فتشْ عن عيال زايد.. مياه النيل وقناة السويس وصهيون الكبرى أبرز تهديدات اعتراف الكيان بانفصاليي أرض الصومال

- ‎فيتقارير

بدعم من الإمارات، شرعت أبو ظبي في بناء قاعدة عسكرية في أرض الصومال بعد أن كان أول من اعترف بها، وسارع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى إرباك جديد للعرب باعتراف (له ما بعده) بما يسمى بـ"أرض الصومال" كدولة مستقلة، رغم أنه  كيان انفصالي (غير ممثل في جامعة الدول العربية ولا تعترف به القاهرة) ساندته الإمارات على ناصية البحر الأحمر وقمة خليج باب المندب الاستراتيجي للعرب ولمصر بشكل خاص.

وقال مراقبون: إن "صوماليلاند" الاسم الأجنبي للجزء الانفصالي من الصومال والدولة الثالثة التي تعمل الإمارات (نيابة عن إسرائيل) على استحداثها من باطن أرض عربية عضو في جامعة الدول العربية، بعد اليمن والسودان ومقدمة لا شك تخدم حلم الصهيونية في تفتيت العالم العربي تمهيدا لكيان صهيوني الكبرى".

وأكد مراقبون أن الإمارات تعمل كوكيل "إسرائيلي" لتفتيت وتدمير المنطقة وإدخالها في صراعات لا تنتهي ، لاسيما أو انقلابيو مصر لم يجدوا مفرا إلا بالتحالف مع تركيا وربما السعودية، أمام المخطط الإماراتي "الإسرائيلي" كما يحدث في السودان الشقيق.

وجهة نظر مخابراتية

الكاتب المعبر عن الأجهزة عبر السوشيال ميديا سامح عسكر ربط اعتراف "إسرائيل" بـ "صومالي لاند" المستقلة بتطورات إقليمية، خصوصًا الأزمة بين السعودية والإمارات في حضرموت اليمنية، يرى أن هناك محاور تتشكل:

محور مصر + الصومال + جيبوتي + تركيا: يرفض تفكيك الصومال ويدعم وحدته.

محور صومالي لاند + إسرائيل + إثيوبيا + الإمارات: يسعى لترسيخ نفوذ عبر ميناء بربرة وقواعد عسكرية.

وأوضح أن الإمارات تسيطر على ميناء بربرة منذ 2017، إضافة إلى عدن وسقطرى، وتريد إنشاء ممر ملاحي يربط موانئها ببربرة ومعها "إسرائيل" التي تهدف إلى السيطرة على مدخل باب المندب الجنوبي لمواجهة الحوثيين، وربما إقامة قواعد عسكرية ورادارات وأنظمة تجسس.

وحذر  @sameh_asker من أن هذا النفوذ الإسرائيلي–الإثيوبي قد يهدد قناة السويس وحرية الملاحة المصرية على المدى الطويل ويطرح أسئلة حول قبول مصر، إيران، السعودية بهذا الوجود، وتأثير أي مواجهة إيرانية–إسرائيلية على الملاحة، إضافة إلى موقف أمريكا والجامعة العربية.

قبل صراع مفتوح

وامتداد لفكرة النظام كتب خالد محمود @khaledmahmoued1 عن حاجة "الصف الواحد" الإمارات والسعودية مصر إلى لقاء لإنهاء ما اسماها حسابات الموانئ ومناطق النزاع.

و رأى أن القمة الثلاثية قد لا تحل كل شيء، لكنها ستضع خطوطًا حمراء وتعيد تعريف الشراكة قبل أن يتحول البحر الأحمر إلى ساحة صراع مفتوح.

وقال خالد محمود: "البحر الأحمر يشهد غليانًا إقليميًا، والدول الهشة على ضفتيه تتحول إلى ساحات نفوذ متصارعة" وأن "قمة مصرية–سعودية–إماراتية باتت ضرورة ملحة لضبط التوازن، وليست مجرد ترف سياسي أو دبلوماسي".

