يرتكب عيال زايد فى الإمارات جرائم ضد الشعوب العربية والإسلامية لصالح الحلف الصهيوأمريكي الذى يسعى إلى خلق حالة من الفوضى وإضعاف الشعوب لتمكين دولة الاحتلال الصهيونى من الهيمنة على المنطقة بالكامل .
ويدفع عيال زايد مليارات الدولارات من أموال البترول لتجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال مع قوات الدعم السريع ضد الجيش السودانى عبر نقلهم من أمريكا الجنوبية إلى الإمارات ثم إلى ليبيا والصومال وتشاد ومنها إلى السودان .
فى هذا السياق كشف تحقيق أجرته وكالة "الصحافة الفرنسية" عن شبكة تمتد من جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية مرورًا بالخليج ووصولًا إلى جبهات دارفور غرب السودان، حيث يقاتل كولومبيون إلى جانب قوات "الدعم السريع" .
وعبر مقابلات مع مرتزقة وسجلات شركات وتحديد مواقع جغرافية لمشاهد في ساحة المعركة، تمكنت وكالة "الصحافة الفرنسية" من الكشف عن دور الكولومبيين في تعزيز صفوف "الدعم السريع" .
وأكدت أن الكولومبيين يتم تجنيدهم عبر تطبيق "واتساب"، ثم ينقلون إلى السودان بعد خضوعهم للتدريب في إحدى البلدان. وثم يتجهون إلى السودان، عبر شرق ليبيا الموالي لعيال زايد، أو عبر قاعدة جوية داخل بوصاصو في الصومال تضم مسئولين عسكريين إماراتيين.
4 آلاف دولار
ورغم اندلاع الحرب في السودان منذ أبريل 2023 وظهور مرتزقة إلى جانب طرفي النزاع غالبيتهم من دول أفريقية، مثل إريتريا وتشاد، فإن هؤلاء لم يقوموا بعمليات معقدة ومتطورة مثل تلك التي يقوم بها الكولومبيون، المعروفون بخبرتهم في حرب المسيرات والمدفعية.
ووفقًا لجندي كولومبي سابق، فقد تلقوا مقابل قيامهم بهذه المهام من 2500 إلى 4 آلاف دولار شهريًا..
مدينة الفاشر
في كولومبيا، تقول أرملة أحد الكولومبيين : لم يعيدوا جثمانه إلى الوطن بعد. قُتل زوجها، وهو جندي سابق يبلغ من العمر 33 سنة، بعد ثلاثة أشهر من وصوله إلى السودان منتصف عام 2024، بينما كانت حملة قوات "الدعم السريع" تعمل لإحكام سيطرتها على إقليم دارفور تشهد تعثرًا.
ورغم ظهور تقارير تفيد بأن هذه القوات تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، فإن معظمهم جنود مشاة مهاراتهم متدنية.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، سيطرت قوات "الدعم" السريع على مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش داخل إقليم دارفور بعد محاصرتها لأكثر من 18 شهرًا، وذلك وسط أدلة على عمليات قتل جماعي واختطاف واغتصاب.
وتظهر مقاطع فيديو وجود كولومبيين في الفاشر وحولها قبل عملية الاستيلاء عليها.
وأكدت إحدى المجموعات المتحالفة مع الجيش السودانى إن نحو 80 كولومبيًا شاركوا في محاصرة المدينة منذ أغسطس الماضي.
مخيم زمزم للنازحين
ضمن أحد المقاطع، يظهر كولومبيون وهم يقودون سيارات عبر أنقاض مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، بينما كانوا يستمعون إلى موسيقى الريجيتون. ويقول رجل بلكنة كولومبية "دمر كل شيء". وقتل أكثر من ألف مدني جراء هجوم شنته قوات "الدعم السريع" على المخيم خلال أبريل الماضي ما أدى إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص، وهو ما وصفه ناجون بـ"مجازر عرقية".
