دعوات للتظاهر في 12/7 و16/8..داعون مجهولون وثورة واجبة

- ‎فيتقارير

 

 

تشهد الساحة المصرية في الأيام الماضية العديد من الدعوات المجهولة المصدر للنزول للشوارع للتظاهر، ضد نظام السيسي، والمطالبة برحيله، دون تحديد الجهة الداعية وحقيقة الأهداف والمآلات، ما يطرح الكثير من المخاوف والتساؤلات، وذلك على الرغم من أهمية وضرورة تحرك الشارع المصري، ضد السيسي ونظامه العسكري الفاشل والقمعي، وضرورة إنهاء حكم العسكر الذي أعاد مصر قرونا  للوراء.

 

وتحت شعار “ثورة الكرامة” ، خرجت دعوات تطالب المصريين بالخروج والتظاهر ضد المنقلب السيسي، من كل مساجد مصر، الجمعة المقبل 12 يوليو الجاري.

وتعددت الدعوات على مساحات واسعة في شبكات التواصل الاجتماعي، ومنها: “انزلوا نلحق اللي اتبقى من البلد، الكل عايز يخلص من السيسي#أحمد_رفعت #جمعة_الكرامة_١٢_٧ #حق_رفعت_لازم_يرجع

اشترك بقناة ثورة شعب على تيلجرام https://t.co/55Rnrg9PBa http://pic.twitter.com/x7jgyamaqt

..”.

 

 

طوفان مصر

 

وإلى جانب دعوة تظاهرات الجمعة، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيان يحمل مطالب تظاهرات “طوفان مصر” في 16  أغسطس المقبل، التي تضم وفق البيان ما دعاهم بالضباط الأحرار  من داخل الجيش والداعمين للمظاهرات، وتلك المجموعة تطالب بتنحي السيسي، ورئيس وزرائه مصطفى مدبولي، وتدعو لحل مجلس النواب، والإفراج عن المعتقلين، وعمل فترة انتقالية يتولاها وزير الدفاع وتعيين حكومة تكنوقراط.

#عاجل: مطالب مظاهرات مصر 16 أغسطس، وقريبا سيتم نشر بعض فيديوهات العديد من الضباط الأحرار الداعمين لمظاهرات طوفان 16 أغسطس #طوفان_مصر_16_أغسطس#ارحل_ياسيسي#ارحل_ياسيسي_كفاية_خراب http://pic.twitter.com/FJ1ZyxoRcB

— طوفان مصر 16 أغسطس …”.

 

فرصة للخلاص أم مصيدة واستدراج ؟

 

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، جرى سجال بين المؤيدين للتظاهرات ضد النظام، الذين اعتبروها فرصة لإيقاظ الشعب الغاضب، وبين المعارضين للفكرة، والذين أكدوا أنها فخ لاصطياد المعارضين والغاضبين ويزيد فقط من أعداد المعتقلين الذين يفوق الـ60 ألفا، يتكدسون في السجون ومقرات الاحتجاز، وفق تقديرات حقوقية.

وعبر صفحتها على “فيسبوك”، طرحت الناشطة السياسية منى سيف، استطلاعا لآراء متابعيها حول دعوات النزول الجمعة المقبلة في 12 يوليو الجاري، وهو ما شهد سجالا بين الرفض والقبول، مع عرض الأسباب في الحالتين، بجانب اتهامات للدعوة بأنها دعوة أمنية مشبوهة، ومطالبات للمصريين بعدم التورط والاندفاع.

 

 

وفي رؤيته، طالب الحقوقي المصري أحمد العطار، المصريين بعدم نشر الدعوات المطالبة بنزول المصريين الجمعة المقبل، معتقدا أنها مصيدة لاعتقال المصريين، وذلك خاصة مع فشل الدعوات السابقة التي دعا إليها الناشط محمد علي، في سبتمبر 2019 و2020، وغيرها، والتي خلفت وراءها عشرات المعتقلين.

وأكد الممثل المصري المعارض من فرنسا، عمرو واكد، عبر موقع (إكس) أنه مع حق التظاهر، لكنه قال: إنه “لا رابح من أي دعوة للتظاهر سوى النظام نفسه”، مضيفا أن “النظام يستدرج الشعب لمواجهة هو الأقوى فيها”، مشددا على أهمية اتحاد المصريين قبل النزول.

وأوضح واكد، أن “علو أصوات النزول مجهولة المصدر في مظاهرات الآن وبسرعة؛ لكي يضرب النظام مشوار الاتحاد أولا، ثم ليستبدل شحنة الغضب بشحنة اليأس والخوف من جديد، ونعود إلى النقطة صفر”.

وكتب: “ولو أني مع حق التظاهر والتعبير، ولكني أرى اليوم أن لا رابح من أي دعوة للتظاهر سوى النظام نفسه، فالنظام يستدرج الشعب لمواجهة هو الأقوى فيها، وقوته هي الأمن والسلاح، لذلك علينا أن نتحد قبل النزول، وهناك خطوات جيدة تتم الآن في هذا الاتجاه، ولو انتهينا من مشوار الاتحاد على الهدف “.

وأوضح الخبير والباحث في الشؤون العسكرية محمود جمال، أن الثورات لا تتم في يوم وليلة، ولتحقيق انتصار في معركة الحرية والتخلص من الاستبداد يجب اتباع سياسة النفس الطويل، مشيرا إلى أن التجارب الناجحة التي استطاعت تحقيق انتقال ديمقراطي في عدة دول، دليل على ذلك.

وأكد عبر موقع “إكس”، على ضرورة استمرار الحراك الشعبي لشهور أو لسنوات بوسائل مختلفة حتى يؤتي ثماره، مشددا على أن الثورة جولات وعمل تراكمي.

  

واستبقت السلطات الانقلابية بعض دعوات التظاهر ضد عبدالفتاح السيسي، بقرارات حبس واعتقال وأحكام بالإعدام ضد نشطاء ومعارضين ومتظاهرين، ما اعتبره حقوقيون رسالة أمنية شديدة اللهجة موجهة لمنع المصريين من النزول إلى الشارع.

 

ثورة واجبة

وعلى الرغم من الدعوات المجهولة والدعوات الصادقة للثورة،  ضد السيسي، يبقى الشارع المصري هو المحرك الأساسي  والمعيار الأساس للتحرك ضد السيسي، ونظامه الانقلابي، الذي أفقر المصريين وجوعهم وجلب لهم الأمراض والأحزان والهموم والضغوط، وهو ما يستوجب سرعة التحرك من قبل الجميع لوقف مسار الانهيار المتسارع في البلاد، وهو ما يحتاج تنسيق واضطلاع القوى السياسية بدورها في قيادة الغضب الجماهيري المستحق للثورة لإنقاذ مصر، الوطن من البيع والتقزم والشعب من الفقر والجوع والقهر الذي يمارسه العسكر الفشلة.