بالتزامن مع الذكرى العاشرة لاعتقال المحامي أحمد فاروق الحاصل على درجة الماجستير في القانون و4 آخرين، أعادت الشبكة المصرية نشر الحقيقة الكاملة كما يرويها "فاروق" أحد المحكوم عليهم بالإعدام، والذي استنفد كافة درجات التقاضي في القضية المعروفة إعلاميا بـ"هزلية مذبحة فض رابعة" حيث سرد ما حدث معه ومع بقية زملائه تحت عنوان "القصة الكاملة":
قضية الصباع _ الفصل الأول:
تبدأ أزمة اعتقال خمسة شباب (محمد وهو مدير شركة، ومصطفى، طالب، والمهندس هيثم، والمحامي أحمد، والطالب شهاب)، بالتحديد يوم 15/7/2013 حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما وجد الخمسة الذين جمعتهم ربما المروءة أو الشجاعة ولا أقول الصدفة ولكن القدر، حيث انتهى بعضهم من صلاة التهجد في أحد المساجد الصغيرة والبعض مع أصحابه يتحدث، ولكن عندما وجد الشباب أن أشخاصا متجمعين حول شخص يضربونه ضربا شديدا فانطلقوا مسرعين ليستفسروا عما يحدث، فوجدوا أن مجموعة من عمال الجراج وكثير ممن يطلق على أحدهم لفظ ( السايس ) الذي ينظم أماكن ركن للسيارات يضربون سايسا غريبا لا يرغبون أن يكون معهم، مبررين ضربهم له بأنه سرق من أحدهم الموبايل الخاص به ووجدوه، الشاب يستنجد بهم فما كان منهم إلا أن عرضوا حياتهم للخطر ودافعوا عنه وخلصوه من أيدي العمال الذين كانوا يضربونه بصعوبة.
وكان السايس في حالة مزرية وملئ بالكدمات التي لم تكن واضحة، حيث كانت الرؤيا ضعيفة وقتها، فتوجهوا محاولين إسعافه وذهبوا به إلى مستشفى قريبة، ولكنها كانت صغيرة أشبه بالعيادة ولم تكن فيها الإسعافات اللازمة ونصحهم الطبيب بأن يذهبوا إلى مستشفى كبيرة وتقبل الحالة لأن ليس كل المستشفيات تقبل الحالات هذه، ومن المستشفيات التي تقبل حالته هي مستشفى ( البنك الأهلي ) بالتجمع الخامس (القاهرة الجديدة) علما بأن الواقعة كانت في مدينة نصر بالقرب من (رابعة العدوية) ولا أقول طيبة أم مروءة أم شجاعة أم سذاجة كما وصفها البعض أننا علي الفور تحركنا، وقام أحد الشباب بإحضار سيارته وركبنا بها ومعنا الشخص المضروب المحتاج إلى علاج وهو بالرغم من الكدمات التي به إلا أنه كان يشعر بكل ما يدور حوله وكان لا يصمت لسانه عن شكر الشباب الخمسة حيث يعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذه.
وعلى الفور تحركت السيارة مسرعة إلى المستشفى مستخدمة الطريق الدائري , حيث ركب اثنان منهم بجوار الشاب الذي يقود سيارته واثنان في المقعد الخلفي مع ( السايس ) وأثناء سيرهم بالسيارة حدث تلف في إحدى عجلات السيارة على الطريق الدائري الذي يبعد كيلو متر عن مدخل التجمع الخامس ( القاهرة الجديدة ) فما كان منهم إلا أن أوقفوا السيارة، حيث أوقفها قائد السيارة ونزلوا منها ليقوموا بتغيير العجلة التالفة وأثناء ذلك جاءت ثلاث سيارات شرطة تابعة لمباحث الطرق وأمن الطرق، بالإضافة إلى أمن مركزي وكانوا مسلحين بكميات كثيرة من الأسلحة، فأوقفوا سيارتهم ونزلوا منها ليروا سيارتنا ويسألوا لماذا نقف في الطريق، فقلنا لهم إننا نصلح عجلة السيارة وكادوا أن يذهبوا لولا أنهم أرادوا أن يقوموا بإجراءات تفتيشنا والسيارة فتقبلنا ذلك.
