جددت منظمات حقوقية المطالبة بالكشف عن مصير أحمد صلاح عبد الله قرني، المختفي قسريا منذ اعتقاله تعسفيا في 11 يونيو 2020 من قبل قوات أمن الانقلاب بالفيوم، واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن.
ووثقت المنظمات الحقوقية في وقت سابق اعتقال “أحمد” الذي يعمل أخصائي تحاليل طبية من داخل سيارته بأحد شوارع الفيوم، وكان بصحبته مواطن آخر أفرج عنه في اليوم التالي، فيما لم يكشف عن مكان احتجاز أحمد حتى الآن.
وحملت المنظمات الحقوقية وزير الداخلية بحكومة الانقلاب ومدير أمن الفيوم المسؤولية عن سلامة أحمد، وطالبت النائب العام بالتحقيق في الواقعة والكشف عن مكان احتجازه وأسبابه وسرعة الإفراج عنه.
وسبق لـ”أحمد” الذي كان يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الطلاب بجامعة الفيوم أن تعرض للاعتقال في عام 2014 وظل قيد الحبس لفترة ، حتى حصل على البراءة قبل أن يتم اعتقاله مرة أخرى وإخفاؤه قسريا.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=282108671025412&set=a.179901484579465
وبالتزامن مع مرور 3 سنوات على إخفاء طالب كلية التجارة بجامعة الأزهر معاذ محمد أبو القاسم محمود، جددت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” المطالبة بالكشف عن مكان احتجازه ورفع الظلم الواقع عليه وسرعة الإفراج عنه .
وأكدت انقطاع التواصل بينه وأسرته منذ أن تم اعتقاله في 8 يوليو 2020 من منزله بمدينة الفردوس بمحافظة السويس واقتياده إلى جهة غير معلومة حتى الآن .
وفي وقت سابق دان عدد من المنظمات الحقوقية جريمة الإخفاء القسري لـ”معاذ” منذ اعتقاله، وطالبت بسرعة الكشف عن مكان احتجازه وإطلاق سراحه، وحملت سلطات الانقلاب المسئولية الكاملة عن حياته، وعن سلامته.
https://www.facebook.com/photo?fbid=281544931081786&set=a.179901484579465
كما طالبت الحملة بالكشف عن مكان احتجاز الشاب محمد فتحي دياب محمود، البالغ من العمر 28 عاما من أبناء محافظة الجيزة الذي يواجه مصيرا مجهولا للعام الرابع على التوالي منذ أن تم اعتقاله بتاريخ 8 يوليو 2019 واقتياده لجهة غير معلومة حتى الآن .
وذكرت أسرته أنه تم اعتقاله أثناء مروره بكمين شركة بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة أثناء عودته من محل عمله بإحدى محلات الملابس، ورغم قيامها باتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة والسؤال عنه بأقسام الشرطة، إلا أنها لم تستدل على مكانه حتى الآن.
وأشارت إلى أنها علمت بشكل غير رسمي، تواجده بأحد مقرات الأمن الوطني، وهو الأمر الذي تنكره داخلية النظام الانقلابي، بما يزيد من مخاوف الأسرة على سلامة حياته .
https://www.facebook.com/photo?fbid=281463364423276&set=a.179901484579465
وطالبت الحملة بالكشف عن مكان احتجاز الشاب مصطفى عبد الوهاب عبد الله عبد الجواد، البالغ من العمر 31 عاما ويقيم بقرية شنرا مركز الفشن محافظة بني سويف والذي تتواصل جريمة إخفائه للعام الثامن على التوالي بعد اعتقاله بتاريخ 16 ديسمبر 2015 حيث تم إغلاق تليفونه ومنذ ذلك التاريخ لم تفلح جهود أسرته في التوصل لمكان احتجازه رغم تحرير الشكاوى لوزارة الداخلية بحكومة الانقلاب والنائب العام دون رد أو توضيح لاسباب القبض عليه أو الكشف عن مكان احتجازه .
https://www.facebook.com/photo?fbid=280862597816686&set=a.179901484579465
انتهاك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها سلطات الانقلاب في مصر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا”.
يشار إلى أن هذه الجرائم تعد انتهاكا لنص المادة الـ 54 الواردة بالدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الذي وقعته مصر، والتي تنص على أن “لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه”.
كان تقرير “المشهد الحقوقي لعام 2022” الذي أصدره المركز مؤخرا وثق 3153 حالة إخفاء قسري، فيما وصل عدد المخفيين قسريا خلال تسع سنوات إلى 16355 حالة.