موجة العداء للإسلام.. دلالات التوقيت وتداعياتها على المسلمين في الغرب

- ‎فيسوشيال

موجة جديدة من تصعيد العداء ونشر الكراهية ضد الإسلام والمسلمين تشهدها العديد من العواصم الغربية بينما لا تزال المواقف الرسمية تلتزم الصمت تجاه هذه الموجة.

وبعد أيام من تنظيم فعاليات مناهضة للإسلام في السويد والدنمارك والنرويج شملت إحراق نسخ من المصحف الشريف وتدنيسها، عاودت مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة نشر رسوم تسخر من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، التي كانت قد أثارت من قبل موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي قبل سنوات، فيما جاء موقف الرئيس الفرنسي الرافض لانتقاد الرسوم بدعوى حرية التعبير ليصب مزيدا من الزيت على نار الغضب في أوساط الأقليات المسلمة في فرنسا والغرب بشكل عام تزامنا مع تصعيد هذه الموجة.

بدورها انتقدت الخارجية التركية موقف الرئيس الفرنسي، معتبرة حديث ماكرون تعبيرا عن العقلية المريضة التي تسعى إلى تهميش ملايين المسلمين المقيمين بسلام وتضرب الانسجام والوحدة والمواساة بين الشعوب.

وقال المهندس فاضل سليمان، مؤسس ومدير مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام، إن الهجمة الجديدة على الإسلام لها أبعاد سياسية بسبب اقتراب الانتخابات، واستعداد اليمين المتطرف للانتخابات في فرنسا التي تقام بعد عام ونصف، مضيفا أن من يستدعي الخطاب الاستفزازي العنصري هو الذي يربح في الانتخابات.

وأضاف سليمان في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن الصحيفة نشرت رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم عام 2015، كما أعلن برلماني متطرف في هولندا عن حملة لرسم النبي، مضيفا أن من أوقف الحملتين الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على صحيفة شارلي إبدو وتسبب في قتل عدد من الصحفيين.

وأوضح سليمان أن الصحيفة أعلنت بعد أسبوع أنها لن تنشر رسوما مسيئة للنبي مرة أخرى، كما أعلن البرلماني الهولندي وقف حملة لرسم النبي صلى الله عليه وسلم حفاظا على أرواح الجنود الهولنديين في أفغانستان بعد إعلان حركة طالبان عزمها استهداف الجنود الهولنديين. وأشار إلى الرسالة المقصود إرسالها للشباب المسلم هي دفعهم نحو العنف، حتى يفوز اليمين المتطرف في الانتخابات .  

الدكتور على القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رأى أن الهجمة الجديدة على الإسلام تأتي في سياق إثارة الشباب والمجتمع الإسلامي الذي رفض العنف تماما ورفض الدواعش.

وأضاف القرة داغي في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن العالم الإسلامي انشغل بقضية التطبيع الإماراتي الصهيوني، ويريد أعداء الإسلام فتح عدة جبهات لإشغال الأمة فتارة جبهة حول التطبيع الذي يرفضه غالبية الأمة الإسلامية وتارة أخرى جبهة ازدراء الأديان والهجوم على المصطفى صلى الله عيه وسلم.

وأوضح أن الهدف هو أن تدور الأمة في دائرة ما يسمى إدارة الأزمات، مضيفا أن الأمة لديها قضية كبرى هي قضية فلسطين وقضايا النزاع في شرق البحر المتوسط ولبنان، لافتا إلى أن كل هذه الأحداث مترابطة بهدف إشغال الأمة بشتى الوسائل. وأشار إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصدر بيانا لإدانة هذه القضية ومطالبة الأمة الإسلامية ألا تكون رد فعل وإنما تكون فعلا دائما.

الشيخ حسن الكتاني الفقيه والداعية الإسلامي، رأى أن من يقفون وراء هذه الهجمة تيار عالمي يريد سلخ الإنسان من التدين كله، وإبعاده عن الإيمان بالله والارتماء في الشهوات وهذا التيار العالمي لا يجد حجرة كبيرة في وجهه سوى الإسلام لذلك يحاولون تشويه الإسلام وضرب رموزه حتى تسقط قيمته في عيون الناس.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن المفارقة هي أنه بعد أزمة كورونا أحب الأوربيون الإسلام والمسلمين ورأوا أنهم ليسوا أولئك القوم الذين يحاول هذا التيار تشويههم وأنه أول من دافع عن الناس وأول من ضحى ووقفوا مع جيرانهم دون النظر إلى عقائدهم وهو ما جعل الإسلام رقما صعبا في الغرب لدرجة أن رؤساؤهم أمروا بفتح المساجد وإقامة الصلوات.

وأوضح أن عددا من الدول الاسكندنافية انتشرت بها ظاهرة تقبيل المصحف للرد على حملة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، مضيفا أن هذه الحملة جاءت كرد فعل بعد تقبل الناس للإسلام والإقدام عليه.