تدهورٌ بيئي واحتباسٌ حراري .. تآكل 24% من المساحات الخضراء بالقاهرة خلال 8 سنوات

- ‎فيتقارير

تواجه القاهرة وضعًا خطيرًا نتيجة التراجع الكبير في المساحات الخضراء، حيث فقدت عشرات الكيلومترات المربعة من الغطاء النباتي، وأصبح نصيب الفرد أقل من المتر المربع الواحد. هذا التراجع يعكس خللًا في التخطيط الحضري وضغطًا سكانيًا متزايدًا، ويؤدي إلى آثار بيئية واجتماعية مدمرة.

وقالت دراسات مبنية على صور الأقمار الصناعية: إن "القاهرة شهدت تراجعًا خطيرًا في المساحات الخضراء، حيث فقدت نحو 32 كم² من الغطاء النباتي خلال العقدين الماضيين، وأصبح نصيب الفرد أقل من 1 م² مقارنة بالمعايير العالمية التي توصي بـ 9 م² للفرد، وكان السبب الرئيس : الزحف العمراني غير المنظم والزيادة السكانية السريعة، ما أدى إلى آثار بيئية واجتماعية مقلقة لاسيما وأن نسبة التراجع بلغت نحو 24% من إجمالي الغطاء النباتي الحضري".

ومن جانبه، حذر المهندس أشرف الوكيل (معهد بحوث البساتين سابقًا) من أن فقدان المساحات الخضراء يهدد التنوع البيولوجي ويزيد من معدلات التلوث والحرارة داخل المدن.

وبحسب "د. الوكيل"، فإن تراجع الغطاء الأخضر أدى إلى تفاقم ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، ما يرفع استهلاك الطاقة للتبريد."

وأشار باحثون في المركز القومي للبحوث إلى أن انخفاض الأشجار يضعف قدرة المدينة على امتصاص الملوثات الدقيقة، ما يزيد من معدلات الأمراض التنفسية.

 

وأكدت دراسة صادرة عن معهد بحوث البساتين أن اختفاء النباتات الأصلية والأشجار المعمّرة يهدد النظام البيئي المحلي ويرى خبراء الاجتماع الحضري في جامعة عين شمس أن تراجع الحدائق العامة قلل من أماكن التفاعل المجتمعي، ما أثر على الحياة الاجتماعية للسكان."

وأشارت الدراسة أن السبب الرئيس هو الزحف العمراني غير المنظم، وأوصت بـ 14 توصية لإعادة القاهرة إلى وضع أكثر خضرة، منها إنشاء حدائق جديدة، حماية الأشجار، وتطوير سياسات حضرية مستدامة.

كما أشارت إلى أن إزالة المساحات الخضراء أصبحت موضوعًا مثيرًا للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تزايد الوعي الشعبي بخطورة الوضع.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، فإن الصورة البصرية للمدينة تدهورت، وأصبح مؤشر جودة الحياة الحضرية في القاهرة في مستويات منخفضة."

تقرير رصدي

منصة صحيح مصر @SaheehMasr تناولت حي "حدائق القبة" الذي كان من اسمه نصيب؛ إذ لا يتجاوز نصيب الفرد من سكانه، البالغ عددهم 341 ألفًا و321 مواطنًا، نحو 25 سنتيمترًا من المساحات الخضراء، وهو أدنى معدل بين أحياء القاهرة. ويأتي ذلك بعدما فقد الحي 64% من مساحاته الخضراء خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2024.

وأجرت المنصة تقديرًا للمساحات الخضراء في الأحياء المختلفة اعتمادًا على بيانات الأقمار الصناعية، مع التركيز على تحليل بيانات وكالة الفضاء الأوروبية المستقاة من القمر الصناعي Sentinel-2. وجُمعت هذه التقديرات في قاعدة بيانات تكشف نصيب الفرد من المساحات الخضراء في أحياء القاهرة الرمادية، حيث فقدت معظم أحيائها مساحات واسعة من الغطاء الأخضر خلال الفترة بين 2019 و2024.

 

تراجع شامل

وكشف المنصة أن نحو 95% من أحياء القاهرة شهدت تقلصًا في المساحات الخضراء مقارنة بما كانت عليه خلال السنوات الثماني الماضية. وأن أكثر من 3.1 مليون مواطن يقطنون في عشرة أحياء تُعد الأقل نصيبًا من الغطاء الأخضر، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد عشرات السنتيمترات.

 

وعن أحياء فقدت النصيب الأكبر، أشارت إلى أن حدائق القبة لم يبقَ من اسمه نصيب؛ إذ فقد 64% من مساحاته الخضراء، وأصبح نصيب الفرد لا يتجاوز 25 سم²، وهو الأدنى بين أحياء القاهرة.

 

أما الجمالية ففقدت 69% من مساحاته الخضراء، ليسجل أدنى معدل خلال ثماني سنوات، مع نصيب فردي لا يتجاوز 1.1 م².

وتراجع الغطاء النباتي في طرة بنسبة 61%. وفقد حي الساحل 57% من مساحاته الخضراء وتقلصت الأشجار واللون الأخضر الطبيعي في حي

السلام بنسبة 56%.

وعلى التوالي فقدت أحياء الشرابية، الزاوية الحمراء، روض الفرج، المطرية ما بين 50% و53% من مساحاتها الخضراء.

 

أكثر عشرة أحياء رمادية في 2024

المطرية: 650 ألف نسمة، نصيب الفرد نحو 25 سم² فقط.

 

الشرابية: 202 ألف نسمة، نصيب الفرد 34 سم².

 

منشأة ناصر: 278 ألف نسمة، نصيب الفرد 45 سم².

 

باب الشعرية: 50 ألف نسمة، نصيب الفرد 49 سم².

 

شبرا: 82 ألف نسمة، نصيب الفرد 56 سم².

 

روض الفرج: 157 ألف نسمة، نصيب الفرد 62 سم².

 

الساحل: 341 ألف نسمة، نصيب الفرد 67 سم².

 

عين شمس: 663 ألف نسمة، نصيب الفرد 72 سم².

 

الزاوية الحمراء: 343 ألف نسمة، نصيب الفرد 86 سم².

 

دلالات خطيرة

 

وتكشف هذه الأرقام أن أكثر من 30% من سكان القاهرة يعيشون في أحياء شبه معدومة الغطاء الأخضر، ما يعكس أزمة بيئية واجتماعية تهدد جودة الحياة، وتؤكد الحاجة الماسة إلى سياسات حضرية صارمة لإعادة التوازن البيئي للمدينة، ويتراوح نصيب الفرد منهم من المساحات الخضراء بين 25 و86 سنتيمترًا فقط.

https://x.com/SaheehMasr/status/2003907356279836875