حذر حساب سعودي معارض مما يجري خلف الكواليس وبسرية تامة عدة اجتماعات خلال الأشهر الماضية، وبني عليها قرارات، يدير تفاصيلها محمد بن سلمان بنفسه.
الهدف من هذه الاجتماعات والقرارات هو إعادة هيكلة الجامعات، وتغيير المناهج ومواد التدريس، وتحديدا استبعاد الشريعة والمواد الدينية، والتركيز على الفنون والمسرح والسياحة والآثار وما شابه.
ونشر حساب مجتهد @mujtahidd تقريرا بعنوان "الجامعات تدار بطريقة بوليسية.. والهدف الأهم إبعاد تدريس الشريعة والعلوم الدينية"، ومن خلاله؛ التهيئة لهذه الخطة قبل بذلك بعدة سنوات بدمج وزارتي التعليم الأساسي مع التعليم العالي ثم تعيين وزير للتعليم ليس له علاقة بالتعليم بل لا يحمل الدكتوراه، وهو الوزير عبد الله محمد البنيّان الذي نقل من سابك إلى وزارة التعليم وليس في سيرته الذاتية شي له علاقة بالتعليم ، وميزته الوحيدة رضا ابن سلمان عنه.
وأوضح أنه منذ وصول محمد بن سلمان، شرع فيما كلف به وهو إعادة هيكلة الكليات والأقسام بما يحقق تهميش تدريس الشريعة والمواد الدينية تحت ذريعة التركيز على إنتاج كوادر لسوق العمل. وتبين أن هذا الزعم كاذب حين كان من ضمن التوجيهات الإكثار من أقسام الفنون والمسرح والسياحة والآثار وغيرها من التخصصات عديمة الفائدة للإنتاج والصناعة والتنمية.
وأشار إلى أنه كان ظاهر الاجتماعات أنها هي التي ترتب إعادة الهيكلة لكن الحقيقة هي أن إعادة الهيكلة قد تمت من قبل جهة خاصة في الديوان وسلمت للوزير. ثم كلف الوزير بتعيين رئيس جامعة سابق مقرب لأبن سلمان رئيسا للجان المسؤولة عن إعادة الهيكلة وتغيير المناهج ومواد التدريس.
تعليمات خطيرة
وكشف "مجتهد"، أن التعليمات التي أقرها "بن سلمان" تضمنت:
– دمج جميع الكليات النظرية بما فيها الشريعة في كلية واحدة بمسمى كلية العلوم الإنسانية فقط.
– لو حصل مقاومة للطرح تكون الشريعة مجرد قسم في كلية بمسمى الحقوق.
– يسمح فقط لجامعة الإمام محمد بن سعود وأم القرى والجامعة الإسلامية بإبقاء مسمى كلية الشريعة ترضية مرحلية أمام الناس وأمام العلماء.
وأكد أن الاجتماعات التي تضمنت هذه القرارات كان إطارها الرئيسي: جوّ أمني ورعب بوليسي واحتياطات في السرية والتهديد بالعقوبة لمن يسرب التفاصيل.
وكمثال؛ طلب من كل رئيس جامعة أن يرشح عضواً واحداً من جامعته موثوق في ان ينفذ التعاليم وموثوق ألا ينشر أسرار الاجتماعات إلى أن يصدر القرار، موضحا أن الذين تم اختيارهم للحضور وقعوا تعهدات بسرية الاجتماعات وما يدور فيها وعدم نشرها خارج هذا الحراك السري.
وأضاف أنه طلبت السلطات من جميع رؤساء الجامعات التجاوب مع القرارات والعمل على إعداد الهياكل الجديدة خلال شهري الصيف ومن المتوقع صدور القرار قريبا ليصبح نافذا، حيث تتم هذه الهيكلة بطريقة مركزية لا يعلم عنها إلا رؤساء الجامعات والممثل الذي حضر الاجتماع، كما صدر التكليف باستكمال الإجراءات والشروع في التنفيذ خلال شهرين وكأن الترتيب يحتاج إلى شهرين مع أن كل شيء قد تم.
تبريرات "التعديلات" الهيكلية
ولفت الحساب الأوسع انتشارا إلى أنه سيصدر القرار قريبا بهذه التفاصيل وربما يكون في ديباجة القرار بعض التبريرات منها:
– مواكبة سوق العمل وأن توجيهات ابن سلمان تقتضي أن يستحضر الجميع أن البلد في مجموعة العشرين، وبهذا ينبغي أن تستبدل كلية الشريعة بكلية الحقوق والقانون وكليات أصول الدين، وتستبدل كليات اللغة العربية والتاريخ بكليات السياحة والآثار الفنون والمسرح. وعجبي كيف تكون الفنون والمسرح منتجة لكوادر تنفع سوق العمل أو تناسب مجموعة العشرين.
– تبرير آخر هو ترشيد النفقات، وعجبي كيف يكون يصدق ابن سلمان في ترشيد النفقات، وتكلفة مشروع واحد من مشاريعه الخيالية الفاشلة يغطي ميزانية كل الجامعات.
رؤية معارضة5 محددات
وفي ضوء معارضته للقرار على ما يبدو استعرض رأيا مخالفا لما سيتجه إليه ولي العهد السعودي من إعادة هيكلة الجامعات وتضمن ما استعرضه 5 ملامح تجعل من الظلم تبني وجهة نظر واحدة فيما يتعلق بالشريعة وتدريس المواد الدينية.
أولا: الدولة الناجحة في التعليم العالي هي التي تكون فيها إدارة الجامعات مستقلة تماماً لا تتدخل فيها الدولة حتى لو كانت مسؤولية عن ميزانيتها. والدول التي يريد ابن سلمان تقليدها تدار الجامعات فيها من قبل مجالس أعضائها من كبار الأكاديميين أو الفلاسفة أو المفكرين، وينتخب رؤساء الجامعة دون أي تدخل من الدولة، فضلا عن هيكل الجامعات ومواد التدريس فيها.
ثانيا: كل الجامعات في الدول التي يريد ابن سلمان تقليدها تدرس مواد نظرية ودينية لكل الأديان، بما في ذلك الشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والحديث والفلسفة وغيرها من العلوم المرتبطة بالأديان والأخلاق والقيم، ولم يعترض أحد على وجود هذه التخصصات، ولا تزال تجتذب عددا كبيرا من الطلاب من كل مكان في العالم.
ثالثا: من قلة توفيق ابن سلمان أن تهميش التخصصات الدينية يعني تفوق دول أخرى في المرجعية الإسلامية، مثل مصر وتركيا وماليزيا والأردن والمغرب.
رابعاً: في الوقت الذي يوسّع ابن سلمان تخصصات الفن والموسيقى والمسرح والسينما ويهمش دراسة الدين يعيد الحوثي بناء منظومته التعليمية من الابتدائية إلى الدراسات العليا بناء على المذهب الذي يتبناه.
خامسا: عودا على موضوع الإنفاق لم يعد أحد من المواطنين يصدق حكاية الترشيد بعد مئات المليارات التي حرقت بلا فائدة في مشاريع لن يمكن تنفيذها مثل نيوم والمكعب وآخرها مشروع تروجينا. وأسوأ من ذلك الأموال التي تنفق على اللاعبين والفنانين التي يكفي عقد واحد منها ميزانية جامعة كاملة.
https://x.com/mujtahidd/status/1960240930671219080