهر الأسد، وهي تحتفل بعيد ميلادها الثاني والعشرين بإسراف مماثل، أُقيم على ليلتين في منتصف سبتمبر في مطعم فرنسي مغطّى بالبلاط الذهبي يُدعى «باغاتيل» في دبي، ثم على متن يخت خاص.
وأظهر أحد المنشورات من عيد ميلاد شام الأسد، ابنة ماهر، بالونات ذهبية على شكل الرقم 22 محاطة بهدايا في أكياس من علامات فاخرة مثل هيرميس وشانيل وديور.
ووثّق منشور آخر المحتفلين في «باغاتيل» وسط شرارات الشمبانيا، وتظهر لمحة للشابة شام الأسد نفسها وهي تهز زجاجة «كريستال» وسط حشد يهتف، واستمر الحفل في اليوم التالي على متن يخت مضاء باسم «Stealth Yacht»، مع منسّق موسيقى "DJ" وأضواء وامضة، اليخت مجهز بآلات دخان، وعدة حانات، وحوض استحمام ساخن، وتبلغ كلفة استئجاره عدة آلاف من الدولارات لبضع ساعات، إضافة إلى آلاف أخرى لمنسّقي الموسيقى والسقاة والمؤدين.
وأضاف التقرير أن عيد ميلاد شام الأسد في دبي ثروة عائلة الأسد في المنفى، بعد أن تركوا سوريا غارقة في الخراب الاقتصادي.
وعلق الصحفي السوري قتيبة ياسين عبر @k7ybnd99 بأنه "بعد أسابيع فقط من سقوط النظام، عادت زين الأسد إلى دراستها في فرع جامعة السوربون في أبو ظبي، وهي جامعة فرنسية مرموقة، ولم يرحب جميع الطلاب السوريين بعودتها.
ففي مجموعة دردشة، قال أحد الطلاب للشابة زين الأسد: إنها "غير مرحّب بها، وبعد ذلك بوقت قصير أُغلقت مجموعة الدردشة بالكامل، ولم يعد الطالب يُرى في الحرم الجامعي، وقال قريب للطالب إنه خضع للاستجواب من قبل السلطات الإماراتية، ثم غادر الجامعة لاحقاً جزئياً بسبب هذه الحادثة.".
وقالت جامعة السوربون أبو ظبي: إن "فصل الطالب كان مسألة أكاديمية بحتة، وأشارت إلى ثلاث مخالفات، من بينها الغش". وأضافت الجامعة أن التوتر في مجموعة الدردشة مع زين الأسد لا علاقة له بالفصل.
استقبال عائلة الأسد في دبي
استقبال دولة الإمارات لعائلة الرئيس السوري السابق بشار الأسد في أبوظبي ودبي، خطوة تعكس استمرار سياسة أبوظبي في تطبيع العلاقات مع النظام السوري رغم الانتقادات الدولية، ويأتي الاستقبال بسياق مسار بدأ منذ سنوات، حيث أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018، ثم شاركت في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية عام 2023.
ويقرأ استقبال عائلة الأسد كرسالة سياسية مزدوجة منها دعم النظام السوري في مواجهة عزلة غربية، وإبراز الإمارات كوسيط إقليمي قادر على احتضان ملفات معقدة.
ويثير هذا التحرك انتقادات واسعة من أطراف معارضة ترى أن الإمارات تمنح شرعية لنظام متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق شعبه.
قسد تعاود الغدر
وفي شمال شرق سوريا، عادت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتثير الجدل بعد سلسلة من التحركات التي وُصفت بـ"الغدر" بحق شركائها المحليين، حيث تناولت تقارير ميدانية انتهاكات القوات الكردية ضد العشائر العربية في دير الزور والحسكة، بما في ذلك قتل وإطلاق الصلاح الثقيل واعتقالات تعسفية وتضييق على النشاطات المدنية.
وهي ممارسات تأتي في وقت حساس، حيث تحاول قسد تعزيز سيطرتها بدعم أمريكي، لكنها تواجه رفضًا شعبيًا متزايدًا، وتعتبر المعارضة السورية أن قسد تستغل الدعم الدولي لتكريس مشروع انفصالي، بينما تُقدَّم نفسها خارجيًا كقوة "شريكة في مكافحة الإرهاب".
ويعمق التناقض أزمة الثقة بين قسد والمجتمعات المحلية، ويزيد من احتمالات انفجار صراع جديد في مناطق نفوذها.
راشد الشامسي
وعلى الصعيد الحقوقي، يظل ملف المعارض الإماراتي راشد الشامسي حاضرًا، حيث تشير تقارير حقوقية إلى استمرار إخفائه قسريًا منذ أشهر، والشامسي، المعروف بمواقفه المنتقدة لسياسات أبو ظبي، اختفى في ظروف غامضة، ولم تُعلن السلطات عن مكان احتجازه أو التهم الموجهة إليه.
واعتبرت منظمات حقوقية دولية أن هذه الحالة جزء من نمط أوسع من القمع السياسي في الإمارات، حيث يُستهدف المعارضون والنشطاء عبر الاعتقال والإخفاء.
ووضع إخفاء الشامسي سوريا في مواجهة انتقادات متزايدة من منظمات دولية، خاصة مع محاولاتها تقديم نفسها كدولة منفتحة وديمقراطية.
