منها ضريح صبري أبو علم ومحمد علوي.. مذبحة مقابر “الرموز” تتواصل بالسيدة نفيسة

- ‎فيأخبار

يتجه عسكر الانقلاب، من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إلى نبش القبور ونزع مليكتها بالأمر العسكري المباشر، ومن أحدث ما ظهر في هذا الإطار محاولة نزع ملكية قبري صبري أبو علم والطبيب المصري الشهير محمد علوي.

اغتيال التراث 

ويشير الباحث في التراث المصري محمود مرزوق "Mahmoud Marzouk" عبر "فيسبوك" إلى صورة ضريح مزين بالزخارف "الضريح هذا في الشارع اللي بيوصل للإمام الشافعي من شارع القادرية على مسافة ١٠ دقائق مشي من ميدان السيدة عائشة مدفون فيه صبري أبوعلم رجل القانون والسياسي الشهير وطبعا له شارع حيوي باسمه في وسط البلد".
وأضاف أن من بين من دفن فيه "محمد علوي باشا" طبيب العيون وده رجل صاحب فضل على كتير مننا، لأنه أخد مجوهرات الأميرة فاطمة إسماعيل وسافر باعها خارج البلاد بسعر مميز بعد صعوبات شديدة في الحصول على سعر مناسب للمساهمة في إنشاء الجامعة المصرية جامعة فؤاد الأول والقاهرة حاليا، طبعا إنشاء الجامعة المصرية كانت معركة من المعارك الكبرى في تاريخ مصر الحديث، لأن الإنجليز كانوا بيحطوا معوقات في طريق إنشاء الجامعة والمندوب السامي البريطاني اللورد كرومر كان بيقول إننا "هنفضل أمة جاهلة محتاجة للمحتل دايما ناهيك عن إن كل موارد مصر كانت تحت تصرف صندوق الدين اللي تشكل بسبب غرق مصر في الديون أيام الخديوي إسماعيل وكان يراقب إنفاق كل جنيه ولذلك مصر كانت تقابل صعوبات شديدة في تدبير أي تمويل لأي مشروع ضخم سواء مشروع المتحف المصري أو الجامعة المصرية، يعني الدكتور علوي كان من الجنود المقاتلين في معركة إنشاء الجامعة المصرية رحمة الله عليه وعلى الأميرة فاطمة إسماعيل.

وعن القيمة الأثرية والتاريخية للضريح قال إن "من صمم الضريح المعماري الإيطالي "أرنستي ڤيروتشي بك" وهو مهندس له باع طويل في روائع معمارية في مصر منها مساهمته في التصميم الداخلي لقصر عابدين وكذلك قصر رأس التين وحتى النصب التذكاري للجندي المجهول اللي أهدته إيطاليا لمصر في الإسكندرية من تصميمه بجانب المبنى الرائع المبني على الطراز الإسلامي المستحدث أوبرا دمنهور، وكان فيه مشروعان لم يريا النور أولهم مبنى إدارة جامعة القاهرة وكان مصمم على الطراز الإسلامي المستحدث، لكنه متنفذش واللي اتنفذ تصميم القبة الموجود حاليا وكذلك اقترح فيروتشي تصميم متحف يحكي تاريخ أسرة محمد علي لكن المشروع مات بموت الملك فؤاد الأول".
وعن سبب إشارته للضريح ألمح إلى أنه دخل ضمن خطة النزع فقال "الضريح فيه من الداخل تفاصيل زخرفية مميزة بجانب خطوط عربية مميزة والفلسفة التصميمية للضريح تعتبر حلقة مهمة في فهم تطور الطراز الإسلامي المستحدث اللي كان انتشاره جزء من سجال الأفكار المتدوال في مصر في أول القرن العشرين ، وطبعا مش محتاج أقول أنا بكتب البوست ده ليه كلكم نظر".

ضريح أبو علم

النزع مستمر
وقال مراقبون إنه "حتى المقابر ولو كانت لإعلام وليسوا أشخاصا عاديين ، فإن العسكر سيواصل مخططه لمحو تاريخ مصر الإسلامي والحديث لرموز الوطنية المصرية وبناتها من عينة أمير الشعراء أحمد شوقي والشيخ محمد رفعت، حيث سيزيل المنقلب المجرم عبدالفتاح السيسي مقابر السيدة نفيسة لأجل كوبري، كما أزال من قبل مقابر المماليك وقبر العز بن عبدالسلام.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لأضرحة داخل جبانة السيدة نفيسة وقرافة سيدي جلال بحي السيدة عائشة في القاهرة، تشير إلى نزع ملكية مقابر أهلية وتراثية، وهو ما أثار غضب كثيرين اعتبروا أن أعمال النزع إهانة لحرمة الأموات والتراث على حد سواء.

لجنة الآثار العربية
ونقل الباحثون مقتطفا من محاضر لجنة حفظ الآثار العربية عام 1910، جاء نصه "أبلغت وزارة الأشغال العمومية اللجنة بكتابها رقم 826 أنه قد تم الاطلاع على مذكرة وملاحظات إدارة اللجنة بشأن إعادة التصميمات الخاصة بشوارع القرافات الإسلامية وأضافت كذلك أن المساحة التي يجب أن تترك خالية حول الآثار وهي 20 مترا من كل جانب، ونتيجة لذلك يجب نقل عدد من المقابر وفي هذا الشأن رأت الوزارة ضرورة استشارة مفتي مصر الذي أصدر فتوى تقر أن عملية حفر ونقل مقابر الأموات المدفونين في مساحة أرض استعملت كمقبرة هي عملية منافية للشريعة وعلى ذلك فإدارة التنظيم مدعوة إلى تخفيف مشروع الطرق مع مراعاة الأمور الشرعية الدينية".
وتعليقا على النص قال مرزوق "وقد لاحظ القسم الفني أنه لايوجد في أي من هذه المقترحات ما يتطلب إزالة المقابر الموجودة حاليا والغرض من ترك هذه المسافة الخالية حول الآثار هو فقط ليمنع في المستقبل بناء أضرحة أو مقابر في هذه المساحة المحددة. وقد تقرر الكتابة في هذا الصدد إلى وزارة الأشغال العمومية مع إيضاح أن هذا الإجراء يتعين ألا يؤثر على آثار الماضي".