لهذا يُحاربون الهُويّة الإسلامية.. (المسجد) عنوان معركة السيسي التي لا تتوقف عند منع أولاده منه

- ‎فيتقارير

منذ 2013، جُرِّد المسجد تدريجيًا من أدواره التربوية والاجتماعية، وأُعيدت صياغته كفضاء مُراقَب يخضع لسياسات الدولة، وجاءت تصريحات عديدة لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي يلخص هذه الرؤية من أنه ليس الخطر في السياسة، بل في المسجد حين يُنتج وعيًا خارج أجهزة الدولة، ولهذا يبدو أن إغلاقه للوقت الراهن مسجد رابعة العدوية بعد حرقه له وقتل الشهداء والمصابين داخله، وإغلاقه لفترة طويلة كما في مسجد الفتح واستمرار تحجيم دوره، كان إشارة لهذا “الخطر” حسب نظرة قائد انقلاب عسكري دموي مُطبّع مع الاحتلال في ظل إبادة جماعية حصدت 70 ألفا من رقاب الأطفال والنساء كان استبقها بحرق المساجد وقتل روادها.

 

في ظل الانقلاب وما تلاه، يبدو أنه تقلّصت الحقوق الاجتماعية والسياسية للمسجد بشكل كبير، بينما الكنيسة بقيت محتفظة بمساحة أوسع في المجال العام، سواء عبر أنشطتها الاجتماعية أو حضورها السياسي الرمزي.

وهو ما يعكس أن الدولة ترى المسجد فضاءً قد يُنتج وعيًا جماعيًا خارج سيطرتها، بينما تعتبر الكنيسة مؤسسة يمكن إدماجها في خطاب “الجمهورية الجديدة” دون تهديد مباشر.

وسبق أن هاجم السيسي الهوية الإسلامية وقال :”التخلف قبل 1400 سنة لازم نغيره”.

وقبل عشر سنوات، كان له تصريح يتهم ما أسماها “أفكار دينيه عبر مئات السنين تعادي الدنيا كلها”.

وكان من أثر انحسار المسجد عن دوره، على المجتمع أن تراجع دور المسجد كمنبر أخلاقي وتربوي، وتحويله إلى مؤسسة رسمية محدودة الوظيفة وتعزيز فكرة أن الدولة لا تثق بالمسجد، بل تسعى لتفريغه من دوره التاريخي مع خلق فجوة بين الأجيال الجديدة والمسجد، حيث يُنظر إليه كفضاء مراقَب لا كمدرسة للوعي.

 

حساب @inpic0 يرتاده العديد من ناشطي إكس ونشر قبل أيام فيديو من عام 2017 للسيسي وهو يصرح تصريحًا، لافتًا أثار جدلًا واسعًا في مصر والعالم العربي :”صليت في المساجد 30 عامًا، لكنني لم أسمح لأولادي بالمشاركة فيها” معتبرا أنه “تصريح قصير، لكنه مليء بالدلالات، فالمسجد في الوعي الإسلامي والتاريخي ليس مجرد مكان للصلاة، بل مدرسة، ومنبرًا أخلاقيًا، ومجال تربية عبر قرون.”.

وتساءل “وكأن المشكلة ليست في السياسات أو القمع أو غياب العدالة، بل في المسجد نفسه، وفي اجتماع الناس فيه.”.

وأشار إلى أن رسالة السيسي من تصريحه واضحة: “الدولة لا تثق بالمسجد، ولا تريد جيلًا يتكوّن وعيه خارج أجهزتها. “.

 

واستدرك على تصريحه “المسجد لم يكن يومًا الخطر، والخطر الحقيقي هو حين تُفرَّغ المساجد من دورها”.

https://x.com/inpic0/status/1999428599443558876

ويبدو من تصريح السيسي أن المسجد يُقدَّم هنا ليس كمكان عبادة فقط، بل كمجال يُخشى أن يُنتج وعيًا مستقلًا خارج سيطرة الدولة وأن رسالته الضمنية التي طبقها فعليا أن الخطر ليس في السياسة أو القمع، بل في الاجتماع داخل المسجد نفسه.

وهو ما عبره عنه بعض من وصلهم هاذ المعنى وكتب @egyptionengine2، “أقسم بالله إنه معذور في كلامه، لو علم الناس ماذا كان يفعل الإخوان المسلمين لاصطياد الشباب من المساجد والمدارس وتجنيدهم في الجماعة لمنعوا أولادهم من الجلوس مع أي شخص لا يُعرف فكره ومنهجه..”.

وسأل طارق @rq4182948361877 “إذا كان المسجد يخيف الدولة،  فمن يطمئن الناس إذن؟ وإذا صارت بيوت الله “مهددة للوعي”، فما الذي تبقى من هوية الأمة؟  هذا تصريح لا ينتقد المسجد، بل يفضح طريقة حكم تخشى أن تترك الناس ساعة واحدة بلا رقابة.. المسجد ليس الخطر…

الخطر هو من يظن أنه أخطر من ضوء الوعي.”.