وأشار إلى أن "الدور المتصاعد للإمارات في السودان واليمن والصومال مرتبط مباشرة بحسابات الموانئ وخطوط التجارة والأمن البحري"، محذرا من أن أبو ظبي تقدم تحركاتها كتنموية، إلا أن الاستثمار في مناطق النزاع دون رؤية سياسية موحدة يعيد إنتاج الأزمات بدل حلها.

ووصف هذا النفوذ بمفهوم "الإمبراطورية الفرعية": تمدد عبر المال والموانئ والميليشيات والعقود الطويلة، لا عبر الاحتلال المباشر.

وزعم أن  المشكلة ليست في طموح الإمارات، بل في غياب التنسيق العربي الذي يحول الساحات العربية إلى مسرح تنافس بين حلفاء يفترض أنهم في صف واحد، قائلا: إن "استمرار هذا التنافس سيقوض مصالح مصر والسعودية، لا الدول الضعيفة فقط".

تهديد للنيل ومنابعه

وحذر حساب المجلس الثوري المصري @ERC_egy  من أن اعتراف نتنياهو ب"أرض الصومال" الانفصالية يعني أن "إسرائيل" أصبحت موجودة على خليج عدن وبالقرب من منابع النيل في اثيوبيا، مما يشكل تهديد محتمل ومباشر على مياه النيل والملاحة في قناة السويس معاً.

 

واعتبر المسؤول الإعلامي في المجلس عبر الحساب أن الاعتراف  الصهيوني "أخطر بكثير من اتفاق أثيوببا وصوماليلاند الذي تحركت مصر من أجله وأبرمت اتفاقية دفاع مشترك مع الصومال".

وذكر أن الاعتراف سيعطي دفعة كبيرة لتقطيع أوصال الصومال وتغيير شكل القرن الأفريقي للأبد، متساءلا: "..أين خطوط مصر الحمراء إزاء ما يحدث في حديقتها الخلفية؟ أم أن #صفقة_الغاز الملعونة جعلت مصر تقبل التفريط في أمنها القومي هكذا؟".

وحمّل الحساب السيسي وخونة العسكر المسؤولية .. " أوقعونا في هذا الفخ المحكم.".

https://twitter.com/ERC_egy/status/2004598772660404719

الأمن القومي السعودي

وحذر الصحفي الفلسطيني نظام المهداوي  المملكة العربية السعودية من أن "أرض الصومال" التي اعترف بها الكيان، مباشرة على خليج عدن، في مواجهة السواحل الجنوبية للمملكة السعودية، وأنها "..تطل على أخطر شريان بحري للأمن القومي السعودي؛ ذلك الشريان الذي تمرّ عبره صادرات النفط، وواردات الغذاء، وحركة الملاحة العسكرية والتجارية".

وأشار إلى أن "من يسيطر على هذه النقطة لا يحتاج إلى إطلاق رصاصة واحدة كي يهدد السعودية، وحين تُقرأ الخريطة كاملة، تتكشّف الصورة بوضوح،
اليمن جنوبًا: نفوذ إماراتي في الموانئ والجزر، ومجلس انتقالي انفصالي  لا يخفي علاقاته بالكيان الصهيوني.

إريتريا سابقًا: قواعد ونفوذ عسكري.

أرض الصومال: ميناء بربرة.

إثيوبيا: نفوذ اقتصادي ولوجستي إماراتي متنامٍ.

السودان (غرب البحر الأحمر): دعم مباشر لميليشيات مسلحة.

وأوضح أنه "كلها، في المحصلة، مناطق نفوذ صهيوني–إماراتي تُحكم الطوق حول السعودية من البحر والبر.. اليوم، تواجه السعودية خطرًا أكبر بكثير من خطر #الحوثيين؛.. فالـحوثي عدو معلن، ونفوذه واضح، ويمكن ردعه عسكريًا، أما هذا المشروع، فهو ناعم، استثماري، قانوني في ظاهره، بلا ضجيج، طويل النفس، وهو أخطر أنواع التهديدات على الإطلاق.