وعندما وجدوا الشخص المصاب فأحس بنظرات دهشة تجاهه، حيث كان متعبا بسبب الإصابة فقالوا لأفراد الشرطة أنه "سايس" ووجدوا بعض الأشخاص يضربونه بحجة أنه حرامي وأن هؤلاء الخمسة شباب أنقذوه وكانوا ذاهبين إلى المستشفى وعندما سمع الضباط ذلك وبعدما فتشوه وفتشوا العربية ولم يجدوا أي شيء سوى هواتفنا الشخصية وإثبات هويتنا وعلاج لأحد الشباب، صاحب السيارة ( هيثم )، وسألوا السايس بعض الأسئلة ، ضربت فين ومتى فعندما علموا أنه ضرب في مدينة نصر، في مكان قريب من رابعة العدوية، الذي كان فيه الاعتصام وقت ذلك، وبالرغم من أنه قال بأن من ضربه عمال الجراج وسايس مثله، وأننا أنقذناه إلا أنهم بعد أن سلموا الهواتف وإثبات الشخصية ولم يجدوا أي أسلحة أو أي شيء مريب، بدأ الضباط يجروا اتصالات بقيادتهم ويحكوا لهم ما حدث وكان ذلك حوالي الساعة الثالثة صباحا تقريبا، وأثناء قيام الضباط بالتحدث في هواتفهم المحمولة مع قيادتهم طلب منهم قيادتهم أن يذكروا أسماء الخمسة شباب، فما كان من الضباط إلا أن أخذوا منهم بطاقتهم الشخصية مرة ثانية ليملوا الأسماء إلى قيادتهم وفجاة وبعد انتهاء مكالمتهم مع قيادتهم الشرطية وبعد أن أملوا عليهم أسماء الشباب وأثناء ما تم إصلاح عجلة السيارة وهم الشباب باستكمال طريقهم إلى المستشفى لعلاج (السايس) وجدوا أن وجوه الضباط قد تغيرت بعد أن أملوا أسماء الشباب على قيادتهم وامتنعوا أن يعطوا البطاقات الشخصية للشباب، بل وأخذوا تليفوناتهم الشخصية غصبا عن الشباب، وبدؤوا يطلبوا من الأمناء والعساكر القبض علينا.
فصاح بهم الشباب وقالوا: "لن نذهب معكم ولماذا تقضبون علينا ؟ كنا متعجبين وقتها ولكن من القسم عرفنا أن معنا اثنان إخوة أشقاء أبناء الدكتور عبد الحي الفرماوي، وصممنا ألا نذهب معهم بالرغم من تهديدهم لنا بالسلاح الكثير الذي كان معهم، وأثناء ذلك وجدنا سيارات شرطة أخرى تأتي إلى المكان الذي كنا فيه وبعد أن كان الضباط يتحدثون معنا بشكل طبيعي وبهدوء، بل وكانوا يشكرونا على إنقاذنا للشخص المصاب تغيرت وجوههم وأرادوا القبض علينا، وأثناء ذلك عندما وجد الضباط تصميم الشباب على عدم التحرك معهم ورفض القبض عليهم، فبدأ يتكلم أكبر رتبة فيهم، فقال للشباب ستذهبون للقسم كشكل إجرائي لتقولوا شهادتكم ثم تذهبوا ، ولكن كان أثناء حديثه هذا يتوعد ويهدد بأن الموضوع ليس من اختيار الشباب الخمسة ولكن سيذهبوا كما قال صراحة بالعافية وغصب عنكم ، طبعا كان مشهدا صعبا أن تحاط بكمية كبيرة من الضباط والأمناء والعساكر محملين كلهم بالأسلحة النارية الكثيرة فما كان منا إلا أن تحركنا للقسم.
الفصل الثاني:
بعد أن انطلق الشباب الخمسة (محمد ومصطفى وهيثم وشهاب وأحمد إلى قسم أول القاهرة الجديدة، بالرغم من أن المكان الذي كانوا فيه لحظة القبض عليهم كان يتبع من حيث المنطقة لقسم أول مدينة نصر، إلا أن الضباط أرادوا أن يبعدوا الشباب عن قسم أول مدينة نصر لأنه قريب من اعتصام رابعة في ذلك الوقت 15/7/2013 خوفا وظنا منهم أن من في الاعتصام يمكن أن يخرجوا الشباب الخمسة المظلومين من قسم أول مدينة نصر , لذلك ذهب الضباط بالشباب إلى قسم أول القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس لكي يبعدوا بالشباب عن مكان الاعتصام في رابعة، وبعد حوالي نصف ساعة تقريبا وصلوا لقسم أول القاهرة الجديدة وكانت الساعة حوالي 3:30 صباحا وكان فجر يوم الاثنين 15/7/2013 الموافق 6 رمضان قد أذن , ومن الطبيعي عندما تدخل إلى أي قسم شرطة في ذلك الوقت فتجد القسم به عدد قليل من الضباط والأمناء ومعاوني المباحث، ولكن عندما وصل الشباب الخمسة إلى القسم في ذلك الوقت بعد أذان الفجر بقليل وجدوا القسم مكتظا بضباط الشرطة وأمناء ما بين ضباط وأمن مركزي وأمن دولة وقوات خاصة شرطة وضباط مباحث وعدد كبير من الأمناء ومن العساكر فوجدوا القسم ممتلئ على آخره بالضباط والأمناء ومظهرين النية لهؤلاء الشباب لإدانة وتوريط الشباب في قضية الضباط فعلوها كما سيتبين بعد قليل.
