رغم أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من الأسمدة وتنتج 12 مليون طن سنويًا يحتاج منها القطاع الزراعى 4 ملايين طن فقط إلا أن المزارعين يشكون مر الشكوى من نقص الأسمدة ما يهدد بتراجع انتاجية المحاصيل سواء كانت محاصيل حبوب أو خضر وفواكه وتبوير الأراضى الزراعية فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي .
وتتعالى أصوات المزارعين للمطالبة بتوفير الأسمدة للمحاصيل فى مواعيدها المحددة خاصة وأن نقص الأسمدة طال أيضًا القمح والذى يعد المحصول الإستراتيجى الأول .
وكشف المزارعون أن المشكلات الفنية فى «كارت الفلاح» حرمت عشرات الآلاف من الأفدنة الزراعية المزروعة بالقمح ومحاصيل الحبوب والخضر والفواكه من حصص الأسمدة المقررة لها مما يهدد بضعف إنتاجية هذه المحاصيل كمًا وكيفًا دون وجود حلول مرنة لتجاوز هذه المشكلات.
وطالبوا بتوفير الأسمدة للمحاصيل الزراعية وصرفها فى مواعيدها المحددة وسرعة حل المشكلات الفنية المتعلقة بـ «كارت الفلاح» وزيادة فترة صلاحيته من 3 إلى 10 سنوات .
كارت الفلاح
من جانبه أكد زهير سارى رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للإصلاح الزرعى أن الأسمدة أحد أهم عناصر الإنتاج الزراعى وأى نقص أو تأخير للصرف يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعى سواء فى محاصيل الحبوب أو الخضر والفواكه، مشيرًا إلى أن الكثير من المزارعين تعرضوا لمشكلات تعطل «كارت الفلاح» أو انتهاء صلاحيته .
وطالب سارى فى تصريحات صحفية بمد فترة صلاحية الكارت الذكى إلى 7 أو 10 سنوات بدلاً من 3 سنوات وأن يتم إصدار الكروت الجديدة قبل انتهاء صلاحية الكروت القديمة بفترة لا تقل عن 3 أشهر حرصًا على انتظام صرف الأسمدة وعدم تأثر المحاصيل.
وقال إن الأسمدة لا غنى عنها فى الإنتاج الزراعى فهى واحدة من العناصر المهمة لزيادة معدلات الإنتاج وجودته، وبالتالى لابد من انتظام عمليات الصرف وتذليل العقبات أمام الصرف خاصة لمحصول القمح .
حلول سريعة
وحذر شعبان عبدالمولى عضو مجلس إدارة الإتحاد التعاونى الزراعى المركزي، من أن المشكلات التى يتعرض لها المزارعون بسبب الأعطال الفنية فى الكارت الذكى أو انتهاء صلاحية الكارت تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية والإنتاج الزراعى خاصة بالنسبة لمحاصيل الحبوب وعلى رأسها القمح .
وشدد عبدالمولى فى تصريحات صحفية على ضرورة ايجاد حلول سريعة وجذرية لهذه المشكلات خاصة وأن توقف صرف الأسمدة يتسبب فى مشكلات إضافية للجمعيات ?لتعاونية الزراعية المحلية، موضحا إن تكدس الأسمدة بمخازن الجمعيات وتأخر عمليات الصرف يؤدى إلى فرض غرامات تأخير على هذه الجمعيات التى تعانى أصلاً من تدنى مواردها المالية.
وأشار إلى أن ضرورة دعم ومساندة القطاع الزراعى والمزارعين نظرًا للأهمية القصوى التى يمثلها هذا القطاع للأمن الغذائى المصرى فى ظل الصراعات الدولية والمشكلات التى تشهدها سلاسل الإمداد العالمية، مطالبا بحلول جذرية للمشكلات التى يعانيها المزارعون ومنها تعطل الكارت الذكى وتوقف صرف الأسمدة، وإيجاد بدائل قانونية لضمان صرف الأسمدة فى مواعيدها المحددة حتى فى حالة تعطل الكارت أو فقدانه أو انتهاء صلاحيته.
إنتاجية المحاصيل
وقال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعى المتفرغ بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، ان نقص الأسمدة يؤثر سلبًا على نمو وإنتاجية محاصيل الحبوب بشكل عام ومنها القمح، وتتمثل بعض هذه الأضرار فى النمو الضعيف حيث تعد العناصر الغذائية الموجودة فى الأسمدة أساسية لنمو النباتات، وعند نقص هذه العناصر يمكن أن يكون لها تأثير سلبى على النمو العام للنباتات وقد يظهر النبات بدون حجم كبير وضعيف النمو، وقد يكون لديه أوراق صغيرة ومشوهة .
