استغاثة لإنقاذ حياة المعتقل “عبدالشافي عبدالحي ” الذي يصارع الموت بسجن الوادي الجديد 

- ‎فيحريات

 

أكدت الشبكة المصرية أن حياة المعتقل ” عبد الشافي عبد الحي  عبدالشافي” المحبوس احتياطيا بسجن الوادي الجديد في خطر شديد، نتيجة لما تعرض له من إهمال طبي وعدم حصوله على العلاج المناسب .

وذكرت أنها تلقت استغاثة من أسرته المقيمة بمركز ديرب نجم محافظة الشرقية، تطالب بسرعة التدخل لإنقاذ حياته مؤكدة على كبر حجم الورم في عنقه بشكل ملحوظ دون حصوله على حقه في العلاج المناسب .

وطالبت الشبكة وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بسرعة إحالته للعلاج العاجل، وإجراء العملية الجراحية في إحدى مستشفيات الأورام المتخصصة، حتى لا تتفاقم وتتدهور حالته الصحية بشكل أكبر حفاظا على حياته .

كما طالبت الشبكة النائب العام بالتدخل  لمتابعة حالته الصحية والضغط على وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب، من أجل سرعة علاجه أو إخلاء سبيله صحيا، محملة وزارة الداخلية المسئولية كاملة عن أمنه وسلامته وحياته .

وكشفت استغاثة أسرة ” عبدالشافي ” عن تزايد معاناته  بسبب التعنت الشديد في علاجه و الأوضاع المعيشية المذرية، والحبس داخل زنزانته التي تفتقد لأدنى معايير السلامة والصحة ، بجانب التعنت من قبل السلطات الأمنية بسجن الوادي الجديد في علاجه.

وأشارت الشبكة إلى أنه بعد استغاثات وشكاوى عدة،  قامت الشبكة المصرية بنشرها تم ترحيله في أول أبريل الماضي إلى سجن أسيوط العمومي من أجل تلقي العلاج اللازم، حيث كان يحتاج بشكل عاجل  إجراء عملية جراحية لإزالة الورم في إحدى المستشفيات المتخصصة ، وبالفعل قامت أسرته في يوم التاسع والعشرين من أبريل بزيارته في سجن أسيوط العمومي لتُصدم  من سوء حالته الصحية، حيث قالت زوجته: “أول مرة أشوف زوجي، وأسلم عليه وجها لوجه رأيت الورم في عنقه كبيرا جدا “.

ولكن سرعان ما يتم إغلاق سجن أسيوط وترحيل المحتجزين به إلى سجون أخرى، وعلى مدار أيام لم تتمكن أسرته من معرفة مكان احتجازه حتى علمت بعودته إلى عقرب الصعيد “سجن الوادي الجديد” وإلى الآن لم تقم الأسرة بزيارته منذ آخر زيارة في نهاية أبريل الماضي، لتزداد مخاوفهم على صحته و حياته .

وأكدت الشبكة على  تقدم أسرته  باستغاثات  سابقة عديدة ومتكررة لعلاجه وقوبلت جميعها بالإهمال  والتجاهل وعدم الرد عليها، حتى قاموا بنقله لسجن أسيوط ، قبل أن يعود إلى سجن الوادي الجديد مرة أخرى، حيث تقدمت الأسرة بشكوى جديدة إلى مصلحة السجون في يوم 22 يونيو الماضي لسرعة علاجه .

وذكرت الشبكة  أن إدارة سجن” الوادي  الجديد، قد قاموا بمنع دخول الأدوية المسكنة والتي كانت تساعده في تحمل الالآم “.

القصة باختصار وسنوات من التنكيل والقتل بالبطيء

وفي وقت سابق أكدت الشبكة المصرية أنه منذ اعتقال “عبدالشافي” في التاسع من مارس 2020 للمرة الثانية من داخل محل إقامته بالقرب من عمله بمدينة العاشر من رمضان وهو يتعرض لانتهاكات متصاعدة، حيث تعرض للإخفاء القسري لمدة أسبوعين مورست عليه أشكال من التعذيب الممنهج بالضرب والصعق بالكهرباء في أماكن متفرقة في جسده، مما أدى إلى إصابته بخلع بالكتف وإصابة بالركبة، مما أدى إلى التأثير على قدرته على القيام بأداء احتياجاته اليومية بشكل طبيعي .

وكان الضحية قد ظهرت عليه بعض أعرض الإصابة بورم في عام 2014 ولكن بسبب ظروف اعتقاله الأول عام 2015 والذي استمرت لعامين دون رعاية صحية، وتم إخلاء سبيله في 2017، وكان هناك أمل للعلاج ولكن  تعرض للمطاردة الأمنية مجددا، رغم تردي حالته الصحية وبعد زيارات عديدة لأحد الأطباء المتخصصين تم تحديد موعد لإجراء الجراحة المطلوبة.

وفي التاسع من مارس 2020 تم اعتقاله للمرة الثانية ليتم إخفاؤه قسريا لمدة أسبوعين دون حصوله على أدنى حقوقه الإنسانية في تلقي العلاج، بالإضافة إلى تعذيب ممنهج وضرب وصعق بالكهرباء حتى ظهر أمام النيابة على ذمة قضية جديدة وظل قيد الحبس الاحتياطي لمدة عامين قبل أن يصدر قرار بإخلاء سبيله.

تدوير اعتقاله بعد أكثر من عامين من التنكيل

ورغم تدهور حالته الصحية لم ينفذ القرار وأعيد تدويره بعد فترة من الإخفاء القسري، حيث ظهر بعدها أمام نيابة بلبيس في حالة صحية متردية على ذمة المحضر المجمع (رقم ١٦) والذي يحمل رقم (٢٠٩٦ لسنة ٢٠٢٢) مركز شرطة بلبيس.

وتقدمت أسرته بطلبات عديدة لتحويله إلى إحدى المستشفيات المتخصصة، وبالفعل تم عرضه على طبيب الأورام بمستشفى الزقازيق الذي أوصى بضرورة خضوعه للعلاج السريع وإجراء عملية جراحية عاجلة، وهو الأمر الذي تم تجاهله من قبل مركز شرطة بلبيس.

 ترحيله إلى “عقرب الصعيد” رغم تدهور حالته الصحية

وذكرت الشبكة أنه يوم 5 نوفمبر 2022 تم ترحيله إلى سجن الوادي الجديد العمومي، أحد أسوأ السجون في مصر والذي يعرف بـ”عقرب الصعيد” ويقع على بعد 760 كيلو مترا من محل إقامته في رحلة عذاب شاقة لأسرته خلال الزيارة، بالإضافة إلى المعاناة الشديدة التي واجهها في سيارة الترحيلات للانتقال من وإلى السجن.

كما تعرض منذ وصوله إلى “الوادي الجديد” للعديد من الانتهاكات الجسيمة التي تضمنت الضرب والسب ومصادرة متعلقاته الشخصية وأدويته المسكنة، بالإضافة إلى رحلة طويلة من المعاناة المادية والبدنية لأسرته  لزيارته لمدة 10 دقائق من وراء حاجزين من الأسلاك الشائكة ومراقبة لكل حركة وكلمة من قبل أمناء وأفراد الأمن، فضلا عن منع  الأدوية والكثير من الأطعمة والملابس رغم مطابقتها للحدالمسموح به من قبل إدارة السجن ، حتى كشفت الزيارة الأخيرة، منذ أيام، عن سوء حالته الصحية وتدهورها بشكل متسارع ينذر بالخطر على حياته.