كتب رانيا قناوي:
تحل ذكرى النكبة الفلسطينية التي توافق اليوم الاثنين الـ15 من مايو من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الصهيوني ديفيد بن جورين قيام الكيان الصهيوني، ليبدأ فصلًا جديدًا من حلقات الصراع العربي الصهيوني، في خضم أحداث جديدة وتطورات بالغة الخطورة.
فيما أحيا نشطاء فلسطينيون ومتضامنون عرب وأجانب، مساء أمس الأحد، على منصات التواصل الاجتماعي، الذكرى السنوية الـ 69 للنكبة، في خطوة استباقية للذكرى التي تصادف اليوم الاثنين 15 مايو، بهدف التأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها قبل 69 عاما.
وانطلقت الحملة الإلكترونية، التي دعا لها "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، عبر التغريد على وسم "راجعين" مساء أمس الأحد، في عدة دول عربية وأوروبية، وبشكل موحد وباللغتين؛ العربية والإنجليزية.
وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع وسم "راجعين" الذي طغى على صفحات النشطاء والمواقع الفلسطينية، وتجاوز عدد المتفاعلين معه حاجز الـ 80 مليون متفاعل، وأكثر من 16 ألف تغريدة خلال ساعتين.
وأُرفق النشطاء وسم الحملة بصور وتسجيلات وعبارات تؤكد تمسكهم بحق العودة، وتروي قصص صمود الشعب الفلسطيني كل في أماكن تواجده.
ومن الثوابت التي جدّد النشطاء التأكيد عليها؛ أن "العودة حق لا يسقط بالتقادم"، وأنه "مهما طال الزمن أو قصر سيرجع الفلسطينيون لأراضيهم التي هجّروا منها".
وقد لاقت الحملة مشاركة واسعة من كافة الفئات العمرية الذين أكدوا على مبدأ أن "الجيل الثالث بعد النكبة يغرد "راجعين"وأن 69 عاما على "النكبة" لن تنسي أبناء فلسطين بلادهم، بالإضافة إلى نشطاء الفصائل، وفلسطينيي الداخل المحتل.
وشكلت النكبة الفلسطينية عملية تحوّل مأساوي في خط سير حياة الشعب الفلسطيني بعد سلب أرضه ومقدراته وممتلكاته وثرواته، وما تعرّض له من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948".
وعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا يوم 15 مايو عام 1948 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية؛ إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقًا.
بداية المأساة
ذكرى النكبة ترمز إلى التهجير القسري الجماعي في 15 مايو من العام 1948، لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، وتمثلت في نجاح الحركة الصهيونية- بدعم من بريطانيا- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين، وإعلان دولة "إسرائيل".
واحتل اليهود 78% من أراضي فلسطين، أي كل فلسطين باستثناء الضفة الغربية وغزة. وفي كل عام بهذا التاريخ تُحيي المنظمات الفلسطينية والجمعيات هذه الذكرى، بفعاليات ونشاطات تُذكّر الأجيال بالتهجير؛ كي لا تُنسى القضية الفلسطينية.
وبعد سنوات من البُعد، ولوعة الاشتياق، ومهما فعل اليهود في أراضي فلسطين؛ من اقتلاع لشجر الليمون والزيتون، فإنهم ليس بإمكانهم أن يقلعوا جذور حب وطن خُلق تحت ظل هذا الشجر، كما تقول الفلسطينية سماح صافي، مؤكدة تمسكها بوطنها في الذكرى الـ69 للنكبة.
وتؤكد نعمة محمد "33 عاما والتي هجرت مع عائلتها من فلسطين" تمسكها بحق العودة إلى فلسطين، موضحة أن القضية هي البوصلة مهما ابتعدت عن الوطن، وأنها ستعود يوماً ما.
وتأتي ذكرى النكبة هذا العام بالتزامن مع "إضراب الكرامة" الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال منذ 17 أبريل الماضي، للمطالبة بحقوقهم الضائعة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل أزمات متتابعة، وحصار مشدد على قطاع غزة.