وأكد كمال فى تصريحات صحفية أن نقص الأسمدة يؤثر أيضًا فى انخفاض معدلات الإنتاج للمحاصيل حيث يعتبر توفير العناصر الغذائية اللازمة للنباتات من خلال الأسمدة أساسيًا لزيادة إنتاجية المحاصيل، وعندما يكون هناك نقص فى الأسمدة قد ينخفض إنتاج الحبوب بشكل ملحوظ وقد يكون هناك عدد أقل من السنابل أو حبوب بحجم أصغر مما يقلل من الكمية الإجمالية للمحصول.
وأَضاف أن نقص الأسمدة يؤدى أيضًا إلى ضعف جودة المحصول فنقص الأسمدة قد يؤثر على جودة المحصول فبعدما يحصل النبات على العناصر الغذائية اللازمة يصبح أكثر قدرة على تطوير حبوب صحية ومغذية ومع ذلك عندما يكون هناك نقص فى الأسمدة فإن جودة الحبوب قد تتأثر سلبًا، وقد تكون الحبوب أصغر حجمًا وأقل فى الوزن .
وشدد كمال على ضرورة توفير التغذية اللازمة للنباتات من خلال استخدام الأسمدة الملائمة واتباع ممارسات الزراعة الصحية لضمان نمو وإنتاجية محسنة للمحاصيل.
خسائر إضافية
وقال المهندس محمود الطوخى رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للخضر أن نقص الأسمدة يؤثر سلبًا على محاصيل الخضر بطرق متعددة منها ضعف النمو، حيث تعد العناصر الغذائية الموجودة فى الأسمدة أساسية لنمو النباتات، ونقص هذه العناصر يكون له تأثير سلبى على نمو الخضروات، والنباتات قد تكون ضعيفة وصغيرة الحجم وقد يظهر لديها قصور فى تطور الأوراق والسيقان، مؤكدا أن نقص الأسمدة يؤدى أيضًا إلى انخفاض الإنتاجية حيث إن توفير العناصر الغذائية اللازمة للنباتات من خلال الأسمدة يسهم فى زيادة إنتاجية المحاصيل
وأضاف الطوخى فى تصريحات صحفية أن نقص الأسمدة يؤدى إلى ضعف جودة المحصول مشيرا الى أنه عندما يحصل النبات على العناصر الغذائية اللازمة يكون أكثر قدرة على تطوير خضروات صحية وذات قيمة غذائية عالية .
وأشار إلى أن نقص الأسمدة يجعل جودة الخضروات قد تتأثر سلبًا، وقد تكون الثمار أقل فى الحجم والوزن وتفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة مثل الفيتامينات والمعادن، ويصبح النبات أقل قدرة على مقاومة الهجمات الضارة وقد تصبح الخضروات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والآفات مما يتسبب فى خسائر إضافية للمحصول مؤكدا أن نقص الأسمدة يؤدى إلى انخفاض قدرة النباتات على مقاومة الأمراض ويعتبر توفير التغذية السليمة للنباتات ضروريًا لتعزيز مقاومتها للأمراض والآفات .
وكشف الطوخى أن نقص الأسمدة يؤثر سلبًا على أشجار الفاكهة وإنتاجها، حيث يتسبب فى النمو الضعيف للأشجار والثمار، فالعناصر الغذائية الموجودة فى الأسمدة تعتبر أساسية لنمو وتطور أشجار الفاكهة، ونقص هذه العناصر يمكن أن يكون له تأثير سلبى على نمو الأشجار ويجعلها ضعيفة وصغيرة الحجم وقد تعانى من قصور فى نمو الأغصان والأوراق.
وأكد أن نقص الأسمدة يؤدى الى نخفض إنتاج الفاكهة بشكل ملحوظ، وقد يتسبب فى تكوين عدد أقل من الزهور والثمار، مما يؤدى إلى تقليل الكمية الإجمالية للمحصول، ويؤدى أيضًا إلى ضعف جودة الفاكهة موضحا أن توافر العناصر الغذائية اللازمة يساعد فى تطوير فاكهة صحية وذات جودة عالية.