يواصل نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي قمع الصحافة والتضييق على الصحفيين بالمطاردة وقطع الأرزاق والاعتقال بتهم ملفقة مثل التحريض ضد الدولة ونشر الشائعات والانتماء إلى جماعة إرهابية محظورة.. بجانب ذلك لا يتوقف السيسي عن إغلاق الصحف والفضائيات وحجب المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، ويسعى نظام العسكر إلى منع أى صوت معارض من التعبير عن رأيه أو الوصول إلى الناس، وفى المقابل يفرض صوتا واحدا لا يحيد عن التأييد والتطبيل للسيسي واتهام المعارضين بالتطرف والإرهاب ومحاولة إسقاط الدولة –نظام الانقلاب.
مع هذه الأوضاع المأساوية كان من الطبيعى أن تحتل مصر المركز الـ 166 فى حرية الصحافة من بين 180 دولة بحسب مؤشر حرية الصحافة الذى تصدره منظمة مراسلون بلا حدود.
دول العالم والمنظمات الحقوقية لا تتوقف عن توجيه انتقادات لنظام السيسي ومطالبته بكفالة حرية الصحافة وإطلاق حرية الرأى والتعبير ووقف حملات القمع وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين.
انتقاد أمريكي
تأتى الولايات المتحدة الأمريكية على قمة الدول التى انتقدت انتهاكات السيسي ضد الصحفيين وحقوق الإنسان، انتقد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أوضاع حرية الصحافة وحقوق الإنسان في مصر.
وقالت "مورجان أورتاجوس" المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أعرب وزير الخارجية عن القلق بشأن حرية الصحافة وحقوق الإنسان، والأمريكيين المحتجزين في دولة العسكر.
ألمانيا تحذر
فيما حذرت ألمانيا مما وصفته بالتدهور المتزايد لحرية الصحافة في دولة العسكر. وقالت "ماريا أديباهر"المتحدثة باسم الخارجية الألمانية ان اقتحام مقار الصحف والمواقع الإخبارية واعتقال الصحفيين يمثل من وجهة نظرنا تدهورًا متزايدًا مقلقًا للغاية لحرية الصحافة في دولة العسكر .
وانتقدت "أديباهر" ما يحدث من انتهاكات ضد ممثلي وسائل الإعلام فى دولة العسكر والذى يحدث "دون سبب واضح"، وأكدت أنها عبرت أكثر من مرة عن قلقها بشأن وضع الصحافة فى دولة العسكر إلا ان مسئولى الانقلاب يواصلون انتهاكاتهم دون توقف ودون هدف واضح.
مراسلون بلا حدود
وعلى مستوى المنظمات الحقوقية طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" سلطات العسكر بالإفراج عن جميع الصحفيين المعتقلين، مشدّدة على أن إعلان نظام الانقلاب عن إطلاق سراح 5 صحفيين في الآونة الأخيرة أمر غير كاف.
وقالت المنظمة، في بيان أصدرته في 3 نوفمبر وافق قضاء العسكر على إطلاق سراح الصحفيين: سيد عبد الله ومحمد أوكسجين القابعين في السجن منذ سبتمبر 2019، وهيثم حسن محجوب، المعتقل منذ مايو 2020. كما استعاد صحفيان آخران حريتهما في اليوم نفسه، هما "سامح حنين" و"عوني نافع".
وأرجعت إعلان نظام الانقلاب عن الإفراج عن بعض الصحفيين المعتقلين إلى أنه يأتي بعد أن بعث نحو 50 عضوا في الكونجرس الأمريكي وأكثر من 220 برلمانيا أوروبيا برسالتين إلى السيسي، نهاية أكتوبر الماضي، طالبوا فيها بالإفراج عن معتقلين سياسيين، بينهم صحفيون محكوم عليهم بالإعدام، وذلك مخافة تعريض صحتهم للخطر بسبب وباء كورونا.
العفو الدولية
وقالت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، إن مهنة الصحافة فى عهد السيسي لم يسلم منها المؤيد ولا المعارض، وإنها "باتت جريمة" بسبب تضييق العسكر وقمعهم لها. وكشفت المنظمة فى تقرير لها أن سلطات العسكر على مدى السنوات الماضية، شددت قبضتها على المنافذ الإعلامية، وسحقت المعارضة.
وقال فيليب لوثر مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ان سلطات العسكر أعلنت بوضوح شديد أن أي شخص يتحدى الرواية الرسمية سيعاقب بشدة.
ووثق تقرير العفو الدولية 37 حالة اعتقال لصحفيين ضمن حملة قمع متصاعدة تشنها حكومة الانقلاب على الحريات الصحفية، مشيرا إلى أن سلطات العسكر تتهم الصححفيين المعتقلين باتهامات ملفقة منها "نشر أخبار كاذبة" أو "إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي وسع تعريف الإرهاب ليشمل جميع أنواع المعارضة.
وأشار التقرير إلى أن هذا التحول المأساوى الذي شهدته المنافذ الإعلامية المصرية جاء بعد انقلاب عبدالفتاح السيسي في 3 يوليو 2013، على أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر الشهيد محمد مرسي مؤكدا أن سلطات العسكر تجبر البرامج التلفزيونية والصحف على تبنى موقف حكومة الانقلاب وأن تبتعد عن الانتقادات، وإلا اختفت أو جُرّم العاملون فيها.
وكشف التقرير عن سيطرة شركات تابعة لجهاز المخابرات على العديد من المنافذ الإخبارية الخاصة مشيرا إلى أن سلطات الانقلاب فصلت صحفيين تحدثوا لـ"منظمة العفو الدولية" عن تدخل الأجهزة الأمنية مباشرة في تغطيتهم الصحفية.
"الإندبندنت" البريطانية
وانتقدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية المصاعب التي يتعرض لها الصحفيون في دولة العسكر، معتبرة هذه المصاعب بمثابة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وحرية الرأى والتعبير..
وأكد تقرير نشرته الصحيفة أن مداهمة قوات أمن العسكر لمقار الصحف والفضائيات والمواقع الإخبارية أصبحت مشاهد معتادة فى عهد الانقلاب مشيرا إلى أن دولة العسكر من أكبر الدول التي تعتقل صحفيين في العالم، وتأتي في المرتبة 166 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة التي تعدها منظمة مراسلون بلا حدود.
وأعربت الصحيفة عن أسفها لقيام قوات أمن الانقلاب بشكل متزايد باعتقال المعارضين بمن فيهم الصحفيون بناء على تهم غامضة وملفقة ومزاعم بأنهم نشروا "معلومات مزيفة" أو أنهم أعضاء في "جماعة محظورة". وأشارت إلى أن المأساة تطورت وتصاعدت لحد اعتقال وترحيل عدد من المراسلين الأجانب ومنعهم من العودة إلى مصر مرة أخرى، مؤكدة أن سلطات العسكر اعتقلت 20 صحفيا على الأقل في سبتمبر 2019
وقالت الإندبندنت إن منظمة مراسلون بلا حدود وصفت هذه الاعتقالات بأنها أكبر موجة اعتقال منذ عام 2014.