ويظهر الرجل نفسه ضمن بعض الصور مع فتيان يحملون بنادق هجومية، بينما يظهر رفاقه في صور أخرى وهم يعلمون مقاتلًا استخدام قاذفة صواريخ.
وفي صور عرضها أحمد حسين المتحدث باسم القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش، ظهرت جثة الرجل ملطخة بالدماء وأمكن التعرف عليه ووُصف بأنه "قائد" الفصيلة.
وخلال وقت لاحق، قُتل أحمد حسين نفسه جراء هجوم قوات "الدعم السريع" على الفاشر.
تطبيق "واتساب"
فى هذا السياق تلقى كولومبي متخصص في المسيرات العسكرية بعد مرور عام على تقاعده، رسالة عبر تطبيق "واتساب" تقول "هل يوجد محاربون سابقون مهتمون بالحصول على عمل؟ نحن نبحث عن جنود احتياط من أية قوة. التفاصيل عبر رسالة خاصة".
وتلقى الجندي السابق البالغ من العمر 37 سنة عرض عمل من رجل عرف نفسه بأنه عقيد سابق في سلاح الجو، وأخبره بأن الوظيفة في المدينة الخليجية، فقبل.
وفي اتصال لاحق، أخبر الكولومبي المتخصص في المسيرات أن مدينة خليجية ستكون محطة سيخضع فيها لتدريب لأشهر عدة، قبل أن يُنقل إلى أفريقيا للقيام بمهمة استطلاع تكتيكي.
عندها انتابته شكوك، واتصل بصديق يعمل في البلد الخليجي نفسه حذره من احتمال أن ينتهي به المطاف في السودان، فقرر عدم المشاركة، لكن كولومبيين آخرين أغراهم العرض.
خليفة حفتر
ورغم أن معظم رحلات المرتزقة وعقودهم نظمت بسرية، وثق أحدهم ويدعى كريستيان لومبانا رحلاته خلال عام 2024 إلى السودان عبر فرنسا وعاصمة البلد الخليجي، على شبكات التواصل الاجتماعي.
ونشر مقطع فيديو عبر تطبيق "تيك توك" حدد موقعه على أنه في جنوب شرقي ليبيا، وفقًا لمجموعة بيلينجكات BellingCat الاستقصائية.
ويخضع شرق ليبيا لسيطرة خليفة حفتر الذي يحظى بدعم عيال زايد ، ومنذ بدء الحرب في السودان تحولت هذه المنطقة إلى ممر حيوي لإمداد قوات "الدعم السريع" بالأسلحة والوقود والمقاتلين.
بعد أيام من نشر مقطع الفيديو على "تيك توك"، تعرض موكب لومبانا لمكمن في صحراء دارفور. وانتشرت على نطاق واسع لقطات صورها مقاتل منافس تظهر وثائق له وصورًا لعائلته متناثرة على الرمال، ويظهر على جواز سفره ختم دخول إلى ليبيا.
محطة الصومال
في هذا العام، بدأ المرتزقة مرورهم عبر بوصاصو في الصومال، ونقلت "الصحافة الفرنسية" عن مصادر محلية بأن قسمًا تديره الإمارات من قاعدة عسكرية يستقبل مجموعات من الأجانب بزي عسكري ويُنقلون في طائرات شحن.
وتقع بوصاصو داخل ولاية بونتلاند التي تحظى بحكم شبه ذاتي، حيث قامت الإمارات بتدريب وتسليح وتمويل قوة شرطة بونتلاند البحرية منذ عام 2010، وفقًا لخبراء في الأمم المتحدة ومحللين أمنيين.
وكشفت مصادر أمنية أن مسئولين عسكريين من الإمارات يتمركزون داخل منطقة منفصلة من المطار.
وخلال نوفمبر الماضي، نُشرت تقارير عن تسريب ضخم لبيانات من نظام التأشيرة الإلكترونية في الصومال، كشفت عن بيانات شخصية لـ35 ألف شخص على الأقل من بينهم كولومبيين كانوا في طريقهم إلى السودان.
