بعد كشف تقارير غربية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بالقتل باسم “الذكاء الاصطناعي”، وانتقاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ربط قرارات الحياة أو الموت بحسابات تجريها الخوارزميات، شرح أستاذ علوم سياسية وعالم اجتماع إسرائيلي كيف يقوم الاحتلال بتعداد جثث الغزيين كمؤشر مركزي للإنجاز في غزة في ظل غياب إنجازات أخرى.
أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية الإسرائيلي ياغيل ليفي، أوضح في مقال بصحيفة “هآرتس” 7 أبريل 2024 كيف حدد جيش الاحتلال أهدافه العددية لقتل مقاتلي حماس، ولكن من أجل تحقيق ذلك سمح بقتل عدد غير تناسبي من الأبرياء الذي تواجدوا قربهم، ليصبح مؤشرا مركزيا لتقييم إنجازات الجيش، بسبب صعوبة رصد إنجازات تضمن مستقبلا أمنيا أفضل.
أكد أن “تعداد الجثث أصبح مؤشرا مركزيا لتقييم إنجازات الجيش الاسرائيلي، خاصة بسبب الصعوبة التي يواجهها في هذه الحرب”، حيث تم رصد إنجازات تضمن مستقبلا أمنيا أفضل، ما يعني أن قتل المدنيين أيضا في قطاع غزة هو هدف الحرب.
“ليفي” كشف أن المهندس الإسرائيلي لهذه الصناعة هو رئيس أركان الجيش السابق، أفيف كوخافي، الذي تباهى بأن ابتكار الجيش يعبر عن مبدأ صناعة الإبادة الدقيقة، وهي غاية غير مألوفة في مصطلحات الجيوش الغربية في عهد ما بعد الحرب العالمية الثانية، حسب وصفه.
أشار إلى أنه “تم التعبير عن هذه الصناعة بواسطة تطوير غبي لنظام الذكاء الاصطناعي “لافيندر” صنف 37 ألف رجل كمشتبهين من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي، ثم وبمساعدة نظام ذكاء اصطناعي آخر هو “البشارة”، تمت مهاجمة المباني التي تواجدوا فيها وهدمها.
وأضاف أنه “هكذا تقررت غاية عددية لقتل عناصر حماس، ومن أجل تحقيقها سُمح بقتل عدد غير تناسبي من المواطنين الذي تواجدوا قربهم، الأمر الذي أدى حتى الآن إلى قتل أكثر من 30 ألف غزي، معظمهم مدنيون، وبإقرار غاية عددية أصبح تعداد الجثث مؤشرا مركزيا لتقييم إنجازات الجيش، خاصة بسبب الصعوبة في هذه الحرب رصد إنجازات تضمن مستقبلا أمنيا أفضل، أي أن قتل المدنيين أيضا في قطاع غزة هو هدف الحرب.
وتابع ليفي أنه “عندما تحول تعداد الجثث إلى مؤشر، فيما قوات الجيش الإسرائيلي تتوحل في غزة من دون هدف وتحولت إلى هدف متحرك لقوات حماس، بات طبيعيا وحسب أن يتطور هوس القتل، وشاهدنا هذا جيدا في العملية العسكرية التي استهدفت بشدة مستشفى الشفاء، والتأثيرات طويلة المدى لاستهداف المستشفى لم تُدْرس جيدا مقابل كمية كبيرة كهذه من المخربين القتلى، مثلما تباهى رئيس أركان الجيش، وكان تحقيق استقصائي مشترك بين مجلة Mag+972 وموقع Local Call، وكلاهما إسرائيلي، قد رصد أسباب الارتفاع غير المسبوق في أعداد الضحايا المدنيين بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو استخدام جيش الاحتلال لبرامج الذكاء الاصطناعي في توليد قوائم الاغتيالات للفلسطينيين في غزة.
جوجل يمد إسرائيل بقوائم اغتيالات
وقد ذكرت تقارير إعلامية أن جيش الاحتلال يستخدم الذكاء الاصطناعي في توليد إنشاء قوائم اغتيالات خلال الحرب على غزة، بحسب موقع إنترسبت الأمريكي.
القصة أن الجيش الإسرائيلي طبق حملة تفتيش بالذكاء الاصطناعي في قطاع غزة عن طريق مسح وجوه الفلسطينيين العاديين أثناء حركتهم بطول المنطقة المدمرة، سواء وهم يحاولون الهروب من القصف المتواصل أم يبحثون عن طعام لأسرهم.
ويعتمد هذا البرنامج على أداتين مختلفتين للتعرف على الوجه بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: الأولى مصنوعة بواسطة شركة Corsight الإسرائيلية، والثانية مبنية على منصة تنظيم الصور الاستهلاكية الشهيرة التي يقدمها برنامج صور جوجل.
وتعمل “صور جوجل” أفضل من أي تقنية بديلة للتعرف على الوجه، وتساعد الإسرائيليين في إنشاء قائمة اغتيالات لمقاتلي حماس المزعومين والمدنيين الأبرياء.
تُحذر جوجل تحت عنوان “الأنشطة الخطرة وغير القانونية” من أنه لا يمكن استخدام صور جوجل في الترويج للأنشطة، أو السلع، أو الخدمات، أو المعلومات التي قد تُلحق أذى خطيراً وفورياً بالأشخاص، لكن الواقع يؤكد استخدام الاحتلال لها في قتل الفلسطينيين أو اعتقالهم.
وقد أثار استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنتج صور جوجل المتوفر للعامة بالمجان تساؤلات حول التزامات الشركة المذكورة بحقوق الإنسان، ومدى استعداد الشركة للتصرف بموجبها فعليا.
وسبق أن باعت جوجل تقنية حوسبة سحابية متطورة وأدوات تعلُّم آلي للجيش الإسرائيلي، وذلك عبر تعاقد “مشروع نيمبوس” المثير للجدل منذ عام 2021.
وبعكس صور جوجل، سنجد أن مشروع نيمبوس هو مشروع تقنية متخصص ومصمم خصيصا لتلبية احتياجات الدولة الإسرائيلية، وتأتي براعة نيمبوس وصور جوجل في مطابقة الوجوه نتاجا لموارد التعلُّم الآلي المهولة التي تمتلكها الشركة.