أحمدي البنهاوي
قالت صحيفة الأخبار "اللبنانية، المحسوبة على حزب الله الشيعي، والتي باتت مصدرا لأخبار الانقلاب أخيرا- إن غالبية الاستثمارات المدعومة من شخصيات محسوبة على الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، أوقفت بشكل كامل عقب التوقف عن إمداد مصر بالبترول من خلال شركة أرامكو.
ونسبت الأخبار إلى ما زعمت أنه "مصدر دبلوماسي"، أن غالبية الاتفاقات بين مصر والسعودية قد تمت عرقلتها أو تأخير حسمها، باستثناء المشروعات المرتبطة بالأزهر التي تم تنفيذ غالبيتها.
وأضاف "المصدر" أن أسلوب الضغط السعودي لن يغير الموقف المصري، سواء في الأزمة السورية أو اليمنية، وستبقي القاهرة على تواصل مع جميع الأطراف بلا استثناء.
وقالت الأخبار إن "مصادر سياسية مصرية مقربة من السفير السعودي لدى القاهرة أحمد قطان" كشفت، مطلع ديسمبر الجاري، عن أن هناك رفضا سعوديا تاما لأي تحسن في العلاقات تجاه النظام المصري، يقوده ولي ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان.
أسوأ أطوارها
وبحسب المصادر، فإن المملكة اعتبرت أن ما حدث في مسألة جزيرتي تيران وصنافير يعد خداعا متعمدا للملك سلمان بن عبد العزيز، الذي زار القاهرة مطلع أبريل الماضي، ووقع عددا من الاتفاقيات التي كان في مقدمتها تنازل الحكومة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير، في مقابل مساعدات اقتصادية سعودية.
وشملت المساعدات تزويد مصر بمشتقات بترولية، واستثمارات مباشرة، ووديعة في المصرف المركزي لدعم الاحتياطي النقدي، لكن مصر أوقفت تسليم الجزيرتين في أعقاب تظاهرات غاضبة، وتحركات قضائية قام بها معارضون مصريون أسفرت عن حكم قضائي بوقف الاتفاقية.
حلقات الفصام
وكانت أولى حلقات التوتر السعودي المصري التسريبات التي بثتها فضائية مكملين، حين كان السيسي وزيرا للدفاع، فيما عرف لاحقا بتسريبات الرز الخليجي.
ثم ماطلت المملكة العربية السعودية في تنفيذ المقترح المصري لتشكيل قوة عربية مشتركة، وأعلنت بعد فترة عن التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، البديل للمقترح المصري.
وأثار استبعاد البيان الختامي لمؤتمر أهل السنة والجماعة في جروزني الشيشانية، أغسطس الماضي، بحضور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعلي جمعة المفتي السابق، السلفية– التيار السائد في السعودية- واقتصار أهل السنة والجماعة على "الصوفية"، و"الأشعرية"، و"الماتريدية".
ثم كان بطلان اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وعليه أوقفت السعودية توريد شحنات النفط إلى وزارة البترول المصرية دون إشعار مسبق وإلى أجل غير معلوم، بعد التصويت المصري لصالح القرار الروسي بشأن الأزمة في سوريا، في اجتماع مجلس الأمن في أوائل أكتوبر الجاري.
ومن ثم زار أحمد الخطيب، مستشار العاهل السعودي، إثيوبيا ردا على تسليم مصر معدات بحرية لميليشيات الحوثي، واستقبال الرئيس اليمني المخلوع علي صالح.
وأوقفت الحكومة السعودية التعامل بالجنيه المصري؛ نتيجة لعدم استقرار سعره، خاصة بالسوق السوداء، وقفز سعر الريال إلى 4 جنيهات ونصف، وهى خطوة تضر بالعملة المصرية كثيرا، وتفتح الباب على مصراعيه لانهيار جديد هذه المرة أمام سلة العملات العربية، فضلا عن قرار أخير برفع الحكومة السعودية- وفق قرار لمجلس الشورى السعودي– فائدة 6% على التحويلات الأجنبية للخارج، ويعمل مليونا مصري في المملكة التي تعاني حاليا أزمة اقتصادية دفعت الكثير من المؤسسات إلى التخلص من العمالة الزائدة.