فاتفق الضباط والأمناء والعساكر في القسم مع سبق الإصرار والترصد على توريط الشباب في قضية كبيرة كما سيظهر لكم , وعندما دخل الشباب إلى القسم كان هناك عدد كبير أيضا من الضباط في انتظارهم خارج القسم وأول ما شاهد الضباط الشباب والسيارة التي كانوا يركبونها ( سيارة هيثم ) فقال بعضهم هذه السيارة ملك للشعب وقال البعض الآخر لقد أصبحت ملكا لنا، وحتى تاريخ اليوم مازالت السيارة تحت أيدي الشرطة لأنهم جعلوها حرزا في القضية وحتى الآن بعد مضي أكثر من 15 شهر لم يستطع هيثم إرجاع سيارته منهم وعندما دخل الشباب إلى القسم جاء لاستقبالهم عدد من الضباط فأخدوا الشباب وجذبوهم بطريقة قاسية ووضعوا كل واحد من الشباب الخمسة في ركن في القسم موجها وجهه إلى الحائط , مانعين الشباب من التحدث مع بعضهم، ناهيك عن سبهم للشباب بالإضافة إلى عبارات تهديد للشباب ( إحنا هنوريكم إحنا هنعملكم قضايا وهنحبسكم يا بتوع الاعتصام يا إخوان، وأثناء ذلك أخذوا الشخص الذي معنا ( المجني عليه في قضية الصباع ) والذي اتهمونا بأننا ضربناه ووضعوه في غرفة وقاموا بتعذيبه وضربه وكان صوته عاليا ويصرخ من شدة آلام الضرب والتعذيب في الغرفة، وكان الشباب يسمعون صوته يزداد صراخا ولم يعلم الشباب ما الذي يحدث بالضبط، ولماذا تم القبض عليهم من البداية ولماذا يضربون الرجل الذي كان معهم؟.
لم يعرفوا وقتها ولكنهم عرفوا بعد قليل إنهم يعذبون الرجل ويضربوه بهذه الطريقة لكي يجعلوه يعترف بأن الشباب هم من فعلوا به ذلك وعذبوه , وأثناء قيام بعض الضباط بضرب وتعذيب الرجل المجني عليه ، كان البعض الآخر ينظر في موبايلات الشباب التي أخذوها منهم بالقوة والتهديد وكان بعضا منهم يأتي كل مدة ليتحدث مع كل واحد من الشباب الخمسة ويسأله أسئلة غريبة ( إنت كنت في الاعتصام ولا لأ ؟ والناس قاعدين ليه هناك ؟ وأنت شغال إيه ؟ وغيرها ….. ) ليس لها أية علاقة بما حدث معنا أو كيف تم القبض عليهم ظلما , لأنهم يعرفوا أن الشباب لم يفعلوا شيئا في الرجل الذي أراد من الشباب أن يذهبوا به للمشفى لعلاجه.
وأثناء ذلك كان في سيارة الشاب المهندس ( هيثم ) صندوق به عدة أدوية لعلاج بعض الأمراض ( كالقئ والبرد وغيره …… ) كانت موجودة في علبة ومعها روشتة لوصف كل علاج ، فكان الضباط بعد أن وجدوها في سيارة الشباب سألوا عن صاحب علبة الدواء، فقال لهم الشاب إنها ملكي وكانوا يسألونه عنها وكيف تستخدم وكل فترة يأتي ضابط ليسأله ويشرح له كيف تستخدم، وقام أحد الضباط وأخذها بكل محتوياتها وأخذوا من الشباب أشياء كثيرة ملكا له، ثم بعد ذلك قام ضابط أمن مركزي برتبة رائد ومسك موبايل أحد الشباب ونادى ، موبايل من هذا، فرد عليه الشاب أحمد قائلا اإنه يخصني، فجاء الضابط إلى الشاب أحمد وهو يتصفح موبايله ويسأله بعض الأسئلة.
فجأة خرج الشاب السايس وبه إصابات تعذيب قال له الضباط مين االلي عمل فيك كدة؟ قاله وهو ينزف دما من كل جسمه الإخوان المسلمين وأشار إلينا، وهنا كلبشوا الشباب الخمسة خلفي وحطوهم في الحجز .