وأضاف @NezamMahdawi في لفتة تالية إلى أن ولاءات مجلس التعاون الخليجي له ولاءات وأن " الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، ومن سبقه، ألسنتهم حين دعمت الإمارات انفصال أرض الصومال عن الصومال، فلم يصدر عن المجلس أي بيان إدانة يستنكر اعتراف الإمارات بما سُمّي استقلال أرض الصومال.

 

لكن ما إن اعترف الكيان الصهيوني حتى سارع الأمين العام إلى إصدار بيان استنكار، دون أن يذكر الإمارات التي مهّدت الطريق وكانت السباقة إلى الاعتراف.

 

واعتبر أن التعاون الخليجي ما هو إلا ".. مجالس وهمية، وتضامن مزيف، ووحدة ظاهرها التماسك وباطنها التفرّق؛ بيانات تتراكم فوق بيانات، فيما الحقيقة التي تتبدّى على الأرض واضحة: النفوذ الصهيوني لن يترك الوطن العربي إلا بعد أن يبسط قوته كاملة، وما كان له أن يبلغ هذا المدى لولا بوابة الإمارات.. شغّلوا أغنية: "خليجنا واحد".

 

https://x.com/NezamMahdawi/status/2004643047125254455

قناة السويس وأمن مصر القومي

الناشط السياسي يحيى موسى أشار إلى أن ".. التحكم في باب المندب يعني تحكم شبه كامل في قناة السويس وخليج العقبة" مضيفا أن الاعتراف يعني فقدان مصر "..السيطرة على مدخل خليج العقبة ببيع تيران وصنافير والآن صار باب المندب أقرب للنفوذ الإماراتي الصهيوني".

وحذر من أن "مشاريع استبدال قناة السويس كمجرى ملاحي صارت مكشوفة ومنها ربط خط "بترولاين" السعودي بشبكة خطوط أوروبا آسيا "ايباك" عبر خط إيلات عسقلان لنقل النفط السعودي لأوروبا كبديل عن قناة السويس..".

وأوضح أن "التحكم في مضيق باب المندب ومضيق تيران يعني خنق قناة السويس كممر تجاري دولي.. هذا من زاوية قناة السويس ، أما من زاوية نهر النيل والصراع مع أثيوبيا فاستقلال "أرض الصومال" يعطي أثيوبيا منفذا بحريا ممكنا لعلاقتها الوطيدة بأرض الصومال على حساب مقديشيو وهو ما يعزز من قوتها في مواجهة مصر".

ولفت @YahiaMousa78294 إلى أن ما اسماه "الحزام الناري حول مصر يزداد اشتعالا من البر والبحر ليس بغفلة وفشل النظام الحاكم بل بتواطئه مع سبق الإصرار والترصد".

الخطر من أثيوبيا

وكز الكاتب السعودي سليمان العقيلي على الخطر من إثيوبيا وأنها تمد نفوذها نحو (صومالي لاند) عبر اتفاقيات اقتصادية وأمنية، أبرزها استخدام ميناء بربرة.

 

وأشار  @aloqeliy إلى أنه رغم أن إثيوبيا دولة حبيسة، إلا أنها تسعى للوصول إلى البحر الأحمر عبر مشاريع لوجستية وموانئ بدعم من موانئ دبي العالمية و بريطانيا.

وحذر من أن الاتفاق الأخير يمنح إثيوبيا إمكانية الوصول إلى قاعدة عسكرية مستأجرة، ما يثير مخاوف من دور أمني يتجاوز التجارة، وهذه التحركات تقلق مقديشو، جيبوتي، القاهرة، إذ قد تهدد مصالحها وأمنها.

 

يشير إلى أن بريطانيا وحلفاءها يشجعون هذه الخطوات، في سياق تاريخ استعماري قديم في تقسيم الصومال.

 

وأضاف أن الهدف الإثيوبي، وفق دراسات، هو الهيمنة الإقليمية وربط اقتصادات المنطقة بالاقتصاد الإثيوبي، وصولًا إلى دور في أمن البحر الأحمر وباب المندب.

https://x.com/aloqeliy/status/2004575007632928996