 

https://x.com/rq4182948361877/status/1999443937539592574

وأشار ناشطون إلى أنه عندما هاجم أفكار قبل 1400 سنة لم ينتقد الإخوان المسلمين فقط، بل اتهم نتاج العلماء المسلمين  (إن لم يكن وضع خير القرون ضمن هذا الذي يعتبره التخلف)..

 

 

https://x.com/ARyahoo3/status/1999434078224105855

المسجد بعد 2013

 

وقلص السيسي وحكوماته، دور المسجد ليقتصر على الصلاة فقط، مع فرض خطب موحدة من وزارة الأوقاف، وأُغلقت الزوايا الصغيرة ومنع أي نشاط اجتماعي أو تعليمي غير “مرخّص.” من جهة أمنية لا اجتماعية أو دينية.

ومع فرض خطب موحدة، قلّص مساحة الاجتهاد الفردي للأئمة، وأحكم السيطرة الإداري من خلال تشديد “الأوقاف” بحكومة السيسي على تعيين الأئمة، ومنعت غير المعتمدين من الخطابة.

 

كما حظر على الأئمة غير المعتمدين الخطابة، وأصبح المسجد تحت رقابة أمنية وإدارية مشددة فكانت أي محاولة لتحويل المسجد إلى فضاء للنقاش أو
التعبئة حتى الاجتماعية (لا السياسية) تُعتبر تهديدًا سياسيًا.

الخلاصة أنه المسجد حدث له إعادة تعريف؛ من فضاء عام للتربية والوعي إلى مكان صلاة محكوم بالرقابة.

مقابل ذلك رأى مراقبون أن الكنيسة؛ ظلت تحتفظ بدورها الاجتماعي والسياسي بشكل أوسع، فهي تُمارس أنشطة تعليمية وخيرية ورعوية ويُسمح لها بتنظيم فعاليات اجتماعية وثقافية، وتُعتبر شريكًا في الخطاب الرسمي عن “الوحدة الوطنية”، كما تنظم هذه الفعاليات بحشود شريطة أن يتصدر فيها صور قائد الانقلاب وعلم مصر (واعمل اللي أنت عاوزه) حيث تحظى بقدر من الاستقلالية في إدارة شؤونها الداخلية، مقارنة بالمسجد الذي يخضع مباشرة ليس فق لوزارة الأوقاف بل للأجهزة الأمنية.

حساب @DxUaApXILfr2hos  قال: “زمان كان بيت الله أمان لكل انسان مهما يكون”.

وأشار حساب @CATCH2002YOU إلى أن “الصلاة ليست تمارين تؤديها يومياً، الصلاة مليئة بالتعاليم التي يتنظم حياتك الدينية و الدنيوية، و لو كنت تفقه من صلاتك 30 سنة بالمساجد كما تقول، لما أصبح حال بلدك المتدهور كما هو الآن، و أنت على رأس السلطة و تخاف على أبنائك من المسجد؟ الفساد ضرب كل شيء في مصر حتى رغيف الخبز لم يسلم.”.

وتعجب أحمد @Akarim10915 من تصريحه وتصريح آخر له عن  استغلال المساجد كمدارس وكتب “ده من كام أسبوع طالب بفتح المساجد للولاد والشباب؟”.

 

ووجد أبو محمد @almrysh60509 تفسير لتصريح المنقلب، وهو أن “السيسي كان مخبر وكان يدخل المسجد يجمع معلومات”.

إلا أن حساب @fahmoo2017 رآه قد “صدق فلا يعمر مساجد الله إلا الرجال الانقياء الصادقون أم الكَذَبَةُ المجرمون والفتاة فلم تكن صلاتهم عند البيت إلا مُكاء وتصدية”.

ورأى فادي صالح @fadii38salh أن المنهج السليم “بالنسبة لي هذا المنهج هو المنهج السليم .. وعلى كل مؤمن أن يمشي على هذا المنهج.. وهو أن لا يدع أولاده يشاهدون قنوات mbc وغيرها من القنوات المنحرفة العلمانية الضالة، فكما أن السيسي العلماني يخاف على أولاده أن يسمعوا كلمة يتأثرون منها كذلك على المؤمن السلفي أن يخاف على أولاده”.

وقالت ورد ميادين @WardMedyan : “هذا ما يريده و ما يخطط له .. لكنه لم و لن يفلح مهما فعل .. 55 سنة و نظام البعث العلوي الطائفي الكافر و هو يحاول إضعاف الإسلام و المسلمين في بلاد الشام بالقتل و الاعتقال و التعذيب و التهجير”.

https://x.com/WardMedyan/status/1999447282647990514